بدأ مسيحيو بيشاور بدفن قتلاهم الذين سقطوا امس الاحد في الهجوم الانتحاري الذي استهدف كنيسة واسفر عن مقتل 80 شخصا على الأقل. ويعتقد ان هجوم الاحد كان الاخطر الذي يتعرض له المسيحيون الباكستانيون في تاريخهم. وكان فصيل محسوب على حركة طالبان باكستان قد اعترف بمسؤوليته عن الهجوم قائلا إنه جاء ردا على الغارات الصاروخية الامريكية. وصدرت عن الزعماء السياسيين والدينيين الباكستانيين ادانات للهجوم، ولكن ذلك لم يمنع الحشود الغاضبة من التظاهر لادانة "اخفاق الدولة في حماية الاقليات." وكان متظاهرون قد اغلقوا الطرق في بيشاور واسلام آباد ولاهور وكراتشي يوم امس الاحد، ومن المتوقع خروج مظاهرات احتجاجية حاشدة اليوم الاثنين. وبينما اعلنت الحكومة الباكستانية الحداد الرسمي لثلاثة ايام، تتواصل الادانات الدولية للهجوم. فقد قالت عدة جماعات مسيحية إنها ستقيم صلوات على ارواح القتلى، بينما ادان البابا فرنسيس الهجوم واصفا مقترفيه بأن اختيارهم سبيل الكراهية والحرب هو الاختيار الخاطئ. من جانبه، قال رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف إن الهجوم سيؤثر سلبا على امكانية التفاوض مع المتشددين الاسلاميين. اما عمران خان، زعيم حزب حركة العدالة الحاكم في اقليم خيبر باختونخوا ومركزه بيشاور، فقد وصف الهجوم بأنه اعتداء على الانسانية. وقال تنظيم متطرف يطلق على نفسه اسم "جند الله" إنه نفذ الهجوم الانتحاري المزدوج انتقاما للغارات التي ينفذها الامريكيون في المناطق الشمالية الغربية من باكستان. وهجوم الاحد هو الاحدث في سلسلة من الاعتداءات التي تستهدف الاقلية المسيحية في باكستان التي تشكل حوالي 1,6 بالمئة من مجموع سكان البلاد. وقال فردريش عظيم غاوري، وهو نائب محلي مسيحي، إن نحو 200 الف مسيحي يسكنون اقليم خيبر باختونخوا، منهم 70 الفا يقطنون في بيشاور. ويقول مراسل بي بي سي في باكستان إن الهجوم قد اغضب العديد من الباكستانيين، ولكن غضبهم امتزج بشعور بالعجز جراء عدم قدرة الحكومة على منع وقوع هكذا هجمات.