شمال سيناء تخوض معركة «أكون أو لا أكون»

انتهت المعركة العنيفة بين مجموعات مسلحة وقوات الجيش والشرطة بمدينة العريش، أمس الأول، والتى لم تشهد عنفا مماثلا خلال ثورة 25 يناير، حيث استمر القتال لأكثر من 6 ساعات تناوبت المجموعات المسلحة الهجوم على مقر الحماية المدنية، باستخدام نحو 30 قذيفة «آر.بى.جى».
وتعرض المقر لعمليات نهب واحراق، صباح أمس، فيما تم الاستيلاء على سيارات الاطفاء واحراق اثنتين و3 سيارات شرطة، ونهب استراحة محافظ شمال سيناء المغلقة منذ سنوات ومقر الجمارك وصيدلية، فيما سقط 8 من القتلى خلال العمليات.
وتعرضت العديد من المقار الأمنية فى مدن العريش والشيخ زويد ونخل ورفح ومركز بئر العبد، لهجمات بالأسلحة الرشاشة والقذائف، وتحدث شهود عيان عن مجموعات مسلحة تتناوب تحمل قذائف آر بى جى، ومدافع الدوشكا المضادة للطائرات والجرينوف المتعدد فى سيارات دفع رباعى، جابت الشوارع التى تحيط بالمقار الأمنية، وتم اطلاق قذائف على ديوان عام المحافظة ومديرية الأمن، لم تسفر عن وقوع خسائر، كما تم استهداف قسم شرطة ثالث العريش بالأسلحة الرشاشة، وبالمثل قسم شرطة ثان العريش ومديريتى الزراعة والشئون الاجتماعية بغرض احراقهما، فيما تم اطلاق الرصاص على الكتيبة «101» ومنتجع بالم بلازا، ونادى ضباط القوات المسلحة.
وفى مدينة الشيخ زويد تعرض قسم الشرطة وحاجز بوابة المدينة الغربى لإطلاق رصاص كثيف، وردت عليهم قوات الأمن بالمثل، فيما تعرض قسم شرطة نخل بوسط سيناء لإطلاق قذائف ورصاص، كما تعرض قسم شرطة رمانة عند مدخل المحافظة الغربى لمحاولة اقتحام، وسقط جندى قتيل ومواطن، واصيب اثنان من الأهالى خلال المواجهات.
وفى مدينة رفح توترت الاجواء الحدودية بين قطاع غزة والأراضى المصرية، إثر قيام مسلحين باستهداف مدرعة تابعة للجيش بثلاثة قذائف «آر بى جى» سقطت احداها داخل الأراضى الفلسطينية، وفتحت قوات الجيش الرصاص تجاه المسلحين، حيث دب الفزع فى المنطقة الحدودية ولم يسفر الهجوم عن وقوع ضحايا، فيما اصيبت بعض المنازل فى الجانبين بالشظايا والأعيرة النارية.
وخيم الهدوء الحذر على أرجاء المحافظة، صباح أمس، بعد ليلة دامية غير مسبوقة، وبدأ المواطنون استطلاع الخسائر بعد انتهاء موعد حظر التجوال، إلا أن عدد الأهالى فى الشوارع كان اقل من المعتاد خشية تجدد الهجمات فى أى لحظة.
وبلغت حصيلة ضحايا العنف الرسمية 8 قتلى بينهم 5 مواطنين قتلوا عند مقر الدفاع المدنى بالعريش، وآخر عند قسم شرطة رمانة، كما قتل جندى من القوات المسلحة عند قسم شرطة رمانة، وأمين شرطة فى العريش، واصيب نحو 24 بعيارات نارية أو شظايا عند مقر الدفاع المدنى وقسم شرطة رمانة، بينهم ضابط وجنديين فى العريش، وبدأ الأهالى مساء الجمعة فى تشييع جثامين 3 من ابناء العريش من مساجد المدينة، بينما نقل جثمان قتيل رابع لمحافظة القاهرة.