تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل الدراسة في فارم دي صيدلة إكلينيكية حلوان    ختام فعاليات اليوم الأول من برنامج "المرأة تقود" بكفر الشيخ    سعر الدولار اليوم أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية قبل بداية تعاملات الاثنين 16 يونيو 2025    سعر الفراخ البيضاء والبلدى وكرتونة البيض بالأسواق اليوم الإثنين 16 يونيو 2025    محافظ قنا يقود دراجة عائدًا من مقر عمله (صور)    خبير اقتصادي: مصر تمتلك الغاز الكافي لسد احتياجاتها لكن البنية التحتية "ناقصة"    خبير اقتصادي يوضح أسباب تراجع الجنيه أمام الدولار بنهاية تعاملات اليوم    شركة مياه الشرب بكفر الشيخ تُصلح كسرين في خط مياه الشرب    رجال الأعمال المصريين الأفارقة تطلق أكبر خريطة استثمارية شاملة لدعم التعاون الاقتصادي مع إفريقيا    ترامب: لسنا منخرطين في التصعيد بين إسرائيل وإيران.. ومن الممكن أن نشارك    بى إس جى ضد أتلتيكو مدريد.. إنريكى: نسير على الطريق الصحيح    إيران تبلغ الوسطاء رفضها التفاوض على وقف إطلاق النار مع إسرائيل    سمير غطاس: إيران على أعتاب قنبلة نووية ونتنياهو يسعى لتتويج إرثه بضربة لطهران    إعلام إيراني: إسقاط مسيرات إسرائيلية شمال البلاد    بعد 258 دقيقة.. البطاقة الحمراء تظهر لأول مرة في كأس العالم للأندية 2025    كريم رمزي يكشف تفاصيل جديدة عن توقيع عقوبة على تريزيجيه    "ليس بغريب على بيتي".. إمام عاشور يشكر الخطيب والأهلي لسرعة التحرك بعد إصابته    كأس العالم للأندية.. انطلاق مباراة بالميراس وبورتو في مجموعة الأهلي    مباريات كأس العالم للأندية اليوم الإثنين والقنوات الناقلة    رياضة ½ الليل| الأهلي يفسخ عقد لاعبه.. غرامة تريزيجيه.. عودة إمام عاشور.. والاستعانة بخبير أجنبي    بسبب شاحن الهاتف، السيطرة على حريق داخل شقة بالحوامدية (صور)    رابط نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 الترم الثاني محافظة القاهرة.. فور ظهورها    «بشرى لمحبي الشتاء».. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم الإثنين: «انخفاض مفاجئ»    رصاص في قلب الليل.. أسرار مأمورية أمنية تحولت لمعركة في أطفيح    حريق داخل مدينة البعوث الإسلامية بالدراسة    وزير الثقافة يشيد ب"كارمن": معالجة جريئة ورؤية فنية راقية    ليلى عز العرب: كل عائلتى وأصحابهم واللى بعرفهم أشادوا بحلقات "نوستالجيا"    يسرا: «فراق أمي قاطع فيّا لحد النهارده».. وزوجها يبكي صالح سليم (فيديو)    علاقة مهمة ستنشئ قريبًا.. توقعات برج العقرب اليوم 16 يونيو    «الأهلي محسود لازم نرقيه».. عمرو أديب ينتقد حسين الشحات والحكم (فيديو)    حدث بالفن | وفاة نجل صلاح الشرنوبي وموقف محرج ل باسكال مشعلاني والفنانين في مباراة الأهلي    أمين الفتوى: الله يغفر الذنوب شرط الاخلاص في التوبة وعدم الشرك    هل الزيادة في البيع بالتقسيط ربا؟.. أمين الفتوى يرد (فيديو)    عانى من أضرار صحية وتسبب في تغيير سياسة «جينيس».. قصة مراهق ظل 11 يوما دون نوم    سبب رئيسي في آلام الظهر والرقبة.. أبرز علامات الانزلاق الغضروفي    لدغة نحلة تُنهي حياة ملياردير هندي خلال مباراة "بولو"    صحة الفيوم تعلن إجراء 4،441 جلسة غسيل كلوي خلال أيام عيد الأضحى المبارك    عميدة إعلام عين شمس: النماذج العربية الداعمة لتطوير التعليم