بالنسبة لتشن تشيو يانغ فإن القيادة الصينية الجديدة التي تتولى رسميا زعامة البلاد الشهر الجاري، يمكن أن تحسن حياتها من خلال أمر واحد فقط، وهو توفير المياه النظيفة لقريتها الواقعة في ركن ناء من إقليم قانسو في شمال غرب البلاد. قالت تشين التي تبدو أكبر من عمرها الحقيقي وهو 28 عاما "نحن مضطرون لنقل المياه من البئر على أكتافنا عدة مرات يوميا، الأمر شاق".
والجدير بالذكر، أن شي جين بينغ زعيم الحزب الشيوعي يتولى منصب رئيس الصين خلال الاجتماع السنوي للبرلمان الذي يبدأ يوم الثلاثاء، ويمثل سد الهوة الشاسعة في الدخل، أحد أول التحديات التي يواجهها.
ويدير شي فعليا الصين منذ تولي قيادة الحزب والجيش في نوفمبر ورسم صورة أكثر رفقا من صورة سلفه هو جين تاو.
ومن جانب آخر، يتعرض لضغوط لعلاج المشكلات التي تراكمت خلال عهد سلفه مثل عدم المساواة والفساد المستشري، وهي مشاكل أدت إلى قيام أحداث عنف في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
ومن المرجح أن يتناول رئيس الوزراء المنتهية ولايته ون جيا باو، هذه القضايا في آخر تقرير له تحت عنوان "حالة الأمة" في البرلمان أمام نحو ثلاثة آلاف مشارك منهم رؤساء شركات وقادة في الجيش وزعماء سياسيون ورهبان من التبت إلى جانب بعض من أكثر رجال الأعمال الصينيين ثراء.
ويوجد في الصين الآن 317 مليارديرا أي خمس إجمالي أعدادهم على مستوى العالم وتسعى البلاد إلى أن تحل محل الولاياتالمتحدة باعتبارها أكبر سوق للسيارات الفاخرة في العالم بحلول عام 2016.
وتقول الأممالمتحدة إن 13 في المئة من سكان الصين البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة أو ما يوازي 170 مليونا ما زال دخلهم يقل عن 1.25 دولار يوميا.
أصدرت الحكومة في يناير، إطارا ماليا جديدا يهدف إلى جعل الأفراد الأثرياء والمؤسسات الحكومية يساهمون في خزانة الدولة وفي تعزيز غطاء التأمينات الاجتماعية للمعدمين.
وتشير تقديرات رسمية إلى أن معامل جيني الصيني للتفاوت الاجتماعي يبلغ 0.474 وهو أعلى كثيرا عن مستوى 0.4 الذي يعتبره محللون النقطة التي ربما تحدث عندها توترات اجتماعية.
وذكر محللون أن شركات مملوكة للدولة لا بد من خصخصتها، ولا بد من إلغاء نظام تسجيل الأسر الذي يمنع النازحين من التمتع بمزايا مواطني المدن.