قال نبيل فهمى وزير الخارجية ، إن زيارة المفوضة السامية للشئون الخارجية بالاتحاد الأوروبى، كاثرين أشتون، فى الأسبوع الماضى لمصر، لم تستقبل بشكل جيد بين كثير من المصريين، الذين نظروا إليها على أنها تدخل فى شئون مصر الداخلية. وأضاف فهمى، فى حوار نشر اليوم الثلاثاء، على الموقع الإلكتروني لمجلة «دير شبيجل» الألمانية، أن أشتون انتقدت بشدة بسبب زيارتها للرئيس المعزول محمد مرسى المحتجز فى مكان سرى، إلا أنه قال إن لقاءه معها كان بناء، مبينا أن النائب العام سوف يتخذ قرارا بشأن الزيارات المقبلة. سيدى الوزير، هل تخجل من كونك جزءا من الحكومة التى تولت السلطة من خلال انقلاب؟ على العكس من ذلك، فأنا فخور بخدمة بلدى فى هذه الإدارة. وإذا كنت مهتما بالمنصب وحده لأصبحت وزيرا فى عهد (الرئيس السابق) حسنى مبارك. لكنى لم أكن أرغب فى أن أصبح قريبا جدا من ذلك الرئيس. وقد عرض على المنصب مرتين منذ الإطاحة به، وقد رفضته فى المرتين. لكن بعد أحداث الثالث من يوليو... ... عندما أطاح الجيش بالرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد مرسى؟!... لم أرغب فى التخلى عن مسئوليتى. فأنا كوطنى، لم يكن لى خيار آخر. فقد رفض الرئيس السابق مرسى تلبية الدعوات إلى إجراء انتخابات جديدة وأراد إقامة نظام حكم إسلامى. وما كنا لنسمح بذلك، ولذلك لجأنا إلى الجيش. لكن عزل مرسى من منصبه لا يتفق مع قواعد الديمقراطية؟. من المؤكد أنه حدث غير مسبوق. لكن هل كانت الحكومة الألمانية ستغض الطرف لو أن 20 مليون شخص تظاهروا ضدها فى شوارع برلين؟ هذا ما فعله مرسى. فقد التفت إلى أتباعه الإسلاميين، ووسع سلطته وسعى لتحقيق أجندته. وبعزله من منصبه، كان الجنرالات يدافعون عن حقوق أغلبية كبيرة من المصريين. لم تكن أمامهم طريقة أخرى لإجبار الرئيس على ترك المنصب. ولهذا السبب لم يكن ذلك انقلابا عسكريا. ومع ذلك فقد أجبرتم رئيسا منتخبا ديمقراطيا على ترك منصبه؟ لقد انتخب مرسى بطريقة ديمقراطية، لكنه لم يحكم بطريقة ديمقراطية. ولست مضطرا لتذكيرك بأن الألمان، على وجه الخصوص، لهم تجاربهم مع سياسى منتخب ديمقراطيا تصرف بعد ذلك بطريقة غير ديمقراطية. هل تحاول مقارنة محمد مرسى بأدولف هتلر؟ أريد فحسب الإشارة إلى الأخطار التى رأيناها. ولكى نوقف هذا التطوير، طلبنا العون من الجيش باسم ملايين المصريين. يمثل الفريق عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع وقائد الجيش ما يزيد على سياسة اليد الثقيلة. أليس الزعماء الليبراليون مثلك أنت ومحمد البرادعى الحائز على جائزة نوبل، الذى عين نائبا للرئيس، مجرد ورقة توت تستر الجنرالات؟ ليس لدى هذا الشعور. فعندما يبدأ نقاش بشأن دستورنا، فسوف يكون حول ما هو أكثر من مجرد وضع الدين. فسوف يكون بشأن الدور الذى يقوم به الجيش فى المستقبل. سوف يكون لدينا نقاش جاد مع الجنرالات بشأن ذلك. كانت كاثرين أشتون المفوضة السامية للشئون الخارجية بالاتحاد الأوروبى مؤخرا فى القاهرة، حيث قامت بدور الوسيط. هل كان ذلك مفيدا؟ لم تستقبل الزيارة بشكل جيد بين كثير من المصريين الذين نظروا إليها على أنها تدخل فى شئوننا الداخلية. وقد انتقدت بشدة وبشكل خاص لزيارتها الرئيس السابق مرسى المحتجز فى مكان سرى. لكن حكومتنا قبلتها. فنحن فى الأساس منفتحون على الزائرين. ومع ذلك فالجيش وقوى الأمن فى الوقت الراهن يعدان لإزالة خيام معتصمى الإخوان المسلمين ومؤيديهم؟. لا بد لنا من استعادة القانون والنظام، ولهذا السبب لن نسمح باحتلال الميادين العامة لأسابيع. هناك إراقة دماء جديدة فى كل مرة يتم فيها فض التظاهرات. متى ستقول أنا لم أعد أؤيد هذا؟ لا بد من تجنب مزيد من الوفيات. وهذا هو السبب فى أن الحكومة عرضت على من يحتلون التقاطع فى منطقة الجامعة وبالقرب من مسجد رابعة فرصة الانصراف دون التحرش بهم. وقد أكد الرئيس المؤقت عدلى أن أحدا لن يلاحق قضائيا. لماذا ينبغى أن يشارك الإخوان المسلمون؟ يمكن للجيش أن يطيح برئيسهم مرة أخرى، إن هم فازوا للمرة الثانية؟ سوف يكون الرئيس المصرى القادم مقيدا بالدستور. لم يكن مرسى مقيدا بالدستور، وكانت تلك غلطة تاريخية.