كشف الباحث الأثري سامح الزهار؛ المتخصص في الآثار الإسلامية والقبطية، أن العصر الفاطمي 969 م، أكثر العصور التي شهدت مشاركة من المسلمين فى إحياء أعياد إخوانهم المسيحيين. وأضاف الزهار، في تصريح صحفي له، الاثنين، أن المسيحيين استمتعوا بالاحتفاء بأعيادهم الدينية بصورة رائعة في هذا العصر، الذى يعد شاهدًا على أن مصر وطن للجميع مسلمين ومسيحيين، مشيرًا إلى أن مصر كانت ولا تزال هي رمزًا للوحدة الوطنية يقتدي به العالم قديما وحديثًا. وأشار إلى أن الأعياد القبطية فى عصر الدولة الفاطمية، كانت أيام عطلات عامة تغلق فيها الأسواق ويوزع الخليفة الكسوة على رجال الدولة ونسائهم وأولادهم، ويصرف حوائج الأعياد من بيت المال. وأوضح الباحث الأثري، أن من بين تلك الأعياد الاحتفال برأس السنة الميلادية، حيث كان الفاطميون أنفسهم يحتفلون بعيد رأس السنة في الأسواق و المنازل والأبواب وفي الطرقات والحوانيت والشوارع مشاركة لإخوانهم المسيحيين. وأشار إلى أنهم كانوا يوقدون الشموع و المصابيح شاعرين بالفرح والسرور، وكانوا يصنعون فيه الحلوى المبتكرة من سائر الأصناف والمعجنات والزلابية واللارنج والليمون والقصب والأسماك و أشهرها "سمك البوري" ويطوفون بالقناديل فى الأزقة والشوارع من العشاء وحتى الصباح. وأضاف الزهار، أنه في بعض الأحيان كان المسيحيون يخرجون من الكنائس، حاملين الشموع والصلبان خلف كهنتهم ويسير معهم المسلمون ويطوفون بشوارع القاهرة. ولفت الباحث الأثري، إلى أن المسحيين كانوا يتبادلون الهدايا من البيض الملون والعدس المصفى و يقدمون منها لإخوانهم المسلمين.