مهرجان «كان» في الدورة السادسة والستين من 15 إلي 26 مايو يحتضن هذا العام مجموعة كبيرة من المخرجين العالمين أصحاب البصمة وعلى رأسهم ستيفن سبيلبرج وباز ليرمان والأخوان كوين والإيراني أصغر فرهادي، ويتضمن البرنامج الرسمي 46 فيلما منها 19 فيلما داخل المسابقة الرسمية تتنافس على جائزة السعفة الذهبية. يرأس لجنة تحكيم المسابقة هذا العام المخرج الأمريكي الشهير ستيفن سبيلبرج، ويفتتح المهرجان بالفيلم الأمريكي الجديد «جاتسبي العظيم» للمخرج باز ليرمان، وهو مأخوذ عن رواية سكوت فيتزجيرالد. وسيتم عرض الفيلم خارج المسابقة. جاتسبي العظيم ليست حكاية غرام، بل قصة كفاح ومثابرة لشاب طموح مغامر يفشل في الزواج من فاتنته الغنية حتى بعد أن أصاب حظاً من الثراء فاحشاً. فإلى جانب التوثيق التاريخي والاجتماعي لحقبة عصر الجاز فإن الرواية تقترب من أحداث شخصية في حياة كاتبها، إذ لم يفلح فيتزجيرالد في الوقوف على مبعدة من حياته الخاصة، وهذه إحدى سمات أسلوبه الذي يتميز بكثير من إسقاطات التجربة الشخصية والسيرة الذاتية، هذا هو الفيلم الثاني للورمان الذي يفتتح دورة من دورات هذا المهرجان، ففي سنة 2001 اختارت الإدارة فيلم المخرج الأسترالي Moulin Rouge لافتتاح دورة ذلك العام. كذلك هي المرّة الثانية التي يختار فيها المهرجان فيلماً بالأبعاد الثلاثة لافتتاحه. المرّة الأولى سنة 2009 بالفيلم الكرتوني Up. يختتم المهرجان بالفيلم الفرنسي «زولو» للمخرج جيروم سال. الفيلم مقتبس عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب «كاريل فيراي»، وتدور أحداثه عن جريمة قتل تقع في إفريقيا العنصرية، ويقوم بالتحقيق فيها رجلا شرطة، أحدهما أبيض والآخر أسود. وتتضمن المسابقة الرسمية الفيلم الجديد للأخوين كوين «Inside Llewyn Davis»، ويدور في ستينيات القرن الماضي. الفيلم الذي يلعب بطولة أوسكار إيزاك، مع كاري موليجان، وجاستين تمبرليك، ويدور حول الوضع المتغير لشباب الستينيات، الأكثر ثورية مما قبلهم، وذلك من خلال أجواء الموسيقى وتطورها في تلك الفترة. ويقتطع الفيلم جانباً من حياة الموسيقي «ديف فان رونك» ، الذي كان جزءاً من ذاكرة تلك الفترة ، بينما يلعب تمبرليك وموليجان دوري زوجين ، يقدمان موسيقى منافسة لرونك. الأخوان كوين فهما يكتبان ويخرجان أفلامهما سويا. على الرغم من أن جويل فيد له رصيد مؤخرا يمكنه من الإخراج منفردا وأيضا حصل إيثان على نفس الشيء في مجال الإنتاج السينمائي, يطلق عليهما في مجال الصناعة السينمائية لقب «المخرج ذو الرأسين» لأنهما يتشاركان نفس الرؤية الإخراجية, يقال بأن الممثلين الذين يعملون معهما لا يستطيعون أن يسألوا الأخوين سؤالا دون أن يحصلوا على نفس الإجابة. ويعرض أيضا فيلم «المهاجر» للأمريكي جيمس جراي، وفيلم للمخرج الفرنسي من أصل تونسي عبد اللطيف قشيش وهو بعنوان «الأزرق هو أكثر الألوان دفئا»، وفيلم «الماضي» للمخرج الإيراني أصغر