ارتبط مشروع محور قناة السويس خلال العامين الماضيين بالكثير من التصريحات الحكومية التى اعتبرته أمل مصر وطريقها للمستقبل، بينما شكك الكثيرون فى كونه مدخلا للتخلى عن السيادة المصرية على جزء من أراضيها، بعد التصور الذى تم طرحه للمشروع فى ظل فترة حكم الرئيس السابق محمد مرسى. إلا أن خبراء النقل البحرى أكدوا فى إحدى جلسات مؤتمر «المال والتمويل»، الذى أنهى أعماله أمس، أن هذا المشروع لا يتجاوز الأمنيات الطيبة طالما لم يوجه الاستثمار لتحويل بورسعيد إلى ميناء عالمى حقيقى يستطيع جذب جزء معتبر من حركة النقل العالمية. فقد اعتبر محمد حشيش، نائب رئيس المجموعة الدولية للشحن، أن إعادة تخطيط ميناء بورسعيد والتوسع فيه هو مستقبل مصر، بحيث يصبح محطة أساسية لكل السفن، خاصة الحاويات، القادمة من الشرق إلى الغرب، معتبرا أن أى خدمات أو صناعات أو غيرها مما تم الحديث عنه فى إطار مشروع تنمية قناة السويس لن يكون ممكنا قبل أن يتم تطوير الميناء ليجذب حركة النقل العالمية، وهو ما يتطلب استثمارات تتراوح بين 700 و800 مليون دولار. واعتبر حشيش أن أهمية النقل غائبة بشكل كبير عن الحكومات المتعاقبة على مصر، فالنقل البحرى يمثل 90% من التجارة العالمية، وأن 50% من تلك الحركة يعتمد على الحاويات الضخمة التى تحتاج إلى أرصفة ذات مواصفات خاصة لتستوعبها، كما تحتاج لخدمات خاصة بها لا تتوافر فى الموانئ غير المعدة لاستقبال الحاويات، «هذا هو نوع السفن التى نريد جذبها حتى يكون لنا نصيب حقيقى فى التجارة العالمية، لأن نصيب مصر بكل موانيها من الحاويات لا يتجاوز 5 ملايين حاوية، بينما تستقبل سنغافورة 30 مليون حاوية». وقال يورس مول، عضو مجلس إدارة الخط الملاحى بى إى إل، إن بورسعيد من منظور خطوط الملاحة تعتبر بالفعل موقعا متميز جدا، وتوسيع شرق بورسعيد مهم لاستيعاب البواخر، أن مجال الخدمات التى يمكن أن تقدم بعد ذلك واسع جدا، وفرص مصر للاستفادة به كبيرة، موضحا أن البعض يقارن بورسعيد بجبل على فى الإمارات، إلا أن الوضع مختلف تماما، «فجبل على جزء من بلد بينها وبين جيرانها اتحاد جمركى، وهو وضع غير موجود فى مصر، كما أنه من ناحية الموقع لا توجد أسواق يمكن الوصول إليها بسهولة كما هو الوضع فى جبل على، لكن بورسعيد لا تحتاج لأن تكون مثل جبل على، فتميزها فى خدمة حركة الملاحة العالمية. وقال«مول» "بعد سنغافورة وقبل امستردام هناك محطتان فقط منهما بورسعيد، وهذا وضع غير متاح لموانئ أخرى، وبالتالى فهى تصلح لتكون مركزا عالميا لسفن الحاويات"،موضحاً أن ،"المشكلة فى مصر ان الامور مختلطة، ولا يوجد تركيز على الهدف وإصرار على تنفيذه".