لأول مرة تقوم النرويج بترجمة أعمال الكاتب المسرحي الكبير هنريك إبسن من النرويجية إلي العربية مباشرة, الي جانب لغات اخري وكانت الترجمات السابقة تتم من خلال لغة وسيطة كالإنجليزية أو الروسية. لذلك كانت في كثير من الأحيان تفتقر إلي دقة المعني الوارد في النص الأصلي, الهدف من المشروع وفقا لمدير معهد دراسات إبسن بأوسلو فرود هيلاند, هو تقديم أعماله بالطريقة التي أراد إبسن تقديم نفسه بها وليس كما أراد المترجم أو فهم.يقول فرود هيلاند: إن فكرة المشروع جاءت عندما اكتشفنا أن كثيرا من المسرحيات التي ترجمت لم تكن تعكس روح إبسن, وذلك إما لتأثر المترجم بالثقافة التي ينتمي إليها, وإما لضياع المعني بسبب الترجمة عبر أكثر من لغة, ويوضح: إن المشروع بدأ بترجمة مسرحيات إبسن إلي خمس لغات لم تكن من بينها العربية, لكننا قررنا توسيع النطاق ليشمل العربية الفصحي ولهجتها العامية المصرية, إلي جانب الإسبانية والروسية والفارسية, فضلا عن اليابانية والصينية والهندية, بحيث يتضمن المشروع ترجمة12 مسرحية لإبسن إلي ثماني لغات. ويؤكد مدير معهد دراسات إبسن أن أهم ما استرعي انتباهه خلال الجلسات التي عقدها مع المترجمين وجود اختلافات في طريقة التعبير كأسلوب القسم مثلا, الذي يختلف من ثقافة لأخري, ويري هيلاند أن هذه الجلسات مع مترجمين يمثلون ثماني ثقافات مختلفة تعد نواة لأبحاث ثقافية يمكن البناء عليها في المستقبل, لأنه عادة ما يجلس المترجم وحده لحين الانتهاء من عمله, لكن هذه المرة يضيف هيلاند- جلسنا معا كفريق للتأكد من دقة النقل مع الحفاظ علي خصوصية وطبيعة الثقافة التي تتلقي العمل المسرحي.ولأن إبسن كان يهتم في كتاباته بالحياة اليومية وكشف عورات المجتمع بشكل يعكس قضاياه وهمومه, فإنه أراد أن يتحدث الممثلون في المسرح بالعامية أي بلغة الحديث اليومي, وبناء علي ذلك فقد حرص فريق العمل علي ترجمة أعمال إبسن للغة العربية العامية إضافة إلي الفصحي ليصل لأكبر شريحة ممكنة من المجتمع. وتقول شيرين عبدالوهاب مترجمة مسرحيات إبسن أنها عكفت هي وزميلتها راندة حكيم علي ترجمة أهم مسرحياته التي تمثل تحولا في تاريخ الحركة المسرحية في العالم باعتبار إبسن رائد المسرح الحديث, وتوضح قدرته علي شرح وتشريح أعماق النفس البشرية. وتقول شيرين: بدأنا بتقديم عملين هما: بيت الدمية, وعدو الشعب, وبحلول عام2013 سنكون قد انتهينا من مسرحيتي أعمدة المجتمع والأشباح, وتدعم السفارة النرويجية عملية النشر وكذلك العرض المسرحي لمسرحية عدو الشعب بالعامية المصرية. وعن السبب وراء اختيارها لترجمة مسرحيات إبسن تقول شيرين: لقد قضيت25 عاما من حياتي في النرويج ودرست في مدارسها وتخرجت في جامعة أوسلو, حيث درست العلوم السياسية هناك, فعندما وصلت أوسلو كان عمري ست سنوات, لذلك فإنني أتقن اللغة النرويجية وعلي دراية بثقافة المجتمع الذي مازلت مرتبطة به ولم أنفصل عنه رغم عودتي لمصر, كل ذلك أهلني كي أكون حلقة الوصل بين الثقافتين المصرية والنرويجية.