تقدم المجلس القومي للطفولة والأمومة، اليوم الثلاثاء، ببلاغ للمستشار هشام بركات، النائب العام، للتحقيق في واقعة حفل لخطبة طفلة وطفل بمدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، والتي تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لها، وسط استنكار مجتمعي لصغر سن «العروسين». وأشار المجلس في بلاغه، إلى خطورة إتمام هذه الزيجة المخالفة لقانون الطفل، وكذلك التشهير بالأطفال المصريين والإساءة إليهم وعرض فيديو لهم كمادة للسخرية عبر وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي يشاهدها العالم بأكمله، مما يسيء إلى سمعة مصر وأطفالها. وأوضح المجلس أن مقطع الفيديو يتضمن حفل خطبة طفل وطفلة في المرحلة الابتدائية، حيث يظهر الفيديو «العروس إيمان بدران، في الصف الثالث الابتدائي»، و«العريس شمس محمود، في الصف الخامس»، يرقصان خلال الحفل. وأكد أن الطفلة والطفل لهما حقوق عديدة يكفلها قانون الطفل، والاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، والميثاق الأفريقي لحقوق ورفاهية الطفل، ومنها الحق في الرعاية الصحية، وفي التعليم وفي الاستمتاع بوقت الفراغ والراحة واللعب والترفيه، مشددًا على حقهما في الطفولة بمعنى البراءة، لافتًا إلى أن مكان الأطفال الطبيعي خلال مرحلة الطفولة، هو في كنف الأسرة وبالمدرسة، وأي مكان آخر يغاير هذا الحق يقضي علي البراءة والطفولة. وأضاف المجلس تأكيده أنه سبق منذ فتح ملف الزواج المبكر أن استخدم مصطلح زواج الأطفال؛ لأننا هنا بصدد الحديث عن زواج الفتيات الأطفال أو الفتيان الذكور دون الثامنة عشرة، وقد نصت تعديلات قانون الأحوال المدنية التي أضيفت بموجب تعديلات قانون الطفل 126/2008 (المادة 143)، على أنه لا يجوز توثيق عقد من لم يبلغ من الجنسين 18 سنة ميلاديًّا، وأن يشترط الفحص الطبي للمقبلين على الزواج. وأشار البلاغ إلى أن زواج الأطفال يعد نمطًا من أنماط الاعتداء الممنهج على حقوق الطفل "أمهات وآباء المستقبل"، وانحراف لمنظومة التطور النفسي والاجتماعي، مما يعني عدم تكافؤ الفرص بينهما وبين نظرائهم، بالإضافة إلى أن إتمام هذه الزيجة يعني انعدام السيطرة على حياتهما، ومحدودية حركتهما وفرصهما في الاختيار والمشاركة في الحياة. على جانب آخر، ناشد المجلس أولياء الأمور ووسائل الإعلام بضرورة إلقاء الضوء على مخاطر الحمل المبكر، حيث إن الزواج في معظم الأحيان يعني الحمل، حتى قبل التفكير في ماهية الأسرة، وقد لا يكون منطقيًّا التفكير في أنه سيتم الزواج خصوصًا زواج الأطفال، والادعاء بوضع خطة لتأخير الحمل، فمخاطر الحمل المبكر على الفتاة هي مخاطر صحية واجتماعية ونفسية وسلوكية، مشيرًا إلى أن هناك عددًا كبيرًا من الدراسات والأبحاث التي تنذر وتدق ناقوس الخطر لمثل هذا النوع من الزواج الذي يؤدي إلى الإجهاض المتكرر والمبكر. كما ناشد المجلس جميع المواطنين الإبلاغ عن مثل هذه الزيجات عبر الخط الساخن المجاني 16021 التابع للمجلس القومي للطفولة والأمومة.