سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أفلام مهرجان «كان» تبدأ الماراثون وشعارها «الرب فقط من يسامح» تصور حياة إنسان العصر الحالم.. اليائس.. الظالم والمغلوب على أمره المدينة تبتلع الجميع.. والعشاق هم الناجون
صباح الغد تبدأ شاشة مهرجان كان السينمائى الدولى عروضها لمجموعة من أهم ما أنتجته السينما العالمية خلال العام، حيث يتنافس على سعفة المهرجان صور وأفكار وتيارات واتجاهات ربما تشكل الموجة السينمائية الجديدة فى ظل متغيرات عالمية تلقى بظلالها على واقع الإنسان ومستقبله بين أحلام حقيقية ابتلعها عالم المدينة وأشباه أحلام وأدتها نظم حياة. فعقب حفل الافتتاح والذى تقدمه مساء اليوم النجمة الفرنسية المتألقة اودرى تاتو وتقديم فيلم «جاتسبى العظيم» للمخرج باز لور مان، يكون عشاق المهرجان مع الوجبة السينمائية الدسمة فى المسابقة الرسمية 20 فيلما ومنها فيلم «خلف الشمعدان» للمخرج الأمريكى ستيفن سودربرج الذى أعلن أنه ربما يكون آخر أفلامه ليعتزل السينما بعدها، ويتناول حياة عازف بيانو بارع يدعى ليبراشى «مايكل دوجلاس»، الذى عرف عنه عشقه لخشبات المسارح سواء مع بريسللى أو التون جون، وفى صيف 1977 يدخ الشاب الوسيم سكوت «مات ديمون» إلى مصورته ورغم فارق العمر والاختلاف الاجتماعى، عاش الرجلان علاقة ثرية وسرية امتدت 5 سنوات. فيلم «العشاق» فقط هم الذين نجوا للمخرج الأمريكى جيم جرموش. وهو قصة رومانسية تدور فى عالم مصاصى الدماء، ويقوم بأدوار البطولة فيه تيلدا سوينتون وجون هيرت وتوم هيدلستون. وجارموش سبق أن شارك فى مسابقة «كان» ثلاث مرات بأفلامه «قطار الغموض» (1989) و«رجل ميت» (1995) و«أزهار محطمة» (2005). وفاز فيلمه الأول «أغرب من الفردوس» بجائزة الكاميرا الذهبية عام 1984. وللأخوين ايثان وجويل كوين يعرض الفيلم الأمريكى «داخل لوين ديفيز» ويتناول حياة لوين دايفس مغنى شاب فى فرقة الموسيقى الشعبية ب«جرينويتش فيليج» عام 1961. يجد نفسه فى مفترق الطرق عندما يعم شتاء قاسٍ على نيويورك، يسعى الشاب جاهدا إلى كسب قوت عيشه كموسيقى، ويواجه عوائق تبدو مستعصية انطلاقا من العوائق التى يخلقها نفسه، ولا يعيش إلاّ بفضل المساعدة التى يحصل عليها من أصدقائه أو من الغرباء، ويقبل كل وظيفة. من مقاهى «فيليج» إلى نادى فارغ فى «شيكاغو»، تؤدى به مغامراته إلى تقديم اختبار استماع أمام عملاق الموسيقى «بود جروسمان» قبل أن يعود إلى جرينويش فيليج، ويأتى فيلم المخرج الفرنسى فرانسوا أوزون «شاب وجميل» أو «جوين وجولى» ليصور وصفا لفتاة شابة فى السابعة عشرة من عمرها، على مدى أربعة فصول وأربع أغانٍ، الفيلم بطولة مارين فاستيش وجيرالدين بالاس. وهو الفيلم الذى تعلق عليه فرنسا آمالا عريضة فى المنافسة على السعفة الذهبية ومعه فيلمها الآخر «علاج