فى منزل متهالك بقرية الأحرار بمركز أبوكبير بمحافظة الشرقية، عاشت أسرة عادل محمد إبراهيم، وشهرته عادل حبارة، المتهم بالتخطيط لمذبحة رفح الأولى وتنفيذ مذبحة جنود رفح الأخيرة. وقع خبر القبض على حبارة على الأم كالصاعقة، قالت: «نعم ذهلت من القبض عليه، فمنذ شهور لا نعرف عنه شيئا، ومصيره دائما مجهول، وتنتابنى عليه الكوابيس المفزعة، فهو ابنى الذى أضعت عمرى عليه، هو وإخوته». طارق، شقيق حبارة، يعمل ميكانيكى سيارات، كان استقباله للخبر مختلفا عن الأم، قال: «خبر القبض على حبارة ليس مفاجئا، فقد اعتدنا منه على ذلك، لكننى لا أصدق أن أخى هو الذى فعل هذه التهمة النكراء، فهو حافظ للقرآن». وأضاف: «سيناء تقع بها حوداث كثيرة، من قتل واغتيالات، ولا يضبط المتهمون، فأين مرتكبو مذبحة رفح الأولى وقت الإفطار فى شهر رمضان؟ ولماذا لم يتم الإعلان عنهم مثل أخى؟»، كان الواضح أنه لا يعرف أن التحقيقات أكدت تورط شقيقه ومسئوليته عن التخطيط لهذه المذبحة. وتابع: «كان أخى دائم الاتصال بى من أرقام واماكن مختلفة، وكان يطمئن علينا، وآخر اتصال كان منذ 10 أيام ليطمئن على أحوالنا، خصوصا الأم، أما خبر القبض عليه فأخبرنى به تليفونيا أحد المعارف، وأنا فى طريقى للورشة، ثم تأكد الخبر من التليفزيون». ومقابل حديث الأسرة الدافئ عن حبارة، كان لأهل القرية رأى آخر، فعادل ظهرت عليه علامات عدوانية منذ طفولته بسبب التفكك الأسرى الذى عانت منه أسرته، حيث انفصل أبواه وعمره 7 سنوات، ولهم 7 أطفال، 3 أولاد و4 بنات، وقال خالد السيد عصمت، أحد الجيران، إن «علامات الإجرام ظهرت على عادل منذ كان فى الإعدادية، وغادر القرية منذ سنوات بعد أن كان يتردد عليها، وكانت امه معذبة من ذلك، فكانت تسأل عنه أى أحد من القرية مسافر للعمل فى أى مكان خارج القرية ولا تجد إجابة وكانت دائمة الدعاء له بأن يهديه الله ويبعده عن الطريق المجهول الذى يسير فيه»، مضيفا إنها كثيرا ما أصابها المرض والهون وكانت تقول دائما لكل من يقابلها أنها تعبت فى عمرها فى تربية اولادها حتى يكبروا ويجعلوها تشعر بالراحة ولكن عادل أطار من عينيها النوم وابعد عنها طعم أى فرحة. وتابع الجار إنه بعد مرور السنوات أصبح عادل يتعامل مع الجميع يكل قسوة سواء بأسلوب البلطجة أو اتهامهم بالكفر وذاع صيته كمجرم قبل أن تلتقطه التيارات المتطرفة، فهو من الاساس ناقم على المجتمع، وأصبح من وجهة نظره مجتمعا كافرا، خصوصا بعدما تزوج إحدى شقيقات رجل من هذا التيار الذى يكفر المجتمع والحكومة وكل شىء». وقال عمر عبداللطيف، محام، إن أول قضية دافع فيها عن حبارة كانت عندما تعدى على أمين شرطة بمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية حيث قطع أذنيه بسلاح أبيض وكان باديا عليه كراهيته الشديدة لرجال الامن، ثم تم اتهامه بسرقة مدرسة التجارة بمدينة أبوكبير واختفى عدة سنوات ليظهر فى عام 2005. وأشار المحامى إلى أن ذلك قد يرجع إلى الهدنة التى كانت بين أمن الدولة وبعض الجماعات المتطرفة وبدا ذلك فى انتخابات مجلس الشعب فى نفس العام وكان عادل قد اطلق لحيته وبدأ يقود مجموعة من اتباع هذه الفكر التكفيرى المتطرف كما إضاف انه كان محاميه فيه قضية التعدى بسلاح ابيض على أمين شرطة بأمن الدولة عام 2010 أثناء ملاحقته وحكم عليه بسنة حبسا الا انه فى احداث الهروب من سجن وادى النطرون الشهيرة، هرب مع الهاربين من السجن قبل الافراج عنه، وعاد للبلد لكن لما تم فتح قضية الهروب من سجن وادى النطرون مرة أخرى بدأت ملاحقة الشرطة له وخلال محاولة القبض عليه أصيب بطلق نارى فى القدم وتم التحفظ عليه بمستشفى ولكن أعضاء جماعته هاجموا المستشفى وأخرجوه بالقوة.