برغم تخفيف الحكومة لساعات الحظر بداية من الأسبوع الماضى، لتصبح من السادسة صباحا إلى التاسعة مساء، إلا أن استثناء يوم الجمعة، حيث يبدأ الحظر فى السابعة مساء، لا يزال له تأثير سلبى كبير، لا سيما على المحلات التجارية. الجمعة هو يوم الإجازة الأساسى للشريحة الأكبر من الأسر المصرية، ودائما ما تتجه إلى تخصيص هذا اليوم لشراء احتياجاتها الأسبوعية، أو الشهرية، كما ان كثيرا من العائلات، تختار الذهاب إلى المجمعات التجارية مع الأصدقاء لقضاء يوم ترفيهى، بحسب محمد منصور، صاحب محل طعام، فى مول العرب فى السادس من اكتوبر. ولكن مع تكرار المظاهرات والاضطرابات الأمنية يوم الجمعة، وإغلاق العديد من الطرق، وقصر اليوم نتيجة بدء الحظر فى السابعة مساء، «فقدنا نصف زبائنا للأسف وتكبدنا خسائر كبيرة.. وموسم الصيف انتهى بأقل حجم للمبيعات على مدار الخمس سنوات الأخيرة»، كما يضيف منصور. وكانت المحال التجارية الكبيرة، لا سيما الموجودة فى أطراف المدينة، مثل كارفور، ومول العرب، وهايبر، قد قامت بتعديل ساعات العمل لتنتهى فى السابعة مساء، باستثناء يوم الجمعة حيث تنتهى فى الخامسة بما يتماشى مع ظروف حظر التجول. «هذا هو الحد الأقصى حتى يتمكن الموظفين من الوصول إلى منازلهم قبل بدء الحظر، وللأسف هذا ما يجعل أيام الأسبوع دون جدوى، حيث إن ساعات العمل أيضا للموظفين تم تعديلها، ومن ثم لا يلحق الكثيرون تلبية احتياجاتهم وسط الأسبوع. نحن لا نراهن إلا على شريحة ربات البيوت، وهى لا تتجاوز ربع زبائنا»، يقول سيد محمدين، بائع فى محل ملابس فى مول العرب، مشيرا إلى ان صاحب المحل اضطر إلى مضاعفة التخفيضات لتصريف بضاعته الصيفية التى اشتراها ولم ينجح فى بيع «ربعها» حتى الآن. ويضيف «تمديد ساعات الحظر فى منتصف الأسبوع قد تكون ادت إلى انتعاش طفيف ولكن الويك أند هو الأهم، ولذلك نحن نراهن على يوم السبت، ونأمل تقليل ساعات الحظر مرة اخرى بداية الأسبوع القادم». ولم تنج سلاسل المحلات التجارية من خسائر الحظر، حيث يقول أحمد كمال، بائع فى أبوذكرى، إن مبيعات الفرع الذى يعمل به انخفضت 30% على الأقل منذ منتصف أغسطس وذلك لان «ساعات الليل دائما العمل بها أكثر، فالناس فى الصيف، كانت تنزل لتتسوق وتشترى احتياجاتها بعد العودة من العمل». ولكن لكل قاعدة استثناء، فبالرغم من تكبد الغالبية العظمى من المحلات التجارية خسائر كبيرة نتيجة الحظر، إلا أن بعض المحلات الصغيرة، الموجودة فى احياء متفرقة من المهندسين، والدقى، ومصر الجديدة، نجحت فى تحقيق مكاسب كبيرة. «لم نغلق نهائيا فى وقت الحظر، ولكننا مددنا ساعات العمل فى كل (شيفت)، وقصرنا توصيل الطلبات على الشوارع الجانبية من حولنا»، يقول علاء، موظف فى محل تجارى صغير فى المهندسين، مشيرا إلى أنهم حققوا طفرة فى المبيعات قد تصل إلى 15% منذ بدء الحظر «نتيجة عدم وجود بديل لنا للطلبات الليلية». كما ساهم قرب دخول المدارس، فى حدوث انتعاش نسبى فى حركة البيع كما يقول جمال سعدالدين، أحد أفراد الأمن فى هايبر وان فى السادس من أكتوبر، و«بدأت العجلة فى الدوران مرة أخرى لعدد كبير من المحلات، وليس فقط المحل التجارى».