بعد مرور عام و7 أشهر على إعلان محمد البرادعى نائب رئيس الجمهورية المستقيل عن تأسيس حزب الدستور فى مؤتمر صحفى بنقابة الصحفيين فى إبريل 2012، معلنا حينها أن هذا الكيان الجديد الوافد على سطح الحياة السياسية فى مصر سيصبح القاطرة التى ستحقق شعار الثورة «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية». وبالرغم من أن «الدستور» ضم رموز وشباب ثورة 25 يناير، إلا أن الحزب تحول مع مرور الوقت وبعد استقالة مؤسسه من منصبه كنائب لرئيس الجمهورية، ثم ضربت الاستقالات جدران الحزب، فتحول الكيان الثورى إلى ما يشبه البيت الذى هجره أصحابه. الخلافات داخل الحزب لم تبدأ برحيل البرادعى عنه، فعقب تأسيس الحزب بشهور قليلة أعلن وائل قنديل، المتحدث الإعلامى للحزب، استقالته عن منصبه تزامنا مع تشكيل لجنة جديدة لتسيير الأعمال لم تضم فى تشكيلها كلا من الدكتور حسام عيسى والدكتور علاء الأسوانى، اللذين كان يراهما قنديل أبزر مؤسسى فكرة الحزب. قبل أن تقترب 2012 من الانتهاء، بدأ الحديث عن شبهة انضمام عدد من فلول الحزب الوطنى المنحل إلى الدستور، وهو الأمر الذى ظلّ يلاحق الحزب فيما بعد تشكيل جبهة الإنقاذ الوطنى، وما أثير حول تعاونها مع فلول النظام السابق للتجهيز ل30 يونيو لإسقاط نظام محمد مرسى. يناير 2013 وقبل أيام من حلول الذكرى الثانية لثورة يناير بدأ عدد من شباب الحزب اعتصاما داخل مقره المركزى احتجاجا على ما وصفوه حينها ب«الإدارة الضعيفة»، وللمطالبة بإعادة هيكلته وتغيير الأمانة العامة له.. ليبدأ الشباب اعتصاما آخر فى أبريل الماضى اعتراضا على «اختيار بعض القيادات داخل الحزب بالتعيين لا بالانتخاب»، لينتهى الأمر بعد ذلك إلى استعداد الحزب لإجراء انتخابات المكاتب التنفيذية لأمانة القاهرة فى نهاية مايو الماضى، لتتوالى بعدها الانتخابات فى المحافظات. قبل 30 يونيو بدأ التفكير داخل «الدستور» و«المصرى الديمقراطى الاجتماعى» فى دمج الحزبين، إلا أن الأحداث التى مرت بها مصر قبيل 30 يونيو وما بعدها، مرورا بفض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة بالقوة، دفعت البرادعى، الذى كان نائبا لرئيس الجمهورية المؤقت للاستقالة من منصبه اعتراضا على فض الاعتصامين بالقوة، والسفر خارج مصر، مما دفع بعدد من أعضاء حزب الدستور للاستقالة والانضمام لأحزاب أخرى على رأسها حزبا المصرى الديمقراطى الاجتماعى والمصريين الأحرار، لتبقى فكرة الاندماج بين الحزبين قيد الدراسة والبحث. استقالة الدكتور أحمد البرعى، وزير التضامن الحالى وجورج إسحاق وهانى سرى الدين، وشادى الغزالى حرب، بالإضافة إلى 8 آخرين من قيادات الحزب رسميا، قبل 51 يوما من عقد المؤتمر العام الأول للحزب، أشعلت الانقسامات داخل الحزب مجدّدا، إلا أن محمد صابر، أحد شباب الحزب مقتنع بأن «الحزب يقوم على فكرة وليس على أشخاص». يقول صابر «من يرى أن الحزب فيه عدد من المشكلات كان بإمكانه الانتظار حتى عقد المؤتمر العام الذى يفصل بيننا وبينه أقل من 51 يوما، ليطرح أفكاره»، ويشير إلى أن عددا من المستقيلين فضلوا الاستقالة «لأنهم يرون أن الحزب الآن لم يعد مقرّبا للسلطة، فى حين أن عددا منهم لا مشكلة لديه فى تأييد الفريق أول عبدالفتاح السيسى إذا ترشح للرئاسة».