الديموغرافيا اليهودية.. أرقام متفائلة

● قال الرئيس باراك أوباما فى الخطاب الذى ألقاه الشهر الماضى فى إسرائيل: «إن الواقع الديموغرافى غربى نهر الأردن يجعل نشوء دولة فلسطينية هو السبيل الوحيد للمحافظة على الطابع اليهودى والديمقراطى لإسرائيل»، هذا الافتراض الخطأ لأوباما قد يكون مصدره مستشاروه الذين لا يعرفون شيئا عن التوجهات الديموغرافية فى إسرائيل، وفى العالم الإسلامى عامة ووسط العرب وغربى نهرالأردن خاصة. وتدل هذه التوجهات على أن الوقت يعمل لمصلحة الديموغرافيا اليهودية.

● ففى سنة 2013، وعلى عكس توقعات المؤسسة الديموغرافية، ثمة أغلبية فى مناطق يهودا والسامرة الضفة يهودية تُقدّر بنحو 66٪ (6.3 ملايين) فى مناطق يهودا والسامرة (الضفة الغربية) التى ستضم إلى إسرائيل (حيث يوجد 1.66 مليون عربى)، وتلك التى داخل حدود الخط الأخضر ( 1.65 مليون عربى). وهذا مقارنة ب40 % من الأقلية اليهودية كانت موجودة فى سنة 1948، و9% فى سنة 1900. ومن المنتظر أن تصل الأغلبية اليهودية فى سنة 2035 إلى 80٪.

● إن وجود 6.3 ملايين يهودى (بما فى ذلك 350 ألف مهاجر من الاتحاد السوفييتى لم يجر حتى الآن الاعتراف بهم كيهود من جانب الحاخامية) يكشف الخطأ المنهجى فى التوقعات الديموغرافية. ففى سنة 1898 ادعى خبير الديموغرافيا والمؤرخ اليهودى شمعون دوبنوف أن عدد اليهود فى المستقبل سيصل فى سنة 2000 إلى نصف مليون فقط. وفى سنة 1944 توقّع مؤسس مكتب الإحصاء المركزى البروفسور روبرتو باكى، أنه فى سنة 2001 سيكون فى إسرائيل 2.3 مليون يهودى. وفى سنة 2006 كتب البروفيسور أرنون سوفير أنه فى سنة 2011 سيبلغ عدد العرب فى يهودا والسامرة الضفة الغربية 4.5 ملايين عربى، أى ضعف العدد الحالى للسكان الفلسطينيين البالغ 2.6 مليون، استنادا إلى السلطة الفلسطينية. وفى الواقع فإن هذه الأرقام الفلسطينية مبالغ فيها، وهناك زيادة تُقدّر بمليون شخص: إذ إن هناك 400 ألف شخص تقريبا يعيشون فى الخارج، ونحو 300 ألف شخص هم من عرب القدس، الذين يجرى تعدادهم مرتين، مرة بصفتهم إسرائيليين، ومرة أُخرى بصفتهم فلسطينيين.

● وعلى عكس التوقعات الديموغرافية، فإن معدل الإنجاب اليهودى فى إسرائيل (ثلاثة أولاد للمرأة) أعلى من المعدل فى معظم الدول العربية، إذ يظهر تراجع معدل الإنجاب فى إيران 1.8، وفى السعودية 2.3، وفى مصر وسوريا 2.9، ويأتى هذا نتيجة التحاق النساء بجهاز التعليم العالى، والانتقال من الريف إلى المدينة، واستخدام وسائل منع الحمل.

● وتقلص الفارق فى الإنجاب بين اليهود والعرب من ست ولادات للمرأة الواحدة فى سنة 1969، إلى أقل من واحد فى سنة 2012. وارتفع المعدل السنوى للولادات بين النساء اليهوديات إلى 62.5 %، وذلك خلال الفترة 1995/2012، بينما ارتفع عدد الولادات بين النساء العربيات خلال هذه المدة بنسبة 10% فقط.


محلل سياسي

«يسرائيل هَيوم»