أجواء من الحزن والغضب امتزجت على وجوه الآلاف من مواطنى الإسكندرية الذين جاءوا لتوديع شهيدة مصر بألمانيا مروة الشربينى فى مراسم جنائزية مهيبة ظهر الإثنين، من أمام مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية. بدأت طقوس الجنازة منذ الصباح الباكر بوجود أمنى مكثف على رأسه مدير أمن الإسكندرية اللواء خيرى موسى والعديد من القيادات التنفيذية بالمدينة. وكانت نقابة الصيادلة الفرعية من جانبها، قد قامت منذ الصباح الباكر بتجهيز أتوبيسات خاصة لنقل جموع الصيادلة الذين جاءوا من أجل المشاركة فى تشييع جثمان الشهيدة إلى مثواها الأخير بمدافن برج العرب والصلاة عليها داخل مسجد القائد إبراهيم. ومع اقتراب موعد صلاة الظهر شهدت ساحة القائد إبراهيم توافد العديد من الشخصيات العامة وأعضاء مجلسى الشعب والشورى سواء من الإسكندرية أو القاهرة للتعبير عن تضامنهم مع أهل الشهيدة مروة. وقامت مدرسةال«إى.جى.سى» e g c بإحضار صورة الشهيدة مروة وشهادات التفوق الدراسى التى حصلت عليها من داخل المدرسة فضلا عن الأوسمة الرياضية التى نالتها خلال فترة وجودها بها. ولم تستطع والدة الشهيدة أن تتمالك نفسها أثناء تشييع الجنازة وتعالت صرخاتها مرددة عبارة حسبى الله ونعم الوكيل. وقالت لوسائل الإعلام التى انتشرت بكثافة لتغطية الجنازة إنها تريد القصاص من القاتل بعد أن تدفن وحيدتها، مشيرة إلى أن الخارجية المصرية لابد أن تتحرك من أجل اتخاذ موقف صارم.. وأضافت والدة مروة أن ابنتها شهيدة للإسلام ويجب ألا يهان الإسلام وأن يشعر الغرب بأن المسلمين ليسوا شيئا رخيصا فى بلدهم. وأوضح والد مروة الذى لم يستطع الوقوف على قدميه بعد وأثناء تشييع الجنازة أن ابنته الوحيدة ماتت وقد احتسبها عند الله من الشهداء ولكنه طالب باتخاذ موقف رسمى من الحكومة الألمانية التى تتعامل مع الحدث بسطحية وبدم بارد. كما التقت «الشروق» بأصدقاء مروة الذين كانوا معها طوال فترة شبابها بالمدرسة والكلية. حيث تقول ناظرة مدرسة ال «إى. جى. سى» egc :إن الشهيدة مروة كانت من المتفوقين وطالما كتب اسمها على لوحة الشرف بالمدرسة وقد نالت العديد من الجوائز على المستوى الرياضى والاجتماعى. وأضافت أنها لم تصدق الخبر فور الإعلان عنه، لأن الفقيدة كانت دوما مثل الملاك البرىء الذى لا يؤذى أحدا مطلقا. وقالت مروة عبدالرسول زوجة المهندس طارق الشربينى شقيق مروة التى انهارت من البكاء: إنها لم تصدق أن تودع صديقتها وشقيقة أخيها فى مسجد القائد إبراهيم الذى طالما ذهبوا إليه فى شهر رمضان لقضاء صلاة التراويح. ومن ناحية أخرى، دان وزير الأوقاف الدكتور حمدى زقزوق الحادث الذى تعرضت له الشهيدة فى ألمانيا، معتبرا أن هذا الحادث يأتى ضمن سلسلة من الاعتداءات من قبل الأجانب والتى هزت أعماق المصريين، مطالبا بضرورة أن تأخذ العدالة مجراها حتى يعتبر المتطرفون سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين. كما وصف الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر الشريف الاعتداء بأنه ليس الأول ولا الأخير حيث حدث مثله فى انجلترا مع المبعوث المصرى والذى أرسل إلى المجلس الإسلامى العالمى فى أيرلندا بعن أن اقتحم عليه أحد الأشخاص خلوته واعتدى علية ليفقد بصره، وقتها قبض على الجانى، إلا أن التقارير أظهرت أنه مختل عقليا، فطلب الجانب المصرى تعويضا للمصاب لكن حتى الآن لم نحصل على شىء، ونأمل أن تأخذ العدالة مجراها فى قضية مروة الشربينى، خاصة أن قانون الإعدام غير مطبق فى جمهورية ألمانيا الاتحادية.