قال أحد نشطاء الثورة إن عددا من ممثلى الأحزاب السياسية رحبوا فى اجتماع عقدوه بحزب الوفد يوم 23 يناير الحالى، بمشاركة مجموعات «البلاك بلوك»، أو «الكتلة السوداء»، فى فعاليات إحياء الذكرى الثانية للثورة، الجمعة الماضية، رغم علمهم بنية هذه المجموعات ارتكاب أعمال عنف فى القاهرة وعدة محافظات. وروى الناشط، الذى طلب عدم الكشف عن هويته، ل«الشروق»، تفاصيل ما جرى خلال الاجتماع، الذى عقد للاتفاق على الفعاليات المقرر تنظيمها فى الذكرى الثانية للثورة، قائلا "لم يمانع ممثلو أحزاب الوفد والمصريين الأحرار والمصرى الديمقراطى الاجتماعى والجبهة الديمقراطية وتحالف ثوار المعادى من مشاركة بلاك بلوك، وقالوا: لا مانع من الاستفادة منهم؛ فالنظام الحاكم نفسه يلجأ للعنف لتحقيق أهدافه".
وأضاف الناشط: «لا أحد يعلم هوية هؤلاء، هم فى الغالب مجموعات من البلطجية المنظمين الممولين من قبل بعض رجال الأعمال وفلول النظام السابق الذين يدفعون بهم لإثارة الفوضى».
فى المقابل نفى حسام فودة، أمين شباب حزب المصريين الأحرار، ما نُسب لشباب الحزب، مؤكدا رفض أحزاب جبهة الإنقاذ الوطنى لكل أشكال العنف، ومحملا فى الوقت ذاته جماعة الإخوان المسلمين مسئولية تصاعد الأحداث واشتعال العنف وسقوط شهداء.
وشدد فودة على عدم تواصل شباب الجبهة مع أعضاء ال«بلاك بلوك»، وتساءل: «لماذا ظهرت هذه المجموعات الآن، عندما بدأنا الثورة ضد الإخوان؟»، مضيفا أن «المجلس العسكرى كان يتحدث عن وجود طرف ثالث، والإخوان يتحدثون عن بلاك بلوك»، قائلا «من الوارد أن يكون للإخوان يد فى ظهور البلاك بلوك".
وكان للائتلافات الثورية ردود فعل متباينة تجاه مشاركة هذه المجموعات فى احتجاجاتهم المطالبة بتشكيل حكومة الإنقاذ الوطنى وتعديل الدستور، ففى الوقت الذى دعا فيه بعضهم «البلاك بلوك» للالتزام بسلمية المظاهرات، رحب آخرون بهم بدعوى أن "العنف المفرط الذى تمارسه الأجهزة الأمنية دفع هؤلاء للجوء للعنف".
وقال عمرو حامد، عضو المكتب التنفيذى لاتحاد شباب الثورة، إن "العنف المفرط الذى تمارسه الأجهزة الأمنية، المحمية بغطاء سياسى من الرئيس محمد مرسى، تسبب فى تحول بعض الثوار للعنف وهو ما حدث مع مجموعات البلاك بلوك".
وأضاف "هذه المجموعة ليست مكونة من البلطجية كما يروّج البعض، إنما هم مجموعة من الشباب الثائر الذى اضطر للجوء إلى العنف بسبب تعرضهم للقمع".
أما محمود عفيفى، المتحدث باسم حركة شباب 6 إبريل، فدعا هذه المجموعات لنبذ العنف والالتزام بسلمية المظاهرات، «لأن العنف لا يحقق أى نتيجة سوى العنف المضاعف»، على حد تعبيره.