كتب مارك لاندلر مقالا نشر فى صحيفة النيويورك تايمز يتحدث فيه عن الشاب الذى يلجأ إليه دائمًا الرئيس أوباما لتحديد مسار سياسته الخارجية. هذا الشاب يدعى بنجامين ج. رودس، وهو نائب مستشار الأمن القومى ويبلغ من العمر 35 عامًا، ويصفه لاندر بأنه صاحب الصوت الناعم والآراء القوية والسمعة الكبيرة فى أنحاء البيت الأبيض باعتباره الرجل الذى تصل السياسة الخارجية إلى الرئيس أوباما من خلاله. ويقول إن رودس يعد مسودة الكلمة الموجهة للشعب الإسرائيلى التى يعتزم الرئيس أوباما إلقاءها فى القدس. ويشرح أن صلاحيات ونفوذ وتأثير لاندلر فى الإدارة الامريكية تتعدى منصبه كنائب مستشار للأمن القومى. ولكن هذا التأثير قد وضع تحت الاختبار فى المسألة السورية. فرودس وأصدقاؤه وزملاؤه يقولون إن الرئيس أوباما اصبح شديد الإحباط من السياسة التى لا تنجح، وقد أصبح مدافعًا قويًّا عن الجهود الأكثر جرأة لدعم المعارضة السورية.
وفيما يخص منطقتنا العربية وثورات ربيعها، يقول الكاتب إنه عندما احتشد المتظاهرون فى ميدان التحرير بالقاهرة، حث رودس الرئيس أوباما على سحب الدعم الأمريكى الذى دام ثلاثة عقود للرئيس المصرى حسنى مبارك، وأنه بعد بضعة شهور كان رودس بين الداعين إلى مساندة أوباما لتدخل الناتو فى ليبيا.
ويقول إن مايك ماكفول الذى عمل مع رودس فى مجلس الأمن القومى قال واصفًا إياه: «أصبح شخصية محورية، أولاً خلال عملية كتابة الخطابات وبعد ذلك أثناء اشتعال ثورات الربيع العربى.«وأن سامنتا باور، زميلته السابقة فى مجلس الأمن القومى قالت عنه: «لا أعرف من أين يأتى «بن» بحكمة (الرجل العجوز) التى لديه».
ويتطرق الكاتب إلى جانب اخر من تأثير رودس فى السياسة الخارجية الأمريكية والذى لم يقتصر على خارج المنطقة العربية، ففى عام 2011 عمل رودس مع جاكوب سوليفان، كبير مساعدى هيلارى كلينتون، لإقناع الرئيس أوباما كى يتصل بحكام ميانمار العسكريين، بعد الحصول على إقرار الزعيمة المؤيدة للديمقراطية أونج سان سو كى. وقال عنه كورت كامبل مساعد وزير الخارجية السابق: «الشخص الذى وراء الكواليس الذى قام بأكبر دور فى فتح بورما (ميانمار) والاتصال بأونج سان سو كى هو بن رودس». أما عن تعليق رودس على دوره فى تحديد السياسة الخارجية الأمريكية فيقول لاندلر ان المستشار الشاب رفض التعليق بالتفصيل على دوره فى المداولات السياسية قائلا: «وظيفتى الأساسية، التى كانت هى عملى باستمرار، أن أكون الشخص الذى يمثل رأى الرئيس بشأن تلك القضايا.»
لم يغفل الكاتب فى مقاله ذكر نبذة عن نشأة رودس، حيث لاشك أن طبيعة نشأته لها تأثير كبير على توجهاته التى بدورها ستنعكس على توجهات السياسة الخارجية الأمريكية. فيقول إن رودس هو ابن لأب يميل إلى المحافظة من أتباع الكنيسة الأسقفية من تكساس وأم يهودية أكثر ليبرالية من نيويورك. ونشأ رودس فى بيت كانت حتى الولاءات الرياضية فيه مقسمة: فهو وأمه مشجعان متحمسان لنيويورك متس، أما والده وشقيقه الأكبر ديفيد فكانا من مشجعى اليانكيز. أما عن بداية بروز دوره فى البيت الأبيض فكانت بعد كتابته خطاب أوباما البارز إلى العالم الإسلامى فى القاهرة عام 2009.
أما بخصوص كتابة خطاب أوباما الذى من المقرر أن يلقيه فى القدس، يرى لاندر أنه من المرجح أن يركز رودس على دعم أمريكا الذى لا يتزعزع لإسرائيل، ومن المرجح أن يتضمن الخطاب ايضًا إشارة إلى مستقبل سوريا الديمقراطى.
ويختتم مقاله بقول ماكفول عن رودس: «يمسك بن بالقلم دومًا. وبسبب علاقته الشخصية الوثيقة بالرئيس، يمكن لبن باستمرار وضع السياسة من خلال الخطب والبيانات التى يلقيها الرئيس أوباما».