تجارب ملهمة    الثلاثاء.. تشييع جثمان شقيق الفنانة لطيفة    الهجوم الإيراني يفضح ديمقراطية إسرائيل.. الملاجئ فقط لكبار السياسيين.. فيديو    الرئيس الإماراتي يبحث هاتفيا مع رئيس وزراء بريطانيا التطورات في الشرق الأوسط    غرفة الصناعات المعدنية: من الوارد خفض إمدادات الغاز لمصانع الحديد (فيديو)    عرض «صورة الكوكب» و«الطينة» في الموسم المسرحي لقصور الثقافة بجنوب الصعيد    مصدر: ارتفاع ضحايا حادث مصنع الصف ل4 وفيات ومصابين    إصابة رئيس مباحث أطفيح و6 آخرين أثناء ضبط هارب من حكم قضائي    القنوات الناقلة لمباراة السعودية وهايتي مباشر اليوم في كأس الكونكاكاف الذهبية 2025    عادل مصطفى: الأهلى قدم أفضل شوط له من 10 سنوات وفقدان التركيز سبب التراجع    "نقل النواب" تناقش طلبات إحاطة بشأن تأخر مشروعات بالمحافظات    أحمد موسى: «إسرائيل تحترق والقبة الحديدية تحولت إلى خردة»    3 طرق شهيرة لإعداد صوص الشيكولاتة في المنزل    كيف تنظم المرأة وقتها بين العبادة والأمور الدنيوية؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    وزير الشئون النيابية يحضر جلسة النواب بشأن قانون تنظيم بعض الأحكام المتعلقة بملكية الدولة في الشركات المملوكة لها    بوستات تهنئة برأس السنة الهجرية للفيس بوك    جبل القلالي يحتفل بتجليس الأنبا باخوميوس أسقفًا ورئيسًا للدير (صور)    تنسيقية شباب الأحزاب تحتفل بمرور 7 سنوات على تأسيسها.. وتؤكد: مستمرين كركيزة سياسية في الجمهورية الجديدة    صحيفة أحوال المعلم 2025 برابط مباشر مع الخطوات    ترقب وقلق.. الأهالي ينتظرون أبناءهم في أول أيام امتحانات الثانوية العامة| شاهد    بمناسبة العام الهجري الجديد 1447.. عبارات تعليمية وإيمانية بسيطة للأطفال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من محمد علي إلي مبارك
حکام نهضوا بمصر وطغاة سقطوا من ذاکرة التاريخ
نشر في أخبار اليوم يوم 29 - 06 - 2012


الملك فاروق
207 أعوام مرت علي ميلاد مصر الحديثة التي وضع واسس قواعدها محمد علي باشا، شهدت تلك الفترة تولي 14 واليا وخديوي وسلطانا وملكا ثم رئيسا للجمهورية، اختلفت أساليب حكمهم فمنهم من بحث عن مجده الشخصي وقدم فروض الولاء والطاعة للدولة العثمانية وللاحتلال حتي يضمن بقاءه اطول فترة في الحكم، ومنهم من حمل علي عاتقه بناء الدولة المصرية العصرية ، ومنهم من بحث عن تحرير الارض من المحتلين والغزاة وحمل لواء القومية العربية علي عاتقه، ومنهم من قدم اعظم انتصارات التاريخ، وآخرون تركوا مصلحة الوطن ولهثوا وراء توريث الحكم لابنائهم ، وجاءت ثورة 25 يناير لتكتب تاريخا جديدا لمصر يكون للمواطن فيه حق اتخاذ القرار وتقرير المصير واختيار من يحكمه علي اساس الحرية والعدل بشكل يضاهي به اعظم واعتق النظم الديمقراطية في العالم .. سطور نحكي فيها مشوار حكام مصر من عصر محمد علي حتي سقوط مبارك في 25 يناير 2011:
محمد علي باشا، المُلقب بالعزيز أو عزيز مصر، هو مؤسس مصر الحديثة وحاكمها ما بين عامي 1805 إلي 1848 استطاع أن يعتلي عرش مصر عام 1805 بعد أن بايعه أعيان البلاد ليكون واليًا عليها، بعد أن ثار الشعب علي سلفه خورشيد باشا، ومكّنه ذكاؤه واستغلاله للظروف المحيطة به من أن يستمر في حكم مصر لكل تلك الفترة، ليكسر بذلك العادة التركية التي كانت لا تترك واليًا علي مصر لأكثر من عامين.
