طغت أحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة وما نجم عنه من اشتباكات بين قوات الشرطة وانصر جماعة الاخوان المسلمين في معظم محافظات مصر على افتتاحيات بعض الصحف البريطانية الكبرى اليوم الخميس. فقالت صحيفة "جارديان" أن الحكومة المصرية قد تعدت حاجز اللاعودة عندما ارسلت قوات الامن لفض الاعتصامات بالقوة ، حيث اختفى الآن منظور مصالحة مبكرة بين الجيش وجماعة الاخوان المسلمين، مضيفة ان وزير الدفاع الجنرال عبد الفتاح السيسي لكونه رافضا اي امل لدخول الاسلاميين مرة اخرى الحياة السياسية، اعلن الحرب على اكبر حركة سياسية في مصر (اشارة الى جماعة الاخوان). وحول استقالة الدكتور محمد البرادعي من منصب نائب رئيس الجمهورية، علقت الصحيفة بأن الاستقالة عملت على سقوط ورقة الليبرالية التي كانت تغطي حكم العسكري الكامل. فقبل هذه "الاحداث المؤلمة" تم تعيين 17 جنرال متقاعد محافظين، ومن ثم فإن فكرة ان يكون الجيش يتلقى اوامره من الحكومة المؤقتة المدنية التي عينها "امر مبالغ فيه." واليوم انكشف حكم العسكر، وفقا للصحيفة، واي فرد يعتقد أن بقائه سيكون بشكل مؤقتا او قد يستمر لمدة شهر فهو متفائل بدرجة عالية. كما إن الهدوء والحوار الوطني لا يمكن استعادته في الوقت الحاضر، ومن المحتمل ان تجرى حملات اعتقال وعمليات قمع اكثر. اما صحيفة ديلي تليجراف قالت إن الديمقراطية في مصر على حافة الانهيار، مضيفة أيا كان مبررات "الانقلاب" من عدم قيام مرسي بتاسيس ادارة تعترف البقوة العلمانية وكبح حقوق المراة وفرض الشريعة الاسلامية وتراجع السياحة، فإن جماعة الاخوان المسلمين كانت لن تترك هذا الامر بدون تحدي. ولكن على الرغم من الحكومة المدنية زعمت، وفقا للصحيفة، انها ترغب في تجنب العنف، الا ان قوات الامن اظهرت عدم تراجعها او حتى تشعر بالندم على ما سنجم عنه من عواقب. كما إن رد الدول الغربية كان مطالبة الحكومة في القاهرة بسرعة اتنفيذ وعودها في اجراء انتخابات حرة ونزيهة بشاركة الاخوان المسلمين. الا ان اذا انهار النظام او تم بقاءه فعل حالة الطواريء فإن افاق مستقبل الديمقراطية ستكون غير مشجعه. بدورها، وصفت مجلة "ايكونومست" احداث امس الاول بأنه "نذير قاتم" لمستقبل البلاد، حيث قالت انه من الصعب ان ترى نتيجة مأسوية لازمة استمرت ستة اسابيع بين انصر مرسي والحكومة. واشارت المجلة الى أن هجوم الحكومة كان "متوقع" وذلك عندما صرح رئيس الوزراء حازم الببلاوي ان الاعتصامات قد يمكن فضها بالقوة اذا لزم الامر، كما إن الوساطة للمصالحة بين الطرفين قد باءت بالفشل، فضلا عن تصعيد وسائل الاعلام حملتها حول شيطنة المتظاهرين، وتجسيدهم بأنهم ارهابيون مسلحون، موضحة ان سجل قوات الامن المصرية في التعامل مع المتظاهرين في الشوارع مروع.