قال اللواء حامد باشات، وكيل جهاز المخابرات السابق، إن الأخطار الناجمة عن إنشاء سد النهضة لا يمكن تداركها إذا ما تم إنشاؤه، لافتا أن تقرير اللجنة الثلاثية أورد عددا من الآثار السلبية الناجمة عن بناء السد على الأمن القومى المصرى والسودانى، موضحا أن إثيوبيا تسعى إلى انهاء الانشاءات فى السد فى عام 2015 أى بعد عامين فقط. وأكد باشات فى الندوة التى عقدها نادى روتارى مدينة الشروق أمس بحضور سفير جنوب السودان بالقاهرة، حول «قضية حوض النيل والأمن القومى المصرى»، أنه فى حالة وجود أى مشاكل فنية إنشائية فى بناء السد سيكون بمثابة «تسونامى» للخرطوم، محذرا من فترة مل خزان السد والتى تهدد مصر ببوار 5 ملايين فدان من أراضيها الزراعية وتشريد الآلاف من الفلاحين، لافتا إلى الاتفاق من خلال اللجنة الثلاثية على مد فترة ملىء الخزان ل15 سنة. وكانت إثيوبيا قد أعلنت عن بناء سد النهضة على بعد 40 كيلو مترا من حدودها مع السودان، على النيل الأزرق الذى يمد مصر ب85% من حصتها من مياه النيل، والمقدرة سنويا ب55.5 مليار متر مكعب، طبقا لاتفاقية 1959 والموقعة مع السودان، إلا أن تقارير فنية حذرت من آثار سلبية للسد على مصر والتى لم توافق عليه حتى الآن رغم انتهاء إثيوبيا من بناء 25% منه. واوضح باشات على سد النهضة قائلا إن فكرة انشاء السد أمريكية، ويعمل به 4300 عامل، 31% منهم عمالة أجنية من المهندسيين والفنيين فى مجال إنشاء السدود. وتحدث وكيل المخابرات السابق عن الدور الإسرائيلى فى إثيوبيا ودول النيل، قائلا «إسرائيل يمكن أن تحل مشاكلها ب1% من مياه النيل، فهى بحاجة إلى 3 مليارات متر مكعب من مياه النيل، فضلا عن أن حلمها هو تكوين دولة من النيل إلى الفرات». وأكد باشات أن قضية تسعير المياه أو قيام بورصة عالمية للمياه، كان فكرة حركها اللوبى الإسرائيلى واليهودى فى منطقة حوض النيل. وأضاف باشات أن اسرائيل استغلت فترة انشغال مصر فى الثورة منذ 25 يناير 2011 وتمكنت من الإقتراب من دول حوض النيل. وحول مشكلة اتفاق عنتيبى، قال باشات إن هذه الاتفاقية الآن أصبحت تأخذ شكلا حادا مع الموقف المصرى الرافض للتوقيع على اتفاقية عينتبى، مؤكدا أن الإدارة السياسية فى مصر تنحاز إلى الخيار التعاونى ولسنا ضد تحقيق مصالح أى دولة بشرط ألا تؤثر على حصتنا من المياه. وطالب وكيل جهاز المخابرات السابق، بأهمية مراجعة التمثيل الدبلوماسى المصرى فى دول حوض النيل، والذى يجب أن يكون على مستوى عالٍ ويتطلب انخراط السفراء فى الحياة الاجتماعية للمجتمع الأفريقى والتحدث بلغتهم. «كنت اعتقد أن المصريين فقدوا الأمل فى الحديث عن مياه النيل» هكذا تحدث سفير جنوب السودان فى القاهرة، أنتونى كون، عن مصر واهتمامها بملف مياه النيل فى العاميين الأخيريين عقب ثورة يناير، ساردا بعض التفاصيل من مؤتمرات التفاوض الأخيرة قبل التوقيع على اتفاق عينتيبى، مؤكدا انه كان هناك عدد من الحلول وضعها الوفد التنزانى بترحيل المواد الخلافية إلى ملحقات بالإتفاقية إلا أن مصر لم توافق. وأوضح كون أن هناك العديد من المداخل الأمنية والسياسية والقانونية لحل أزمة مياه النيل، إلا انه لم ينجح إلا المدخل الإنسانى التعاونى والاقتصادى، والذى يستطيع أن يجمع مصر ودول حوض النيل مرة أخرى. وأكد كون أن الحل الأمثل لمشكلة مياه النيل هو الدعوة إلى قمة لرؤساء دول حوض النيل، لأنها ستتسم بالمرونة والجدية فى الحوار والتفاوض. وأضاف كون أن بلاده يمكن أن تتدخل كوسيط فى حل الأزمة حول اتفاق عينتيبى، باعتبارها الرئيس الحالى لمبادرة حوض النيل، وذلك فى حالة تقدم مصر والسودان بطلب رسمى. وحول استكمال مشروع قناة جونجلى أكد كون أن رفض بلاده للمشروع حاليا ليس مؤامرة ضد مصر ولكن لأسباب طبيعية ومنطقية موضحا أن وقت انشاء هذا المشروع لم تكن جنوب السودان على خارطة العالم ولم يؤخذ رأيها فى المشروع وفى حالة العودة إلى المشروع مرة أخرى يجب أن يعاد دراسته لتقديم فوائد لشعب جنوب السودان منه.