درات محركات الحافلة لتتحرك من أمام نقابة الصحفيين، أمس الأول، متجهة إلى المحلة الكبرى، كان المستقلون أعضاء مؤسسين لحملة «تمرد» الذين قرروا الذهاب إلى المدينة العمالية فى ثانى جولاتهم لحملة سحب الثقة من الرئيس محمد مرسى خارج العاصمة. لكن رحلة المؤسسين، الذين رافقتهم «الشروق»، لم تكتمل بسبب قطع الطريق الزراعى بين القاهرة والاسكندرية، الذى سلكته الحافلة، ولم يفلح أعضاء الحملة المركزية فى الوصول إلى مقر الملعب المفتوح بباجور النور، حيث اللقاء الجماهيرى بأهالى الغربية، بعد رحلة دامت لأكثر من 8 ساعات، تكدست خلالها مئات السيارات والمقطورات على جانبى الطريق.
البداية كانت فى الثالثة عصرا موعد التجمع أمام مقر نقابة الصحفيين، بشارع عبدالخالق ثروت، وفى الخامسة انطلقت الحافلة إلى ثانى أكبر المحافظات تأييدا للحملة من حيث عدد التوقيعات التى أعلنت الحملة جمعها خلال العشرة أيام الأولى لها.
وعلى وقع أنغام الشيخ إمام وأغانى ثورة يناير، كانت البداية حماسية، دارت معها أحاديث جانبية حول الوضع السياسى القائم، ونقاشات عن كم الثروات غير المستغلة فى مصر، وأخرى تناولت ردود أفعال المواطنين، الذين التقاهم أعضاء «تمرد»، حالة لم تقتطعها سوى المكالمات التى تلقتها الحملة من مواطنين يتساءلون عن كيفية الانضمام للحملة والتوقيع على استمارتها.
محد هيكل حدث زملاءه قائلا «اليوم كنت عند بائع بويات، وبمجرد أن عرفته بنفسى وبالحملة، بدأ الهجوم على الإخوان ومحمد مرسى، وقال إنه لا يقرأ أو يكتب، وطلب أن يبصم على استمارة سحب الثقة».
بعد نحو ساعة وقبل مدينة بنها بعدة كيلومترات، توقفت الحافلة خلف طابور من السيارات، حتى وصلت الساعة إلى السابعة، موعد المؤتمر الجماهيرى بالمحلة الكبرى، وتبدلت حالة الحماسة إلى نوع من الغِصة وتلقى أعضاء الحملة أكثر من اتصال هاتفى بمنظمى مؤتمر المحلة، تسأل عن سبب تأخرهم.
ومع توقف الحافلة، بمرور مزيد من الساعات قرر أعضاء الحملة المركزية إبلاغ منظمى مؤتمر الغربية بعدم استطاعتهم الوصول إلى مكان اللقاء، وأذاع محمود بدر، المتحدث الرسمى باسم الحركة، النبأ على جمهور الحاضرين فى الملعب المفتوح بباجور النور، عبر الهاتف الذى أوصله أحد المنظمين بمكبر للصوت.
أمام أبواب الحافلة، وقف أعضاء الحملة يفكرون فى كيفية العودة التى أصبحت صعبة هى الأخرى مع تكدس السيارات، فى هذه الأثناء سأل شباب، لا يتجاوز عمره 18 عاما، أعضاء الحملة «انتم 6 أبريل» فأجابوه «لا نحن مستقلون، نحن حملة تمرد»، قال الشاب «سمعت عنكم من التليفزيون، انتم تجمعون استمارات ليمشى مرسى؟» ردوا بالإيجاب فسارع الشاب بطلب استمارة لتوقيعها، كانت حِجته، أن معلما له فى مدرسته الثانوية اعتدى عليه بسبب هجومه على الرئيس محمد مرسى.