«11فبراير».. لم يكن أبدًا هذا التاريخ عاديًا فى صفحات التاريخ المصري، فواقعتان غيرا مجرى الأحداث تمامًا، أولهما مولد آخر حكام الأسرة الملكية، ومن بعده سقطت الملكية وبدأت مصر مرحلة جديدة وهى "الجمهورية " التى أنشأتها ثورة يوليو 1952، والتى سقطت أيضا فى ذلك اليوم بعد عشرات السنوات مع سقوط آخر رؤسائها "محمد حسنى مبارك" فى ثورة يناير، وبدأت مرحلة أخرى جديدة وهى "الجمهورية الثانية". فى 11 فبراير 1920 ولد الملك فاروق الأول، الذى تولى الحكم وهو فى السادسة عشر من عمره، وتركه فى أعقاب "حركة الضباط الأحرار"، والتى تمت بثورة يوليو 1952، وتنحى عن العرش فى يوم 26 من ذاك الشهر، "حفاظا على الدم المصرى وإيقافًا للعنف فى البلاد"، وخرج من قصر رأس التين بالإسكندرية إلى منفاه فى روما. فى 11 فبراير 2011، سقط آخر رئيس عسكرى فى "جمهورية مصر العربية"، والرئيس الذى امتدت فترة حكمه 30 عامًا، وترك مبارك الحكم فى أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير، بعد وصول الاعتصامات والاحتجاجات إلى قصر الاتحادية تطالبه بالرحيل، وبالفعل خرج مبارك من القصر وأسرته متجهين إلى "شرم الشيخ" بعد تنازله عن الحكم. تنازل الملك فاروق الأول عن العرش لابنه الملك "أحمد فؤاد الثانى"، بشكل صورى، وكمرحلة انتقالية، لقرابة العام من يوليو 1952 حتى يونيو 1953، حتى انتقل الحكم إلى مجلس قيادة الثورة متمثلاً فى الرئيس محمد نجيب، ليؤسس بذلك الحكم الجمهوري فى مصر، والتى تولاها العسكريون على مدار 59 عامًا حتى 2012. تخلى الرئيس السابق مبارك عن الحكم فى 2011، وتولى "المجلس العسكرى" حكم البلاد كمرحلة انتقالية تمهيدًا لنقل الحكم لسلطة منتخبة، وامتدت الفترة الانتقالية أكثر من عام، حتى شهدت البلاد انتخابات جديدة تولى بعدها الرئيس محمد مرسى الحكم فى يونيو 2012، ليؤسس بذلك، ما عرفه الإعلام ب "الجمهورية الثانية"، والتى خرجت منها مصر من الحكم العسكرى. تنازل الملك فاروق الأول عن العرش فى وثيقة تنازل قصيرة حررها الدكتور عبد الرازق السنهورى، الفقيه القانونى، ووقع عليها الملك فاروق، جاء فى نصها: "أمر ملكي رقم 65 لسنة 1952، نحن فاروق الأول ملك مصر والسودان.. لما كنا نتطلب الخير دائمًا لأمتنا ونبتغي سعادتها ورقيها، ولما كنا نرغب رغبة أكيدة في تجنيب البلاد المصاعب التي تواجهها في هذه الظروف الدقيقة، ونزولاً على إرادة الشعب قررنا النزول عن العرش لولي عهدنا الأمير أحمد فؤاد، وأصدرنا أمرنا بهذا إلى حضرة صاحب المقام الرفيع علي ماهر باشا، رئيس مجلس الوزراء للعمل بمقتضاه". تخلى الرئيس السابق محمد حسنى مبارك عن الحكم، فى خطاب قرأه اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية وقتها، جاء نص الخطاب يوم 11 فبراير 2011 : "بسم الله الرحمن الرحيم.. أيها المواطنون، في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد قرر الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية، وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد، والله الموفق".