خلال فترة حكم محمد علي، استطاع أن ينهض بمصر عسكريًا وتعليميًا وصناعيًا وزراعيًا وتجاريًا، مما جعل من مصر دولة ذات ثقل.
اتجه محمد علي إلي بناء دولة عصرية علي النسق الأوروبي في مصر، واستعان في مشروعاته الاقتصادية والعلمية بخبراء أوروبيين ومنهم بصفة خاصة السان سيمونيون الفرنسيون الذين أمضوا في مصر بضع سنوات في ثلاثينيات القرن التاسع عشر وكانوا يدعون إلي إقامة مجتمع نموذجي علي أساس الصناعة المعتمدة علي العلم الحديث. وكانت أهم دعائم دولته العصرية سياسته التعليمية والتثقيفية الحديثة.
إبراهيم الابن
ثم تولي إبراهيم باشا الابن الأكبر لوالي مصر محمد علي باشا منصبا كقائم علي العرش نيابة عن أبيه من 2 مارس حتي 10 نوفمبر 1848 وقاد حملة عسكرية علي وسط الجزيرة العربية وقضي علي الدولة السعودية الأولي وعين بعام 1848 نائبًا عن أبيه في حكم مصر، وكان أبوه في ذلك الوقت لا يزال حيًا، إلا أنه كان قد ضعفت قواه العقلية وأصبح لا يصلح للولاية. وتوفي قبل والده في نوفمبر من العام نفسه، وكان عضد أبيه القوية وساعده الأشد في جميع مشروعاته،
عهد الرجعية
عباس حلمي الأول، حاكم مصر بين عامي 1848 - 1854 ووصف المؤرخون عهده بعهد الرجعية، ففيه وقفت حركة التقدم والنهضة التي ظهرت في عهد جده محمد علي باشا. تولي الحكم لمدة خمس سنوات ونصف السنة، وكان يبدو خلالها غريب الأطوار، شاذًا في حياته، كثير التطير، فيه ميل إلي القسوة، سيئ الظن بالناس، ولهذا كان كثيرا ما يأوي إلي العزلة، ويحتجب بين جدران قصوره.
وقد أساء الظن بأفراد أسرته وبكثير من رجالات محمد علي باشا وإبراهيم باشا وخيل له الوهم أنهم يتآمرون عليه فأساء معاملتهم وخشي الكثير منهم علي حياتهم فرحل بعضهم إلي الأستانة والبعض إلي أوروبا خوفًا من بطشه، وإشتد العداء بين الفريقين طول مدة حكمه.
قناة السويس
تولي بعد ذلك محمد سعيد باشا، والي مصر من سلالة الأسرة العلوية، تولي الحكم من 24 يوليو 1854 إلي 18 يناير 1863 تحت حكم الدولة العثمانية. كان الابن الرابع لمحمد علي. تلقي تعليمه في باريس وكان ذو نزعة غربية، ومن الأعمال في عهده : تأسيس البنك المصري في عام 1854م، وأعطي فرديناند ديليسبس الموافقة علي حفر قناة السويس، وقام بإغلاق المدارس العليا (الكليات) التي أنشأها والده محمد علي باشا، وقال بعد إغلاقها: أمة جاهلة أسلس قيادة من أمة متعلمة، وقام بتخفيض الضرائب علي الأراضي الزراعية، وأسقط المتأخرات عن الفلاحين ومنحهم حق تملك الأرض.
