«تلك الأيام نداولها بين الناس».. يُرفع الآن فوق الأكتاف من كانوا يُرشقون بالحجارة قبل أشهر، وتنحني تحت وطأة السجون أظهر كانت تنتصب بثقة على العرش. «بوابة الشروق» ترصد مراحل تغير صورة الشرطة خلال عام 2013. «رجع الباشا بنفس الوش واللي اتغير بس الصورة.. الله يرحم من سنتين لما عينه كانت مكسورة» هتاف ردّده شباب القوى الثورية في ذكرى أحداث محمد محمود، وفي الأيام التي تلت إصدار قانون التظاهر، فيما ظل يردّده الطلاب المؤيدون لجماعة الإخوان المسلمين داخل الجامعات لأيام طويلة. وفي المقابل تغيّر المشهد بشكل غير متوقع، ضباط الداخلية «استعاروا» الكروت الحمراء التي رفعها الثوار في وجههم منذ ثورة 25 يناير 2011، ليشهروها في وجه الرئيس السابق محمد مرسي في 30 يونيو 2013. ولم يقتصر التغيير على الضباط وإنما امتد إلى القيادات، حيث فجر اللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية السابق، واللواء منصور العيسوي، الوزير الأسبق، مفاجأة كبيرة بمشاركتهما في مسيرات 30 يونيو المنادية بإسقاط حكم الإخوان، وتداولت بعض الصحف أن المتظاهرين حملوهما فوق أكتافهم. الأهرام: سياسة مرسي البغيضة أعادت الشرطة لأحضان الشعب ونشر موقع بوابة الأهرام الخبر تحت عنوان «الشرطة تعود للشعب في 30 يونيو»، مؤكدة أن «سياسة مرسي البغيضة أحاطت الشرطة إلى أحضان الشعب محمولة على الأعناق» هتافات من نوع جديد وللمرة الأولى منذ الثورة ظهرت الداخلية بشكل إيجابي في هتافات المتظاهرين، كان أبرزها هتاف «الجيش والشعب والشرطة إيد واحدة» الذي ردده المتظاهرون يوم 30 يونيو؛ احتفالاً بانحياز الشرطة العلني لهم. وتكرر الهتاف بشكل خاص في كل حدث يعلن دعم الجيش والشرطة ضد «الإرهاب»، مثل الاحتفال الذي نظمه اتحاد القوى الثورية والشعبية بشمال سيناء في نوفمبر الماضي، وهتاف أهالي المنصورة والشرقية بعد عمليات التفجير الأخيرة التي وقعت فيهما. تمرد تدشن حركة «عشان رجالة» في نهاية أكتوبر الماضي، أطلقت حركة تمرد حملة «عشان رجالة» لتقديم الشكر للشرطة والجيش على مواجهة الإرهاب. وفي تصريح لبوابة «الشروق»، قالت إيمان المهدي، عضو اللجنة المركزية بالحركة، إن مَن شاركوا في أحداث 30 يونيو تنازلوا عن حقهم، فيما قامت به الشرطة تجاه المتظاهرين، خلال الفترة ما بين «25 يناير» و«30 يونيو»، ليثبتوا للعالم أن الجيش والشرطة والشعب إيد واحدة. الداخلية تنعى شهداء محمد محمود يبدو أن مظاهر الاحتفاء المختلفة برجال الشرطة، قد دفع الداخلية إلى نسيان ثأر الثوار القديم معها في أحداث محمد محمود، فأصدرت في الذكرى الثانية للأحداث في نوفمبر الماضي بيانًا تنعي فيه الشهداء، وتؤكد أنها تحترم دورهم في مسيرة العمل الوطني، معلنة عن تأمينها لما وصفته ب«مظاهر الاحتفاء بالذكرى بما يتناسب مع وعي وتحضر المشاركين فيها». شباب محمد محمود لم يسامح لكن شباب محمد محمود لم ينس من قتل منهم ومن فقد عينه، وخلال مؤتمر لإحياء الذكرى الثانية بنقابة الصحفيين، لصق عدد منهم على عينه ورقة مكتوبًا عليها بخط عريض «جدع يا باشا»، في إشارة إلى الضابط الذي أطلق الرصاص على عين أحد الثوار وأصابها، فأثنى عليه أحد المجندين بتلك العبارة. عودة الحرس الجامعي قال رئيس جامعة عين شمس، في حوار له مع «الشروق»، إن وزير التعليم العالي تقدم باقتراح إلى مجلس الوزراء ووزير الداخلية بوجود أفراد الشرطة داخل الجامعات، والسماح لرئيس الجامعة باستدعائها للدخول في حالة أحداث التخريب؛ وذلك بعد موجة العنف التي شهدتها الجامعات في الآونة الأخيرة. اقرأ الحوار كاملاً: http://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=14112013&id=911cd99e-6df2-48fd-9c01-3d96e13fb9fe المنظمات الحقوقية تقاوم بعيدًا عن تغير المشهد في الشارع، ظلت المنظمات الحقوقية على مواقفها التي تدين ما تعتبره انتهاكات من الداخلية، سواء في عهد مرسي أو في العهد الحالي. كان مركز النديم قد أصدر في 26 يونيو الماضي، الذي يوافق اليوم العالمي لمناهضة التعذيب، تقريرًا عن التعذيب في عهد الرئيس مرسي. ووثق التقرير 217 حالة قتل، و359 حالة تعذيب في أقسام شرطة، وسجون، ومعسكرات الأمن المركزي، وأمام قصر الاتحادية الرئاسي. وتراوحت أسباب الوفاة بين "طلق ناري في اشتباكات (49 في بورسعيد و10 في الاتحادية بحي مصر الجديدة) أو في كمائن مرور، وحالات تحمل شبهة عالية للتعذيب وسوء المعاملة في أقسام مصر القديمة، حلوان، روض الفرج، قليوب، الجيزة، قنا، ميت غمر، سيدي جابر، نبروه (الدقهلية)، طهطا (سوهاج)، مرسى مطروح، الوراق، وادي النطرون وسجون المنيا وشبين الكوم وطنطا العمومي، والمنصورة، والوادي الجديد". وخلص التقرير إلى النتيجة التالية "التعذيب لا يزال منهجيًّا وسياسة حكم بها نظام مرسي، مثلما حكم بها نظام المجلس العسكري، ومثلما حكم بها مبارك من قبله". وبعد عزل الرئيس مرسي استمرت المنظمات الحقوقية في رصد ما توثقه من تجاوزات للداخلية، وأصدرت بيانات عن وقائع تعذيب أو استخدام مفرط للقوة، كان أبرزها بيان مشترك صادر في 10 ديسمبر، اليوم العالمي لحقوق الإنسان، من 13 منظمة حقوقية مصرية يدين ما اعتبرته استخدامًا مفرطًا للقوة المميتة في فض اعتصامي رابعة والنهضة. البيان الذي حمل عنوان "لا إقرار بما حدث ولا عدالة.. بعد 4 أشهر ينبغي التحقيق في عمليات القتل الجماعي للمتظاهرين" طالب بتشكيل لجنة تقصي حقائق مستقلة للتحقيق مع المتورطين في هذه الأحداث. لقراءة البيان كاملاً: http://eipr.org/pressrelease/2013/12/10/1896