أحيى الموريتانيون مساء يوم الأحد، في المتحف الوطني بالعاصمة نواكشوط، الذكرى الثالثة والأربعين لرحيل الزعيم جمال عبد الناصر. وأكد السفير المصري لدى نواكشوط أحمد فاضل يعقوب، خلال الاحتفالية التي نظمها المركز الثقافي المصري في نواكشوط، أهمية الحدث ووضعه في سياقه التاريخي، مبرزًا دور الرئيس جمال عبد الناصر في النهوض بمصر والعالم العربي. وبدوره، قال الدكتور خالد غريب مدير المركز الثقافي المصري في نواكشوط، إن الاحتفالية المميزة تأتي تعبيرًا عن مكانة جمال عبد الناصر كزعيم للحريات في الوطن العربي وأفريقيا. وأكد غريب، أن هذه الاحتفالية التي تعتبر تقليدًا في موريتانيا لأكثر من جهة، تشكل اهتمامًا لا مثيل له بسبب الارتباط الذي كان قائمًا ولا يزال بين الشعبين الموريتاني والمصري من جهة، ومتانة العلاقات التي كانت قائمة بين عبد الناصر ورئيس موريتانيا الأسبق المختار ولد داداه. وأجمع الموريتانيون، على أهمية هذه الاحتفالية التي تضمنت عشرات الصور النادرة للزعيم الراحل، والتي زينت بها كبرى قاعات العرض بالمتحف الوطني بنواكشوط. ووسط حضور كبير لمفكري وسياسيي موريتانيا، نظمت ندوة كبرى تحت عنوان "عبد الناصر في كتابات الموريتانيين". وأكد الدكتور خالد غريب، أهمية عبد الناصر من خلال هذه الكتابات الشعرية والنثرية، قبل أن يقدم المفكر والأديب الموريتاني محمد ولد اشدو، عرضًا أشاد خلاله بطباع عبد الناصر، معيدًا إلى الأذهان قرار عبد الناصر بافتتاح أول مركز ثقافي في نواكشوط، وهو الصرح الثقافي الذي يستعد لإقامة ذكراه الخمسين. ولاقت الاحتفالية، التي حضرها مختلف أطياف التيار الناصري الموريتاني الموالية والمعارضة، اهتمامًا إعلاميًا بارزًا من مختلف المحطات الإذاعية والتلفزيونية في نواكشوط، قال خلالها كبير شعراء ومفكري موريتانيا الأستاذ ناجي محمد الأمام، إن عبد الناصر ترك بصمات واضحة على الإنسان العربي، مؤكدًا أن العالم العربي اليوم يتذكر ناصر لأنه كان الملهم والقائد الفذ الذي استطاع أن يقدم ما عجز عنه الآخرون. من جهته، قدم الأستاذ محمد ولد فال رئيس حزب الرفاه الناصري، شكره للحكومة المصرية على هذه الاحتفالية، مشيرًا إلى أن الاحتفال بالرجل بعد 43 عامًا على رحيله دليل ساطع على أن عبد الناصر كان ولا يزال وسيبقى بطلاً أنجبته أمة عربية تستذكره في المحن، موضحًا أن مصر ستقوى وستنتصر على أعدائها مهما بيتوا لها من مكائد، حسب قوله.