توجه الناخبون في إقليم كردستان العراق إلى مراكز الاقتراع السبت للإدلاء بأصواتهم في انتخابات تشريعية لانتخاب دورة جديدة تستمر لأربع سنوات لبرلمان الإقليم المتمتع بالحكم الذاتي في شمال العراق. وتأتي هذه الانتخابات في وضع متوتر محليا وإقليميا وسط خلافات متواصلة بين حكومة الإقليم والحكومة الفيدرالية في بغداد، وظلال النزاع الدائر في سوريا حيث خاضت مجاميع كردية معارك ضد مسلحين جهاديين في المعارضة المسلحة السورية حاولوا السيطرة على بعض مناطقهم، أدت الى تدفق الآلاف من اللاجئين الأكراد السوريين إلى الإقليم. ويتنافس في الانتخابات نحو 1129 مرشحا بينهم 366 مرشحة يمثلون 37 حزبا وكيانا سياسيا. ويبلغ عدد من يحق لهم التصويت في هذه الانتخابات نحو 2.8 مليون شخص، سينتخبون مرشحيهم لملء مقاعد برلمان الإقليم البالغ عددها 111 مقعدا، خصصت 11 منها لتمثيل الأقليات في الإقليم. تنافس تقليدي ومن أبرز الأحزاب المتنافسة في هذه الانتخابات، الحزب الديمقراطي الكردستاني (البارتي) بزعامة مسعود البرزاني الرئيس الحالي للاقليم، الذي يتوقع مراقبون حصوله على أكبر عدد من مقاعد البرلمان في ظل الانقسام الذي يعانيه منافسه التقليدي حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني بعد انشقاق حركة التغيير (غوران) منه. ودخلت حركة التغيير بقيادة نو شيروان مصطفى القيادي السابق في الاتحاد الوطني الكردستاني ككتلة أساسية ثالثة حققت لها حضورا واضحا في الانتخابات السابقة، ويتوقع أن تعزز حضورها في هذه الانتخابات. كما يخوض حزب الاتحاد الوطني الكردستاني هذه الانتخابات بغياب زعيمه التقليدي الرئيس العراقي جلال الطالباني البالغ من العمر 80 عاما والذي يخضع لعلاج في ألمانيا منذ شهور لإصابته بجلطة دماغية. ولم تخل هذه الانتخابات من حوادث أمنية، إذ قتل شخص وأصيب أخرون في هجوم طال مناصرين لحركة التغيير غوران، قبيل انطلاق عملية التصويت في الساعة السابعة والنصف بالتوقيت المحلي في العراق. إقتراع خاص يخوض حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الانتخابات بغياب زعيمه التقليدي الرئيس العراقي جلال الطالباني بعد اصابته بجلطة دماغية. وقد جرت الخميس الماضي عملية الاقتراع الخاص في هذه الانتخابات التي شملت قوات الأمن والسجناء والمرضى والعاملين في المستشفيات. وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن نسبة المشاركة في الاقتراع الخاص من الجيش وقوات الأمن بلغت 93.9 في المئة. ويخصص 11 مقعدا للأقليات في الإقليم وفق نظام الكوتا، حيث يتنافس 25 مرشحا تركمانيا على المقاعد الخمسة المخصصة لهم، و15 مرشحا مسيحيا على 5 مقاعد أخرى مخصصة لهم، فضلا عن 4 مرشحين يتنافسون على مقعد واحد مخصص للأرمن. ويتمتع الإقليم باستقرار أمني نسبي بالقياس إلى مناطق الأخرى في العراق التي تشهد أوضاعا أمنية صعبة. وقامت سلطات الإقليم بالفترة الأخيرة بتوقيع عدد من الإتفاقات مع عدد من الشركات الأجنبية مثل أكسون موبيل الامريكية وتوتال الفرنسية لاستخراج النفط في أراضي الأقليم. كما سعت سلطات الإقليم إلى مد إنبوب لنقل النفط يربطها مباشرة بالأسواق العالمية، كما عملت على تصدير النفط مباشرة إلى الجارة الشمالية تركيا. وتثير محاولات الإقليم تحقيق استقلال نفطي واقتصادي غضبا مطردا لدى الحكومة العراقية في بغداد، التي تختلف مع سلطات الإقليم على تفسير بعض النصوص الدستورية وعلى بعض المناطق المتنازع عليها بين الطرفين، وفي المقدمة منها مدينة كركوك مختلطة الأعراق والغنية بالنفط التي تطالب سلطات الاقليم بضمها اليه.