نهضة إسماعيل
الخديو إسماعيل .. خامس حكام مصر من الأسرة العلوية وذلك من 18 يناير 1863 إلي أن خلعته إنجلترا عن العرش في 26 يونيو 1879 خلال حكمه أعطي مصر دفعة قوية للمعاصرة وحصل علي لقب خديو من السلطان العثماني بموجب فرمان مقابل زيادة في الجزية، وتم بموجب هذا الفرمان أيضًا تعديل طريقة نقل الحكم لتصبح بالوراثة لأكبر أبناء الخديو سنًا، امتد نفوذ الإدارة المصرية في عهده علي طول ساحل البحر الأحمر الغربي وبعض أجزاء من بلاد الصومال، وفي عهده تمت العديد من الإصلاحات حيث تم تحويل مجلس المشورة الذي أسسه جده محمد علي باشا إلي مجلس شوري النواب، وأتاح للشعب اختيار ممثليه. وافتتحت أولي جلساته في 25 نوفمبر 1866. ووضع تنظيم إداري للبلاد، وإنشاء مجالس محلية منتخبة للمعاونة في إدارة الدولة، والانتهاء من حفر قناة السويس وإقامة احتفالاتها وإنشاء قصور فخمة مثل قصر عابدين وقصر رأس التين وقصر القبة وإنشاء دار الأوبرا وحفر ترعة الإبراهيمية في صعيد مصر، وترعة الإسماعيلية في شرق الدلتا، وإنشاء أول مدرسة لتعليم الفتيات في مصر، وهي مدرسة السنية وإنشاء دار العلوم لتخريج المعلمين وإنشاء دار الكتب وإنشاء الجمعية الجغرافية ودار الآثار بالاضافة الي ظهور الصحف مثل الأهرام والوطن ومجلة روضة.
الثورة العرابية
وجاء بعد ذلك الخديو توفيق، سادس حكام مصر من الأسرة العلوية وهو محمد توفيق بن إسماعيل بن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا، وهو الابن الأكبر للخديو إسماعيل، شهد عهده الثورة العرابية، ثم الاحتلال البريطاني الذي حظي بتأييده. وفي عام 1884 سقطت الخرطوم في يد الثورة المهدية وقتل الحاكم المصري للسودان تشارلز جورج غوردون وفقدت مصر حكم السودان. وأصدر 1 مايو 1883 القانون النظامي، والذي بمقتضاه شكل مجلس شوري القوانين. وتوفي في قصر حلوان بالقاهرة في 7 يناير 1892
مناهضة الاحتلال
نصب عباس حلمي الثاني، خديوي علي مصر في 8 يناير 1892 وهو أكبر أولاد الخديو توفيق، حاول أن ينتهج سياسة إصلاحية ويتقرب إلي المصريين ويقاوم الاحتلال البريطاني، فانتهز الإنجليز فرصة بوادر نشوب الحرب العالمية الأولي وكان وقتها خارج مصر، فخلعوه من الحكم وطلبوا منه عدم العودة ونصبوا عمه حسين كامل سلطانا علي مصر بدلا من أن يكون خديوي. وفرضوا علي مصر الحماية رسميا، ويوجد في القاهرة كوبري باسمه وهو كوبري عباس الذي يربط بين جزيرة منيل الروضة والجيزة.
السلطان حسين
بعد وفاة الخديو توفيق تولي السلطان حسين كامل حكم مصر والسودان من 19 سبتمبر 1914 وحتي 9 أكتوبر 1917، وذلك خلال الاحتلال البريطاني.
نصب حسين كامل سلطانًا علي مصر بعدما عزل الإنجليز ابن أخيه الخديو عباس حلمي الثاني وأعلنوا مصر محمية بريطانية في عام 1914 وذلك في بداية الحرب العالمية الأولي. وكانت تلك الخطوة قد أنهت السيادة الاسمية للعثمانيين علي مصر، ويلاحظ أن لقب "سلطان" هو نفس اللقب لرأس الدولة العثمانية. وقبل توليه السلطة في مصر سبق له أن تولي نظارة الأشغال العمومية، فأنشأ سكة حديد القاهرة - حلوان، ثم نظارة المالية فرئاسة مجلس شوري القوانين.
