يقيم المركز القومي للترجمة، مساء غد الثلاثاء، ندوة لمناقشة كتاب "مفترق طرق الثقافات" الصادر مؤخرا عن المركز، وذلك بقاعة النهر بساقية الصاوي بحضور المترجم الدكتور محيي الدين عبد الغني والأستاذ الدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع وعميد كلية الآداب الأسبق، وبعدها يقام حفل توقيع للكتاب من قبل المترجم. ويتعرض كتاب "مفترق طرق الثقافات" من تأليف توماس هيلاند اريكسن، لمناقشة توتر العلاقة بين الغرب والمسلمين. ويقول الكاتب إن كلا الطرفين ينظر للآخر بريبة وتحفظ، أما الرسالة التي يحاول أن يوصلها الكتاب هو أن على أي مجتمع أن يتفهم أنه من الممكن أن تكون له هويه ثقافية آمنة ومطمئنة سليمة، دون الحاجة إلى فرضها على الآخرين.
وأضاف: "لقد أصبح من الضروري في عالمنا أن نقبل وجود آخرين لهم أسلوب معيشة مختلف، ويسير تبعا لمبادئ وقيم مختلفة نوعا ما عما ارتضيناه لأنفسنا، هذا وإلا فالبديل هو العزلة أو العنف".
ويستعرض الكتاب المكون من ثلاثة أجزاء تقع في 398 صفحة، يستعرض الكاتب أمثلة كثيرة للمجتمعات التي يمكن أن توضح أسلوبهم في التعايش مع الآخر، فمثلا المجتمع الأمريكي أو سكان الولاياتالمتحدة والعالم الجديد على وجه العموم يصفهم الأوروبيون بأنهم غير متحضرين وأنهم بلا تاريخ.
ويقول الكاتب إنه من الممكن لأي فرد من أفراد المجتمع أن يقيم لنفسه وزنا، فليس من الضروري أن تكون من عائلة عريقة حتى يعترف بك المجتمع، حيث إن الأغلبية العظمى من أبناء هذه المجتمعات جاءوا من ركن آخر من أركان العالم أو أن آباءهم جاءوا من مكان آخر في توقيت ما من التاريخ، بالتالي فإن أهم وظيفة اجتماعية لهم ليس التمسك بالعادات والتقاليد المتوارثة، ولكن خلق فهم وتواصل بين مجموعات أخرى من البشر جاءت من أماكن أخري.
المؤلف توماس هيلاند أريكسن، هو أستاذ ورئيس قسم الأنثربولوجي في معهد العلوم الاجتماعية والأنثربولوجي فى جامعة أوسلو النرويجية وله العديد من البحوث الاجتماعية الميدانية، ومن أهم كتبه: "سؤال عن التطورات الاجتماعية في المجتمعات البشرية" و"المجتمعات متعددة الطوائف والأعراق" و"العولمة ما لها وما عليها".
والمترجم الدكتورمحيي الدين بسيوني عبد الغني، حاصل على الدكتوراة في العلوم، ويعمل مستشارا علميا لمجموعة علوم النرويجية إلى جانب عمله في الترجمة من النرويجية إلى العربية. نشر أول رواية تترجم من النرويجية إلى العربية مباشرة، كما أن له العديد من الكتب والمقالات المترجمة.