إعداد: حسام حسن ومحمود السمين وسمر سمير وأحمد عبدالحكيم مع بدء المفاوضات الجدية، أعاد الرئيس السادات تقييم علاقات مصر مع الدول العربية بدقة ربما أكثر مما فعل قبل اتخاذ قرار الحرب. وكان ما دفعه إلى ذلك بدء أول مفاوضات جادة كما ذكرت برقية سرية للمخابرات الأمريكية بتاريخ 21 فبراير 1974.
وتشير البرقية، المفرج عنها فى يوليو 2004، إلى أن النصر العسكرى الذى تحقق فى حرب أكتوبر لم يكن كافيا ليصنع قبولا فوريا لسياسات السادات فى التفاوض مع إسرائيل، خصوصا أن اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل أدى إلى اتهام السادات بالسعى لتسوية فردية على حساب القضية العربية ككل. وتبرز البرقية التى تتناول تحليلا للعلاقات المصرية العربية، أن بعض الدول، مثل ليبيا والعراق، عزلت عن جيرانها بسبب ما اعتبرته الوثيقة «راديكالية»، وأن الرئيس السادات يستطيع تجاهل إزعاجهما، إلا أنه لا يستطيع أن يتجاهل تأثيرهما على القوميين فى سوريا وفلسطين.
بعض الدول الأخرى البعيدة عن الصراع العربى الإسرائيلى المباشر مثل الجزائر، تبدى شكوكا تجاه عملية التفاوض، وهو ما لا يمكن للسادات تجاهله، نظرا لأهميتها فى السياسات العربية.
لكن البرقية تقول إن الجزائر ستكتفى بأن تعلم مسبقا بخطوات المفاوضات.
ويختتم التحليل بأن السادات لا يستطيع أن يكون حرا تماما مع بعض الدول الأخرى، بحسب البرقية، حيث إنه يحتاج تعاون كل من سوريا والسعودية والكويت والفدائيين «الفلسطينيين» والأردن لإنجاح المرحلة المقبلة من المفاوضات ومن أجل خلق جو سلمى لما بعد التسوية ومن أجل مستقبل مصر السياسى والاقتصادى.