بعد 3 أشهر، تنتهى حالة الطوارئ التي شهدتها مصر عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة فى 14 أغسطس الماضى، وسط ترحيب من المواطنين وأصحاب المحال بعودة الحياة إلى طبيعتها إثر تعطل مصالحهم، وإجبارهم على العودة إلى منازلهم مبكرا، ورصدت «الشروق» فى جولتها آراء عدد منهم قبل 24 ساعة من انتهاء حظر التجوال. لم يشغل بال سيد ثعلب، صاحب أحد أكبر مقهى بمنطقة البورصة فى وسط البلد، إلغاء حظر التجوال مع حلول فصل الشتاء، بقدر ما تمنى ان تعود زبائنه مرة أخرى إلى المنطقة التى تعتبر مقصدا لفئة الشباب، باستثناء الأيام الأخيرة، التى شهدت قبولا جماهيريا كبيرا فى مباريات البطولة الأفريقية ومشاركة المنتخب المصرى فى التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم. ويعتبر ثعلب، 45 عاما، أن الفائدة الوحيدة من الغاء حظر التجوال هى العمل لساعات أطول يوم الجمعة، بعد انتهاء اليوم فى منتصفه تقريبا، وهى الفترة التى شهدت إحجاما كبيرا من رواد البورصة، إذ تغلق المقاهى أبوابها مع دقات الساعة الخامسة قبل اغلاق الطرق. وبينما الساعة تقترب من الثانية عشرة صباحا، وأصحاب المقاهى ينبهون على عمالهم بالإسراع من تحصيل النقود من الزبائن، جلس ثعلب وعمال «شانتيه كافيه» يرتبون أوضاع المقهى بعد إلغاء الحظر، وبحث كيفية انتظام دوريات العمل فى المقهى الذى يعمل فيه أكثر من 12 عاملا، حيث قال: «البورصة من أكثر المناطق التزاما بتطبيق القرارات الرسمية، والعمل سيعود تدريجيا بما يناسب الأوقات الشتوية التى تجبر المواطنين على المكوث بالمنازل مبكرا، ولكن التغيير الوحيد هو فى حرية اختيارك بدلا من إجبارك على ذلك». لم يختلف الحال كثيرا عند أصحاب المحال، الذين اتفقوا في رواياتهم على أن إلغاء الحظر سينشط حركة البيع ويسمح للمواطنين بالخروج في أوقات متأخرة دون أي تحذيرات أمنية. ومن جانبه، استبق محمد سيد، 36 عاما، قرار الحكومة بإلغاء حظر التجوال رسميا، بالتنزه مع أسرته الصغيرة بالحدائق المحيطة بميدان التحرير، لنحو 15 دقيقة من بدء سريان الحظر فى الواحدة صباحا، معلنا انتهاء الحظر بدءا من ذلك الوقت