"عشرين سنة وأنا بشتغل للهيئة وبجبلها فلوس والنهاردة رجلى مهددة بالبتر ولم يتحرك لها ساكن"، بتلك الكلمات تحدث إلينا عم كمال محمدى البالغ من العمر 40 سنة، الذى يعمل سائقا بهيئة النقل العام، وهو جالس على مقعد متحرك وحوله عدد من زملائه العمال، والجميع ينتابهم الحزن الشديد ليس على حال عم كمال فقط وإنما على أحوالهم أيضا. " كنت بشتغل سواق على أتوبيس من أتوبيسات الهيئة فى جراج «الهايكتسب» ومنذ 9 أشهر وقعت حادثة أدت إلى تركيب مسامير فى قدمى وأجهزة حديدية وتم احتجازى بمستشفى هيئة النقل العام لتلقى العلاج"، وأضاف عم كمال: "أبلغنى طبيب العظام بالمستشفى أن عمليات فك الحديد والمسامير ستتم اليوم فى مستشفى الهلال، وعندما ذهبت إلى مستشفى الهلال لإجراء العملية رفضت استقبالى بدعوى أن العقد بين هيئة النقل العام ومستشفى الهلال تم فسخه".
عم كمال الذى عاد ثانية، إلى مستشفى هيئة النقل العام رغم تأكيده أن بقاء الأجهزة الحديدية والمسامير فى قدمه قد يؤدى إلى بترها لتسببها فى "صديد" بالقدم، أكد أن أحدا لم يحرك ساكنا من مسئولى مستشفى هيئة النقل العام، واكتفوا بوعود ببحث الأمر.
لم تكن حالة عم كمال هى الحالة الوحيدة داخل مسستشفى الهيئة التى تفتقر تماما لأى إجراء من إجراءات الرعاية الطبية والتمريض والنظافة وتوفر الأجهزة الطبية والخدمات الصحية، مما يعرض حياة الكثيرين من المرضى للخطر.
فالغرف المجاورة لغرف عم كمال، تتواجد بها العديد من الحالات المشابهة فى المعاناة إن لم تكن أكثر.
وقال محمد ناصر، سائق بالنقل العام : "الإهمال الطبى وسوء المعاملة بالمستشفى لا يوصفان"، مدلالاً على ذلك بحادثة وقعت لزميل له قام بإجراء عملية بعينيه لإزالة المياه وخرج مصابًا بعجز فى عينيه بعد قطع فى الشبكية أثناء العملية، وعند مواجهة الطبيب بذلك كان رده: "عندى محامى كويس".