اقترح أعضاء جمهوريون وديمقراطيون فى الكونجرس الأمريكى تعديلات على أسلوب تقديم المعونة الأمريكية السنوية لمصر، والبالغ قيمتها 2.1 مليار دولار. وتقدم بالتعديلات الجمهوريون جون ماكين، وماركو روبيو، وجون اينهوف، وراند بول، والسيناتور الديمقراطى باتريك ليهى، رئيس اللجنة الفرعية المسئولة عن المساعدات الخارجية بمجلس الشيوخ، وذلك خلال جلسة للمجلس مساء الخميس الماضى. ومن المقرر التصويت على هذه المقترحات خلال أيام.
وقال السيناتور روبيو، فى تقرير نشره الموقع الإلكترونى لمجلة «فورين بوليسى» الأمريكية أمس: «لا بد من تعديل كيفية منح المساعدات العسكرية والاقتصادية لمصر؛ كى تتلاءم مع مصالح دافعى الضرائب الأمريكيين».
ومضى قائلا إن «مصر بحاجة إلى أمن داخلى؛ لذا نريد إعادة تقييم المساعدات العسكرية المقدمة لها؛ حتى تتناسب مع احتياجاتها الفعلية، فمصر ليست بحاجة إلى دبابات ولا طائرات؛ فهى لن تغزو جيرانها».
ويركز ما اقترحه الجمهورى «روبيو» والديمقراطى «ليهى» على «منع صرف أموال المعونة الاقتصادية (815 مليون دولار) والمساعات العسكرية (البالغ قيمتها 1.3 مليار دولار) إلى مصر، لحين تأكد الإدارة الأمريكية من أن الحكومة المصرية تجرى إصلاحات اقتصادية وسياسية ولا تقيد الحريات الدينية وحقوق الانسان، وتحسن معاملتها لمنظمات المجتمع المدنى، وتقوم بتفعيل اتفاقية السلام مع إسرائيل، وتتخذ كل الإجراءات الواجبة لوقف التهريب إلى قطاع غزة، وأخيرا، مكافحة الإرهاب فى سيناء.
فيما اقترح ماكين أن تبلغ الإدارة الأمريكية الكونجرس بكل أشكال المعونة لمصر، و«كيفية إنفاقها بشكل أفضل فى تحقيق المصالح الأمنية لمصر والولاياتالمتحدة». بينما يقترح السيناتور «بول» قطع كل المعونات عن مصر حتى «يدعم الرئيس المصرى محمد مرسى اتفاقية كامب ديفيد بشكل علنى». أما السيناتور « اينهوف»، فيقترح «تعليق تزويد مصر بمقاتلات إف 16».
وخلال الجلسة، قال السيناتور الجمهورى: «منذ شهور وأنا أطالب الرئيس (الديمقراطى الأمريكى باراك أوباما وإدارته بوضع الرئيس مرسى قيد المحاسبة؛ جراء فشله فى تعزيز الديمقراطية فى مصر»، معتبرا أن «العلاقات التاريخية بين الولاياتالمتحدة ومصر وصلت إلى طريق مسدود فى ظل رئاسة مرسى وجماعته الراديكالية».
ونسبت «فورين بوليس» إلى مسئولين فى إدارة أوباما قولهم إن «مرسى هو الرجل غير المناسب فى هذه اللحظة، والإخوان المسلمون مصابون بجنون العظمة ولا يعرفون ما عليهم فعله ويرتكبون الكثير من الأخطاء، لكن لا بديل عنهم». ومضت المجلة قائلة، نقلا عن هؤلاء المسئولين، إن «إدارة أوباما ترى أن المعارضة المصرية تتسم بالضعف والكسل وغياب التنظيم»، خاتمة بأنه «رغم أن التراجع فى شعبية مرسى من المفترض أن يمثل مكاسب للمعارضة، إلا أن ضعفها قد يحول مسار هذه المكاسب بتجاه السلفيين».