يترقب أصحاب محال تجارية تظاهرات اليوم بقلق، متخوفين من أن تصاحب المظاهرات أى سيناريوهات سيئة تستغلها عناصر مثيرة للشغب اليوم. الحالة تبدو واضحة فى شارع عبدالعزيز، بوسط البلد، والذى يحوى بضائع ذات قيمة مالية كبيرة، سادت حالة الترقب والخوف بين اصحاب المحال التجارية، وأجمع الذين تحدثت إليهم «الشروق» عن قرارهم بالمبيت أمام محالهم التجارية خوفا على بضائعهم.
محمد كمال، أحد أصحاب محال الأدوات الكهربائية بالشارع، قال إن اصحاب المحال التجارية والعاملين بها، فى الشارع اتفقوا جميعا على التواجد بالمحال التجارية الخاصة بهم بداية من امس، وعدم مغادرة الشارع تحت اى ظرف للدفاع عن بضائعهم التى تصل قيمتها فى اقل محل الى أكثر من مليونى جنيه.
وأضاف أنه تم التنسيق مع باقى اصحاب المحال بالشارع على ان يتم تقسيم العاملين الى ورديتين، تعمل الأولى نهارا بشكل طبيعى، وتنام داخل المحال ليلا، فى حين تتولى الأخرى تأمين المحال ليلا متسلحين بالعصى الخشبية وأخرى حديدية، وصواعق كهربائية، فى خطوة استعدادية للتصدى لأى محاولة سرقة.
وأشار أحمد على، صاحب محل هواتف محمولة، إلى أن الاستعدادات الامنية التى اتخذها أصحاب المحال جاءت عقب ورود أنباء عن نية عدد من البلطجية والمسجلين خطر بالمنطقة الهجوم على شارع عبدالعزيز وسرقة ما بداخله من بضائع خلال فعاليات المظاهرات اليوم، كما حدث خلال ثورة يناير، مضيفا انهم على استعداد لتقديم ارواحهم فى سبيل الدفاع عن رزق ابنائهم على حد تعبيره.
وعن مدى اعتمادهم على القوات الامنية والشرطية فى نجدتهم حال الاعتداء على الشارع أجاب احد المتواجدين، فضل عدم ذكر اسمه، متهكما: «هى الشرطة قادرة تحمى أقسامها ونفسها لما تحمينا»، وقال: «بضائعنا لا يدافع عنها سوانا».
انتقلت «الشروق» إلى «كايرو مول» أحد الأسواق التجارية الشهيرة بمنطقة الهرم، والذى تحول الى ما يشبه الثكنة العسكرية، فقد تم تشييد الحوائط الاسمنتية أمامه لحماية الوجهات الزجاجية للمول حال محاولة اقتحامه.
«المول يعمل بالداخل» لافتة وضعت على جدار أسمنتى بباب حديدى خارج أبواب المول الزجاجية، لتوجه المترددين على المول إلى أنه يعمل بشكل طبيعى، يجلس فى غرفة أمامية قبيل الأبواب شابان وضعا مكتبا خشبيا يتبادلان النظر مع كل من يدخل الى المول حتى اذا ما ارتابا من اى شخص أوقفاه لسواله عن هويته.
«زى ما انت شايف الحال وربنا يستر» عبارة بدأ بها محمود، أحد مسئولى الأمن بالمول، مشيرا إلى أنهم فضلوا بناء الغرفة الأمامية للمول ووضع باب حديدى عليها لحمايته من اى تعدٍ أو سرقة قد يحدث من قبل البلطجية، خلال تظاهرات اليوم.
وأضاف محمود أن العاملين بالمول وأفراد الأمن وضعوا عدة خطط لمواجهات عمليات السرقة التى قد يتعرض لها المول كان اولها الجدار الأسمنتى والذى أنشأ بمشاركة جميع أصحاب المحال التجارية بالمول، مؤكدا اعتزام الجميع عدم ترك المول نهائيا حتى وضوح رؤية الأحداث وهدوء الأوضاع مرة أخرى.
وعن كيفية مواجهة البلطجية إذا ما هاجموا المول قال محمود فى تلك الحالة سيتم التصدى لهم من قبل مجموعة من أفراد الأمن بالإضافة الى العاملين وأصحاب المحال، خارج المول على أن يغلق الباب الحديدى لحماية الواجهات الزجاجية، وتبقى مجموعة أخرى داخل المول تحسبا لأى طوارئ أخرى.