حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، روسيا يوم الأربعاء، على أن تصر على أن تضع القوى العالمية شروطًا صارمة لإيران في أي اتفاق يتم التوصل إليه بشأن برنامجها النووي. وبعد أن فشل نتنياهو في اقناع الولاياتالمتحدة بأن القوى العالمية إنما تسعى لاتفاق سيء، توجه إلى موسكو لمقابلة الرئيس فلاديمير بوتين، بينما يجتمع مبعوثون من روسياوالولاياتالمتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا مع مفاوضين إيرانيين في جنيف. ويبحث المفاوضون تخفيف العقوبات الاقتصادية مقابل وضع حدود لبرنامج إيران النووي. وأشار نتنياهو، بعد الاجتماع مع بوتين، إلى أن إسرائيل لن ترضى إلا بأن تضع إيران نهاية لجميع أنشطتها النووية، وأشار إلى اتفاق تدمير كل الأسلحة الكيماوية السورية كمثال يحتذى. وقال: "بالنسبة لإسرائيل أكبر خطر علينا وعلى أمن العالم هو سعي إيران لأن تتسلح بالأسلحة النووية. ولبلدينا هدف مشترك: لا نريد أن تتسلح إيران بأسلحة نووية". وتابع "هناك الكثير الذي يجب تعلمه من الحل الذي أنجز في سوريا بخصوص الأسلحة الكيماوية؛ حيث أصرت روسيا والآخرين عن حق على تفكيك الأسلحة الكيماوية السورية بالكامل". وأضاف نتنياهو، "نعتقد أن من الممكن التوصل إلى اتفاق أفضل (مع إيران) وسيتطلب طبعًا مثابرة وإصرارًا". ولم يكشف نتنياهو وبوتين، سوى قليل التفاصيل بشأن اجتماعهما في الكرملين. وقال بوتين إنهما ناقشا موضوع إيران بالتفصيل واكتفى بالقول إنه يأمل أن تسفر محادثات جنيف عن نتيجة إيجابية. ولا يوجد ما يشير إلى أن روسيا غيرت موقفها إزاء إيران بأي شكل. وترى إسرائيل، التي يعتقد أنها الدولة الوحيدة التي تمتلك ترسانة نووية في الشرق الأوسط، أن امتلاك إيران لأسلحة نووية تهديد لوجودها وتريد تفكيك قدرات إيران على تخصيب اليورانيوم والتخلص مما تحوزه من يورانيوم مخصب. وتنفي طهران السعي لامتلاك أسلحة ذرية. ويقول نتنياهو، إن الاتفاق محل التفاوض حاليًا، والذي لم يكشف النقاب عن تفاصيله لا يزال يمكن إيران من صنع قنبلة نووية بسرعة إن شاءت. ووجه الزعيم اليميني الإسرائيلي الذي يخوض أخطر خلافاته مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما حتى الآن، تهديدات مبطنة بعمل عسكري إسرائيلي ضد ايران إذا وقع المفاوضون في جنيف ما يصفه "باتفاق بالغ السوء". ورفض التشكيك الواسع النطاق في قدرة إسرائيل على إلحاق أضرار دائمة بالمنشآت الإيرانية البعيدة والمتناثرة والمحصنة. وأبلغ رئيس الأركان الإسرائيلي اللفتنانت جنرال بيني جانتس، الصحفيين، أن مهمته "ضمان احتفاظنا بالقدرات المطلوبة والاستمرار في تعزيزها" للتصدي لإيران إذا ما اقتضت الضرورة. وتبدي روسيا التي شيدت أول محطة للطاقة النووية في إيران وتحتفظ بعلاقات طيبة مع طهران مقارنة بالقوى الغربية، شكوكًا أقل في أنشطة طهران النووية. وقال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي زئيف إلكين، الذي يرافق نتنياهو في رحلته إلى موسكو، "مهمتنا هي محاولة إقناع الروس بتغيير موقفهم كما نفعل مع كل الأطراف". وأضاف لراديو (إسرائيل)، "روسيا لن تتبنى المواقف الإسرائيلية بالكامل. لكن أي تغيير حتى لو كان صغيرًا في الموقف الروسي يمكن أن يؤثر على المفاوضات". وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن موسكو تأمل أن تفضي محادثات جنيف إلى اتفاق مبدئي هذا الأسبوع لتخفيف حدة الأزمة النووية. وأشار لافروف، دون أن يذكر نتنياهو بالاسم، إلى تحذيراته من "خطأ تاريخي" سيمنح إيران وقتًا لإنتاج قنبلة نووية، قائلاً إن ذلك "بعيد عن الواقع". كما أشار لافروف، إلى أن إيران مستعدة لتقليص إنتاجها من اليورانيوم المخصب ووقف إنتاج اليورانيوم المخصب لمستوى 20 في المئة، وهو مستوى يقربها كثيرًا من المستوى المطلوب لإنتاج قنبلة نووية. وهذان من بين التنازلات التي تريد القوى الغربية أن تقدمها إيران، لكنهما لا يلبيان مطالب نتنياهو المتمثلة في إغلاق بعض المواقع النووية الإيرانية.