كشف المجلس الوطني لحقوق الإنسان في المغرب، عن اقتراح يقضي بإلغاء مقاضاة المدنيين أمام المحكمة العسكرية، وذلك في تقرير يهدف الى ملائمة التشريعات المغربية مع الدستور الجديد، الذي اعتمد 2011 في سياق الربيع العربي. وقال إدريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان ل«فرانس برس»، اليوم الثلاثاء: "نحن نعمل في اتجاه إصلاح جذري للمحكمة العسكرية (الرباط)، والتي ستكون مختصة في ثلاثة مجالات: العقوبات التأديبية ضد الجيش، ومتابعة العسكريين في حالة المساس بأمن الدولة أو الإرهاب".
وفي تقرير أنجزه المجلس الوطني لحقوق الإنسان ورفع إلى الملك محمد السادس، تم اقتراح إلغاء ملاحقة المدنيين أمام المحكمة العسكرية، مع تضييق نطاق اختصاص هذه المحكمة.
ولقي هذا المقترح دعمًا من الملك محمد السادس، الذي "نوه" في بلاغ صادر عن الديوان الملكي "بمقاربة وفحوى التقارير الموضوعاتية المرفوعة إليه"، ومن بينها تقرير حول إصلاح المحكمة العسكرية.
وحسب البيان نفسه، فان تقرير المجلس حول "إصلاح المحكمة العسكرية يتضمن مقترحات خاصة بملائمة النصوص السارية المفعول مع مقتضيات الدستور الجديد والالتزامات الدولية للمملكة".
ويقترح هذا التقرير حسب البيان "بشكل خاص أن لا تتم متابعة المدنيين أمام المحكمة العسكرية وأن تتم إعادة تحديد اختصاص هذه المحكمة، حتى لا تكون المحكمة العسكرية مختصة في وقت السلم إلا بالنظر في الجرائم المتعلقة بالانضباط العسكري، أو التي يتورط فيها العسكريون في المس بأمن الدولة أو الإرهاب".
وأضاف "أما في المجالات الأخرى، فان العسكريين ستتم مقاضاتهم على غرار مواطنيهم المدنيين أمام المحاكم العادية".
وتأتي هذه المقترحات، بعد وقت قصير من محاكمة عسكرية ل25 صحراويًا اتهموا ب"تكوين عصابات إجرامية، واستعمال العنف ضد قوات الأمن، مما أدى إلى القتل العمد والتمثيل بالجثث"، حيث تراوحت الأحكام بين سنتين سجنًا نافذًا والمؤبد.