«ملاك الرحمة.. طبيبة وناشطة سياسية.. عمود رئيسي بخيمة ثوار 25 يناير.. واليوم أمينًا عامًّا لنقابة الأطباء»، إنها الدكتورة منى مينا ابنة ال55 عامًا، لتصبح أول سيدة وأول مسيحية تتولى المنصب في تاريخ نقابة الأطباء منذ تأسيسها عام 1949. ولدت «منى مينا» في 26 يونيو عام 1958، وتخرجت في كلية الطب جامعة عين شمس عام 1983، وحصلت على دبلوم الدراسات العليا في طب الأطفال عام 1990، تمتلك هذه الطبيبة تاريخًا عريضًا من النضال، ووقفت مدافعة عن حقوق الأطباء في مناسبات عدة؛ فخاضت معركة شرسة داخل نقابة الأطباء لتفوز بعضوية النقابة في مطلع عام 2012، وتصبح رابع سيدة تحقق هذا المنصب على مدى تاريخ «الأطباء». ومنذ اندلاع الشرارة الأولى لثورة 25 يناير 2011، كانت «مينا» سيدة ثائرة لتشارك منذ اليوم الأول في تظاهرات الميدان، وتطوعت مع المئات من رفاقها في إنشاء ما سمي ب«المستشفى الميداني»، وساهمت بقوة في إقامة الخيام ب«التحرير» لإسعاف المصابين من اعتداءات الشرطة والبلطجية. وبجانب النشاط النقابي الفعال ل«أمين عام نقابة الأطباء»، كانت ل«الدكتورة منى» مواقف سياسية عديدة ومواجهات كثيرة مع النظام السابق أدت إلى القبض عليها في مظاهرات نصرة العراق عام 2003. هذا النضال امتد بشكل مختلف ليشمل إضرابات الأطباء في مايو 2011، وأكتوبر 2012؛ للمطالبة بتحسين الأجور وتأمين المستشفيات، ورفع ميزانية الصحة من 3.5% (الوضع الحالي)؛ لتصبح 15%. شاركت في تأسيس حركة «أطباء بلا حدود»، مرجعة ذلك إلى أن «المهنة فقدت مكانتها واحترامها، وأصبح حال الأطباء سيئًا». وفي يوم 29 يناير 2011 خلعت رداء الطبيب تاركة المستشفى الميداني، بعد عجزها عن إسعاف المصابين، وآنذاك علقت على هذا المشهد، قائلة: «أصعب المواقف التي واجهتني شخصيًّا هو اليوم الذي ظهر فيه القناصة يوم 29 يناير وكان أغلبية من يأتون إلى المستشفى من الثوار كانوا عبارة عن جثث هامدة، وكان هو يوم العجز الطبي، ولم نستطع أن نقدم لهم شيئًا، ولم أستطع أن أكمل في هذا اليوم، وتركت المستشفى». استقرت الأمور قليلًا، وبعد شهور قليلة وفي غضون تشكيل حكومة الدكتور كمال الجنزوري في نوفمبر عام 2011، رفضت منى مينا تولي وزارة في حكومة الجنزوري، مرجعة رفضها آنذاك إلى أنها تمارس عملًا نقابيًّا من الصعب أن تتركه من أجل عمل وزاري». كانت آخر المواقع التي شغلتها «منى مينا»، هو انتخابها عضوًا في مجلس نقابة الأطباء عام 2011، وبعد انتخابات التجديد النصفي لمجلس النقابة يوم الجمعة الماضي، انتخبها أعضاء المجلس أمينًا عامًّا ل«الأطباء».