مصر الملكية
فؤاد الاول، سلطان مصر من 1917 إلي 1922 ثم غير اللقب وأصبح ينادي بملك مصر وسيد النوبة وكردفان ودارفور، وذلك منذ إعلان استقلال مصر في 15 مارس 1922 بعد تصريح 28 فبراير 1922 برفع الحماية عن مصر. عند وفاة السلطان حسين كامل رفض ابنه الأمير كمال الدين حسين أن يخلفه، فاعتلي عرش مصر بدلا منه. وفي عهده قامت ثورة 1919 واضطر الإنجليز إلي رفع حمايتهم عن مصر والاعتراف بها مملكة مستقلة ذات سيادة، فأعلن الاستقلال في 15 مارس 1922، وتم في عهده تأليف أول وزارة شعبية برئاسة سعد زغلول وذلك في يناير من عام 1924. وفي صيف 1936 عقدت معاهدة بين مصر والمملكة المتحدة اعترفت الأخيرة بمصر دولة مستقلة.
وتوفي في 28 أبريل 1936 بقصر القبة، ودفن في مسجد الرفاعي.
آخر الملوك
الملك فاروق، آخر ملوك المملكة المصرية وآخر من حكم مصر من الأسرة العلوية. استمر حكمه مدة ستة عشر سنة إلي أن أرغمته ثورة 23 يوليو علي التنازل عن العرش لابنه الطفل أحمد فؤاد والذي كان عمره حينها ستة شهور والذي ما لبث أن خلع، بتحويل مصر من ملكية إلي جمهورية، وبعد تنازله عن العرش أقام في منفاه بروما.
اتسم عهد الملك فاروق بعدم الاستقرار في الحكم، وعدم تطبيق الدستور وكثرة التدخل في الانتخابات، ووقع في كرهه لحزب الوفد وهو حزب الأغلبية وتحالف مع الأحزاب الصغيرة كالسعديين والدستوريين هذا إلي جانب نشاط الشرطة السرية في ملاحقة السياسيين واغتيال حسن البنا علي أيديهم، بعد أن قامت جماعة الإخوان المسلمين باغتيال سياسيين من أحزاب اخري في ذلك الوقت.
وأطاحت به حركة الضباط الأحرار المكونة من مجموعة من الضباط صغار السن نسبيًا بقيادة اللواء محمد نجيب وذلك بعد ثورة 23 يوليو التي تمت في 23 يوليو 1952. وتنازل عن العرش في 26 يوليو 1952 لإبنه أحمد فؤاد الثاني، علمًا بأن الضباط الأحرار كانوا قد قرروا الاكتفاء بعزله ونفيه من مصر، بينما أراد بعضهم محاكمته وإعدامه كما فعلت ثورات أخري مع ملوكها.
جمهورية نجيب
اللواء أركان حرب محمد نجيب، أول رئيس لمصر الجمهورية، لم يستمر في سدة الحكم سوي فترة قليلة بعد إعلان الجمهورية (يونيو 1953 - نوفمبر 1954) حتي عزله مجلس قيادة الثورة ووضعه تحت الإقامة الجبرية بعيداً عن الحياة السياسية لمدة 30 سنة، مع منعه تمامًا من الخروج أو مقابلة أي شخص من خارج أسرته، حتي انه ظل لسنوات عديدة يغسل ملابسه بنفسه، وشطبوا اسمه من كتب التاريخ والكتب المدرسية، وفي سنواته الأخيرة نسي كثير من المصريين أنه لا يزال علي قيد الحياة حتي فوجئوا بوفاته. وكان أول حاكم مصري يحكم مصر حكماً جمهورياً بعد أن كان ملكياً بعد قيادته ثورة 23 يوليو التي انتهت بعزل الملك فاروق. أعلن مباديء الثورة الستة وحدد الملكية الزراعية. وكان له شخصيته وشعبيته المحببة في صفوف الجيش المصري والشعب المصري. حتي قبل الثورة لدوره البطولي في حرب فلسطين.
