ثلاثة أشهر من الركود ووقف الحال يدفع المواطن البسيط ثمنها من جيبه، فهو ضحية استغلال وجشع، ويعاني التجار وأصحاب المحال التجارية حظرا على مبيعاتهم مثلما يعانون من حظر التجوال، وأزمات عديدة كالغلاء وتكلفة العمالة الزائدة وفقدان الشعور بالأمن. أسامة فخري، صاحب مطعم الشرقاوي للأكلات الشعبية، استقبل خبر إلغاء حظر التجوال مبتهجا، "الحمد لله على هذا الخبر السار كدة البلد تشتغل بقى". يحكي فخري ل"الوطن" عن معاناته المستمرة منذ ثلاثة أشهر بسبب الحظر، "الحظر كان مأثر علينا بشكل كبير، وكان دمار لأصحاب المحلات والمطاعم، فالصنايعي في المطعم بياخد يومية كاملة، وبشكل مستمر دون نقص، رغم قلة ساعات العمل، وبنقفل بدري قبل ميعاد الحظر بساعتين، والدمار الأكبر بيبقى يوم الجمعة كنا بنقفل من الساعة 5 بسبب المظاهرات". يشكو صاحب المطعم المتواجد بجوار منطقة "مترو" البحوث من حالة الركود بسبب الحظر، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، قائلا "الحظر كان مأثر علينا كمان في ارتفاع أسعار الخضار، بسبب مشكلات النقل، كيلو البطاطس وصل سعره جملة ل 5.30 ج، والبصل ب3.30، والطماطم ب 4 جنية". أمنية أخيرة تمناها صاحب المطعم البسيط الحال، يقولها وتبدو عليه علامات الرضا "الحمد لله.. رفع الحظر فرج من عند ربنا، عايزن ربنا يكرمنا والأسعار تنزل والحال يمشي والبلد تقف على رجلها بقى". لا يختلف حال أسامة صاحب المطعم كثيرا عن حال أسامة صاحب محل "الزهور" للاتصالات، حيث حكى عن تأثير حظر التجوال على حالة البيع والشراء قائلا "خلال 3 أشهر أثر الحظر على جميع أعمالنا، الأول كان الزبون ينزل في أي وقت بالليل يلاقينا فاتحين أحنا وغيرنا، أما دلوقت الناس خلاص اتعودت على الحظر ومبقاش حد بينزل وده بيأثر علينا ماديا، والشغل في فترة الليل بيقل جدا عن معدله الطبيعي، فحركة البيع كانت بتتأثر حتى لو الحظر ساعة واحدة". يواصل صاحب محل الاتصالات حديثه، قائلا "كان هناك تأثير كبير على الشارع وساعات العمل خاصة في الشوارع الرئيسية، والحظر كان بيقيد حركتنا في المواصلات لأن منازلنا بعيدة عن مكان شغلنا، وكمان كان في تأثير على تجارة الجملة فكنت اضطر أن أذهب لإحضار البضاعة في أوقات معينة، ومعرفش أروح بالليل وكنت لازم أعمل حساب إن المترو بيقفل والشوارع بتتقفل". "أسامة" مثله مثل أصحاب المحلات التجارية، التي تتأثر بأي اضطراب، وكل ما يطلبه بعد رفع الحظر الذي يراه أمرا إيجابيا: "نرجع نشتغل زي الأول والدنيا تمشي". ليست المحال التجارية والمطاعم فقط، التي تأثرت بمواعيد إجبارية لمدة ثلاثة أشهر، بل تأثرت أيضا صناعة الدواء والصيدليات التي تخدم المرضى في الساعات المتأخرة من الليل، فيقول دكتور محمد بركات، صيدلي في فرع صيدليات مصر بالبحوث "كنا ننتظر يوم انتهاء حظر التجوال منذ زمن، لأنه كان بيتسبب في مشاكل كثيرة، منها إغلاق فرع الصيدلية في وقت مبكر، فإذا كان ميعاد الحظر الساعة واحدة كنا بنظطر من 11 نقفل علشان نلحق المواصلانت، وأيام الجمعة من الساعة 7، بعد ما كنا قبل كدة بنفتح 24 ساعة متواصلة". خسائر مادية في مبيعات الأدوية، وتعطيل الخدمة المقدمة للمرضى، مشاكل أخرى يتحدث عنها بركات، "حظر التجوال أثر على مبيعات الأدوية، لأننا أصبحنا نشتغل فترة واحدة 12 ساعة بدلا من 24 ساعة، فأكيد المبيعات تأثرت، وأيضا الحظر أثر على المرضى، وذلك لأن الساعات المتأخرة من الليل يكون فيه حالات مرضية وأزمات مفاجئة تحتاج إلى أدوية بشكل طارئ، وتحتاج إلى خدمات طبية قد تكون متواجدة في أقرب صيدلية أسرع من المستشفى، ولكن كنا نعمل ايه ما باليد حيلة".