بعد الحريق الذى التهم محلاتهم الكائنة فى مول «طلعت حرب» لم يجد أصحاب المحال بُداً من الهجرة والبحث عن الرزق فى مكان آخر، على قدم وساق تجرى حالياً عملية الإخلاء، فالباعة قرروا أن يحاولوا استئناف أعمالهم فى مكان آخر ولو على الرصيف. أصحاب محلات يجمعون ما تبقى من بضائع نجت بأعجوبة من النار، باعة يجلسون على الأرض يتمنون فرصة عمل أخرى، زبائن يمرون من أمام المول التجارى ويمصمصون شفاههم.. هذا هو حال المكان الذى انطلقت ألسنة النيران من نوافذه ومداخله منذ أيام قليلة، لم تحرق المحال والبضائع فقط، لكنها حرقت آمال الشباب فى الحصول على لقمة عيش بالحلال. «تعرضنا لخسائر هائلة» هى كلمات أحمد خميس صاحب أحد محلات الأحذية فى المول فى تعليقه على الأحداث، فالحريق دفعه هو وغيره من أصحاب المحلات إلى هجرة المكان خوفاً على رزقهم «فوقف الحال لا يحتمل أكثر» خصوصاً أن العديد من المحلات ليس مؤمناً عليها. «يعنى يا ربى بعد ما قلنا الدنيا بدأت تضحك يحصل كده» كلمات سيد فوزى عامل بأحد محلات الملابس بالمول، واصفاً حاله، فالفترة الأخيرة بدأ النشاط يدب فى عملية البيع التى شهدت رواجاً غير عادى، وبدأ هو وغيره من الباعة يستبشرون خيراً، ولكن سوء الحظ الذى يلازمهم منذ بداية الثورة والذى سبب ركوداً فى حركة البيع يأبى ألا يفارقهم. مصطفى أحمد «25 عاماً» صاحب محل ملابس، اعتبر أن البطء من جانب قوات الإطفاء فى الوصول إلى موقع الحريق أحد الأسباب التى أدت إلى زيادة الحريق «إدارة المول لما اتصلت بيهم لم يرد أحد منهم، ولم يستجيبوا سوى باتصال من البنك الأهلى المالك الفعلى للمول»، قرار إدارة المول إغلاقه لمدة أسبوع أحد الأسباب التى دفعت «مصطفى» إلى إغلاق محله الذى يستأجره، ونقل بضائعه إلى المخزن، فالقرار سيؤدى إلى هجرة الزبائن، وخصوصاً العرب الذين كان يعتمد عليهم.