القومية العربية
لم يكن جمال عبد الناصر ثاني رؤساء مصر فقط بعد ان تولي السلطة في 1954، بعد الرئيس محمد نجيب، إلي وفاته سنة 1970. ولم يكن فقط أحد قادة ثورة 23 يوليو 1952 ولكن يعتبر عبد الناصر من أهم الشخصيات السياسية في الوطن العربي وفي العالم النامي للقرن العشرين والتي أثرت تأثيرا كبيرا في المسار السياسي العالمي. حيث عرف عنه قوميته وانتماؤه للوطن العربي، وأصبحت أفكاره مذهبا سياسيا سمي تيمنا باسمه وهو "الفكر الناصري" والذي اكتسب الكثير من المؤيدين في الوطن العربي خلال فترة الخمسينيات والستينيات. وبالرغم من أن صورة جمال عبد الناصر كقائد اهتزت بعد نكسة 67 إلا أنه ما زال يحظي بشعبية وتأييد بين كثير من مؤيديه، والذين يعتبرونه "رمزا للكرامة والحرية العربية ضد استبداد الاستعمار وطغيان الاحتلال".
تعددت انجازات عبد الناصر علي المستوي القومي بدأت بتأميم قناة السويس وإنشاء السد العالي وتأسيس منظمة عدم الانحياز مع الرئيس اليوغوسلافي تيتو والإندونيسي سوكارنو والهندي نهرو وتأميم البنوك الخاصة والأجنبية العاملة في مصر، وإصدار قوانين الإصلاح الزراعي وتحديد الملكية الزراعية والتي بموجبها صار فلاحو مصر يمتلكون للمرة الأولي الأرض التي يزرعونها وتم تحديد ملكيات الاقطاعيين بمائتي فدان فقط، كما شهد عهده إنشاء التليفزيون المصري 1960 واصدار قوانين يوليو الاشتراكية 1961 وإبرام اتفاقية الجلاء مع بريطانيا العام 1954 والتي بموجبها تم جلاء آخر جندي بريطاني عن قناة السويس ومصر كلها في الثامن عشر من يونيو 1956 وإنشاء معرض القاهرة الدولي للكتاب، والتوسع في التعليم المجاني علي كل المراحل ، واخيرا إنشاء التنظيم الطليعي.
نصر أكتوبر
تسلم محمد أنور محمد السادات، الحكم بعد وفاة عبدالناصر مباشرة واستمر في سدته حتي تم اغتياله في 6 أكتوبر1981.
بعد وفاة الرئيس جمال عبدالناصر في 28 سبتمبر 1970 وكونه كان نائبا للرئيس أصبح رئيساً للجمهورية. وقد اتخذ في 15 مايو 1971 قراراً حاسماً بالقضاء علي مراكز القوي في مصر وهو ما عرف بثورة التصحيح، وفي نفس العام أصدر دستورا جديدا لمصر.
أقدم السادات علي اتخاذ قرار مصيري له ولمصر وهو قرار الحرب ضد إسرائيل التي بدأت في 6 أكتوبر 1973 عندما استطاع الجيش كسر خط بارليف وعبور قناة السويس فقاد مصر إلي أول انتصار عسكري علي إسرائيل، وقرر في عام 1974 رسم معالم جديدة لنهضة مصر بعد الحرب وذلك بانفتاحها علي العالم فكان قرار الانفتاح الاقتصادي. ومن أهم الأعمال التي قام بها كان قيامه بإعادة الحياة الديمقراطية التي بشرت بها ثورة 23 يوليو ولم تتمكن من تطبيقها، حيث كان قراره الذي اتخذه بعام 1976 بعودة الحياة الحزبية حيث ظهرت المنابر السياسية ومن رحم هذه التجربة ظهر أول حزب سياسي وهو الحزب الوطني الديمقراطي كأول حزب بعد ثورة يوليو وهو الحزب الذي أسسه وترأسه وكان اسمه بالبداية حزب مصر، ثم توالي من بعده ظهور أحزاب أخري كحزب الوفد الجديد وحزب التجمع الوحدوي التقدمي وغيرهما من الأحزاب. وفي 19 نوفمبر 1977 اتخذ السادات قراره الذي سبب ضجة بالعالم بزيارته للقدس وذلك ليدفع بيده عجلة السلام بين مصر وإسرائيل. وقام في عام 1978 برحلته إلي الولايات المتحدة الأمريكية من أجل التفاوض لاسترداد الأرض وتحقيق السلام كمطلب شرعي لكل إنسان، وخلال هذه الرحلة وقع اتفاقية السلام في كامب ديفيد برعاية الرئيس الأمريكي جيمي كارتر. ووقع معاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل مع كل من الرئيس الأمريكي جيمي كارتر ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن.