نفسى لهندى من السهول» للمخرج ارنو ديبليشين، والذى يدور فى أجواء أعقاب الحرب العالمية الثانية، حيث يدخل جيمى بيكارد «بينيكيو ديل تيرو» إلى مستشفى «توبيكا» العسكرى للأمراض العقلية فى ولاية كانساس بعد أن خاض هذا الهندى الأمريكى من قبيلة «بلاك فوت» معارك فى فرنسا. ويعانى من اضطرابات عديدة كالدوار والعمى المؤقت وفقدان حاسة السمع.. فى غياب أسباب طبية واضحة، التشخيص الذى يفرض نفسه هو ازدواجية الشخصية. ورغم ذلك، قررت إدارة المستشفى استشارة العالم فى الأجناس والعالم فى التحليل النفسى الفرنسى المختص فى الثقافات الأمريكية الهندية جورج دوفرو «ماتيو امالريك»، وهناك فيلم المخرج الإيطالى بولو سورينتيون بفيلمه «الجمال العظيم»، وتتنقل أحداثه بين سيدات أرستقراطيات، أشخاص حديثو الثراء، رجال سياسة، مجرمون رفيعو المستوى، صحفيون، ممثلون، نبلاء منحطون، أساقفة، فنانون ومفكّرون حقيقيون أو مشتبه فيهم يحبكون علاقات غير متناسقة فى مدينة ابتلعتهم أشبه ببابل، مدينةٌ يسودها اليأس ولا تعرف الحركة إلاّ فى قصورها العريقة وفيللاتها الضخمة وباحاتها الجميلة. إنهم هنا كلّهم، وليسوا فى أفضل أحوالهم. «جيب جامبارديلا»، 65 سنة، كاتب وصحفى، كسلان وخائب الأمل، عيناه مغرورقتان بمشروب ال«جين تونيك»، يشاهد هذا الموكب من الإنسانية المتكبرة والمنهزمة، القوية والمُحزنة. إحباط للمعنويات يؤدى إلى الدوخة. وفى الخلفية، روما فى الصيف. رائعة ولا تكترث. وكأنها مغنية وافتها المنية بحسب تعبير كاتب السيناريو أومبيرتو كونتاريللو. الفيلم من بطولة طونى سيرفينو، كارلو فيرون، سابرينا فيرديلى.
المخرج الإيرانى أصغر فرهادى يخل المنافسة فى كان هذ العام بتمويل فرنسى إيطالى عبر فيلمه «الماضى». وفيه نرى وبعد فراق دام أربع سنوات، أحمد يصل إلى باريس قادما من طهران بناء على طلب من زوجته الفرنسية مارى للتكفل بإجراءات الطلاق. فى أثناء إقامته القصيرة، يكتشف أحمد العلاقة المتوترة بين مارى وابنته لوسى وخلال الأحداث وعبر الجهود التى سيبذلها أحمد لتحسين هذه العلاقة سترفع الستار عن ماضٍ سرى ومكبوت.
وتحت عنوان «الرب فقط هو من يسامح»، نرى فيلم المخرج نيكولا ويندينج إنتاج فرنسى المانى بطولة كريستين سكوت توماس وريان جوزلينج وتدور حكايته حول جوليان الذى يفر من العدالة الأمريكية إلى بانكوك حيث يدير ناديا للملاكمة التايلاندية لغسيل أمواله التى يحصل عليها من خلال تجارته بالمخدرات. جاءت أمه، رئيسة عصابة إجرامية كبيرة، من الولاياتالمتحدة من أجل تسلم جثة ابنها المفضل: بيلى، أخ جوليان الذى قتل لذبحه بائعة هوى بطريقة بشعة. وانتقاما لابنها، طلبت من جوليان رأس مرتكبى الجريمة. سيضطر جوليان لمواجهة شانج، الشرطى المتقاعد المحبوب لدى رجال الشرطة الآخرين، لينكشف أبعاد عالم ظل غامضا