استيقظت باكرا، وارتدت ملابسها الرياضية، وربطت خصلات شعرها الطويل لأعلى، ثم تلقت اتصالا هاتفيا من أصدقائها «إحنا نازلين دلوقتى.. نتقابل هناك 7 بالضبط». سارة فتاة عشرينية يانعة، لديها عشرات الأصدقاء والمعارف من محيط الأسرة والمدرسة والجامعة والعمل، اتفقت معهم مساء يوم الخميس على الاشتراك فى ماراثون الجرى الذى تنظمه مجموعة «كايرو رانرز أو Cairo runners» كل يوم جمعة. وفى تمام السابعة من صباح يوم الجمعة الماضى، وبينما الشوارع خالية إلا من بعض السيارات والمارة، والجو منعش وصاف قبل أن تلوثه عوادم السيارات، ومع حنو أشعة الشمس الأولى المنعكسة على الأرض، انطلقت صافرة البداية، لتعلن عن مرسم جديد للجرى الحر فى شوارع مصر الجديدة بدءا من النزهة، مرورا بطريق العروبة، ومنه إلى ميدان الحجاز، ثم إلى النزهة مرة أخرى، شاركت فيه سارة مع أصدقائها.
«كايرو رانرز» فكرة أطلقها، إبراهيم صفوت، «المؤسس» بعد أن استوردها من أنشطة جرى فى شوارع العاصمة الفرنسية باريس وقرر تطبيقها فى مصر، مستعينا بأصدقائه الشباب فى الترويج للفكرة من خلال مواقع التفاعل الاجتماعى «فيسبوك وتويتر»، وفقا لما قاله، المسئول الإعلامى للمجموعة، محمد سيف.
و«كايرو رانرز» بحسب تعريفهم لأنفسهم على صفحتهم الخاصة على «فيس بوك»، هم أول ماراثون جرى فى القاهرة، هدفه ترفيهى ورياضى وخيرى، لتحقيق أكبر مسافة جرى وهى 22 كيلو، من خلال تنظيم ماراثون جرى كل يوم جمعة، فى منطقة من مناطق القاهرة، بدء من 14 ديسمبر الماضى الذى بدأ فى الزمالك ب4 كيلو، مع إضافة كيلو كل جمعة، لمدة 15 أسبوعا متتاليا.
«فى الأول كنا حوالى 20 شابا مؤمنين بالفكرة، وبدأنا نقنع أهلنا وأصحابنا إنهم ينزلوا معانا، وفعلا نزلنا الأسبوع الأول حوالى 70 شابا من الجنسين فى أول ماراثون جرى فى الزمالك»، بحماس شديد بدأ سيف يحكى قصة ماراثون الجرى الذى يهدف ل«الترفيه والاستمتاع بجو الصباح المنعش وشوارع المناطق السكنية الهادية، والرياضة من خلال تشجيع الناس إللى حوالينا على الجرى معانا، وأخيرا الخير لأن المجموعة بتبيع منتجاتها الخاصة للشباب إلى بيشاركوا معانا، وبعد كده هنتبرع بالمبلغ كله لمؤسسة خيرية».
ومنتجات مجموعة «كايرو رانرز» عبارة عن تيشرتات وميداليات تحمل شعار المجموعة، وزجاجات مياه رياضية، وملصقات بشعار المجموعة، ووجبات إفطار سريعة وخفيفة يشتريها المشاركون فى الاستراحة ما بين مسافات الجرى.
وفيما يشبه «كرة الثلج»، يزداد العدد جمعة تلو الأخرى، حيث يقول سيف، «فى الأول كانت الناس بتستغربنا، ولكن النهارده بيتجاوبوا معانا جدا، خصوصا إن عددنا بيزيد جمعة عن جمعة، من 70 واحد أول مرة ل120، لحوالى 400، والجمعة إللى فاتت كنا حوالى ألف مشارك».
وتخشى المجموعة السقوط فى بعض المواقف المجتمعية الحرجة، مثل تعرض إحدى المشاركات للتحرش وخلافه، لذا «بننظم الماراثون فى مناطق سكنية هادية وراقية، زى الزمالك والمعادى والمهندسين والدقى ومصر الجديدة، لأن هدفنا الرياضة والترفيه، ونرفض تماما تعرض أى من المشاركين لأذى مهما كانت نسبته بسيطة»، على حد قول سيف.
الجمعة الماضية كان الماراثون رقم 9 فى عمر المجموعة، التى من المقرر أن تصل لهدفها «الجرى مسافة 22 كيلو» فى إبريل القادم، وحتى الآن لم يتم تحديد الجهة التى سيتم التبرع بحساب المجموعة لها، إلا أنها فى الأغلب «ستكون جهة خيرية مرتبطة بالرياضة، مثل مستشفى قلب أو أوليمبياد خاص» كما قال سيف.