بحلول خريف عام 1981 قامت الحكومة بحملة اعتقالات واسعة شملت المنظمات الإسلامية ومسئولي الكنيسة القبطية والكتاب والصحفيين ومفكرين يساريين وفي 6 أكتوبر من العام نفسه بعد 31 يوما من إعلان قرارات الاعتقال، تم اغتياله في عرض عسكري كان يقام بمناسبة ذكري حرب أكتوبر، وقام بقيادة عملية الاغتيال خالد الإسلامبولي التابع لمنظمة الجهاد الإسلامي.
ثورة الجمهورية الثانية
الرئيس الرابع لجمهورية مصر العربية هو محمد حسني مبارك الذي تولي رئاسة الجمهورية عقب اغتيال السادات وتحديدا 14 أكتوبر 1981 حتي أجبر علي التنحي في 11 فبراير 2011. تقلد الحكم في مصر رئيسا للجمهورية وقائدا أعلي للقوات المسلحة المصرية ورئيسا الحزب الوطني الديمقراطي وتعتبر فترة حكمه رابع أطول فترة حكم في المنطقة العربية ، بعد السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان والرئيس اليمني علي عبد الله صالح والأطول بين ملوك ورؤساء مصر منذ محمد علي باشا.
وأعيد انتخابه رئيساً للجمهورية خلال استفتاء علي الرئاسة في أعوام 1987 و1993 و1999 و2005 لخمس فترات متتالية.
علي المستوي الاقتصادي لم يستطع حسني مبارك أن يحقق ما كان يعد به دائما من تحقيق الاستقرار الاقتصادي وحماية محدودي الدخل بل ظل الاقتصاد يعاني حتي الآن من مشاكل كبيرة خاصة بعد تبنيه عمليات الخصخصة التي أثير حولها الكثير من الشكوك والمشاكل من حيث عدم جدواها وإهدارها للمال العام.. وأنها كانت في صالح المستثمرين وأصحاب رءوس الأموال فقط.. كما أنه لم يستطع تحقيق معدلات معقولة من نسبة البطالة، ومن أهم ما يميز الأداء الاقتصادي في عهد الرئيس مبارك ارتفاع الدين الداخلي إلي 300 مليار جنيه بخلاف مديونية الهيئات الاقتصادية التي تبلغ 39 مليار جنيه. كما بلغ الدين الخارجي 27 مليار دولار وارتفاع قيمة الفوائد المحلية في الموازنة إلي 22.9، والفوائد الخارجية إلي 2.3 مليار جنيه، كما بلغت الاقساط المحلية 6.3 مليار جنيه، والاقساط الخارجية 2.5 مليار جنيه، وبلغ عبء الدين العام بنوعيه 34 مليار جنيه، بنسبة 26.7 في المائة من اجمالي الموازنة العامة للدولة بالتوازي مع وضع مصر في قائمة أكثر 25 دولة فسادا في تقرير البنك المركزي، كما شهد عصره تزايد الاضرابات العمالية وانتشار ظاهرة التعذيب في مراكز الشرطة، واستفحال ظاهرة العنف ضد المرأة. وازداد عدد المعتقلين في السجون، إذ وصل عدد المعتقلين السياسيين إلي ما يقرب من ثمانية عشر ألف معتقل، وفي عصره تزايد عدد الفقراء حيث أشار تقرير نشر في فبراير 2008 الي أن "11 مليون مواطن يعيشون في 961 منطقة عشوائية".
وجاءت ثورة 25 يناير لتطيح بمبارك بعد 30 عاما في سدة الحكم.. ومثل مبارك في قفص الاتهام لأول مرة لاتهامه بالتحريض علي قتل المتظاهرين، وجاء معه في قفص الاتهام وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي ومعاونوه، وحكم عليه بالسجن المؤبد صباح يوم السبت 2 يونيو الماضي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.