فرهادي وهو من الإنتاج الفرنسي، عن علاقة رجل إيراني بزوجته الفرنسية وطفليه، وحين يتركهم ليعود إلى موطنه بسبب مشاكل محلية هناك، تتعرف هي على شاب فرنسي وتطلب الطلاق، مما يدفع الزوج للعودة لمعرفة شريك زوجته الجديد في منزله وإلى جانب أطفاله. الفيلم بطولة الممثلة الفرنسية «بيرنسيه بيجو» والممثل الفرنسي من أصل جزائري «طاهر رحيم»، والممثل الإيراني علي مصطفى. بلغت تكلفة الفيلم مليون دولار، وفرهادي فاز منذ عامين بجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي والدب الذهبي لمهرجان «برلين» السينمائي عن فيلمه الإيراني A Separation، ليفرض نفسه واحداً من أهم الأسماء الشابة في السينما حول العالم، عوضاً عن تحقيقه إنجازاً تاريخياً للسينما الإيرانية وفيلم «درع من قش» للمخرج الياباني الشهير تاكاشي مييكي. ويشارك المخرج الأمريكي ستيفن سودربرج بفيلم «وراء الشمعدان» الذي أعلن أنه سيكون آخر أفلامه بعد أن قرر اعتزال الإخراج السينمائي. والفيلم تدور أحداثه حول العلاقة التي ربطت بين عازف البيانو الذي يقوم ببطولته النجم مايكل دوجلاس وحبيبته الشابة التي تجسد دورها الممثلة مات دامون، وكان آخر أفلام المخرج هو فيلم «الآثار الجانبية».. ويعرض ايضا فيلم المخرج الإيطالي باولو سورينتينو بعنوان «الجمال العظيم»، وفيلم للمخرج الفرنسي آرنو ديسبليشن «جيمي ب»، وفيلم «نبراسكا» للأمريكي ألكسندر باين. ويشارك في المسابقة أيضا الفيلم الجديد للمخرج التشادي وهو بعنوان «جريجس»، وفيلم «شاب وجميل» للفرنسي فرنسوا أوزون، والفيلم الصيني «لمسة خطيئة» لجيا جانج وفيلم «فينوس ترتدي الفراء» Venus in Fur، المقتبس عن مسرحية ناجحة تحمل نفس الاسم وتتناول محاولة ممثلة إقناع مخرج بأنها الشخص المناسب لبطولة إنتاجه المقبل الفيلم من اخراج رومان بولانسكي. الذى فاز بالسعفة الذهبية قبل 11 عاماً عن فيلمه The Pianist، ويشارك أيضا بفيلم «عطلة نهاية أسبوع لبطل» Week End of a Champion فى قسم العروض الخاصة مع خمسة أفلام منها فيلم البريطاني ستيفن فريرز بعنوان «أعظم مباراة لمحمد علي»، وفيلم لجيمس توباك هو «أغوي وأهمل» Seduced and Abandoned. أما قسم «نظرة خاصة» فيشمل عرض 14 فيلما ويفتتح بالفيلم الجديد للأمريكية صوفيا كوبولا هي ابنة المخرج السينمائي الشهير فرانسيس فورد كوبولا، اول أفلامها عندما كانت رضيعة في فيلم «العراب». وعند إنتاج فيلم «العراب: الجزء الثالث» في عام 1990، قامت بدور ماري كورليوني. وتابعت صوفيا كوبولا العمل كممثلة، بداية كطفلة ثم كمراهقة وبالغة، ولكن فى أصبحت مخرجة سينمائية. ورشحت عن فيلمها «ضائع في الترجمة»، 2004، لجائزة الأوسكار لأفضل مخرجة، وأصبحت بذلك ثالث امرأة في العالم وأول امرأة أمريكية تحصل على هذا التكريم. ويعرض فى المهرجان الفيلم الجديد للفرنسية كلير دينيس «الأوغاد»، والفيلم الأول من إخراج الممثلة الإيطالية فاليريا جولينو.