استمرارا لمسلسل التصعيد المتبادل بين الحكومة وجماعة الإخوان المسلمين، شنت الأجهزة الأمنية فى الساعات الأولى من صباح يوم الأحد حملة مداهمات أسفرت عن اعتقال أربعة من قيادات الجماعة، على رأسهم الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح عضو مكتب الإرشاد والأمين العام لاتحاد الأطباء العرب ، ود. فتحى لاشين عضو سابق بمكتب الإرشاد والخبير الإدارى فى الجماعة والمستشار السابق بوزارة العدل، ود. جمال عبدالسلام مدير لجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب ومرشح الإخوان فى انتخابات 2005، وعبدالرحمن الجمل القيادى الإخوانى بمحافظة الغربية. وكشفت أسرة أبوالفتوح، أن الأمن استولى أثناء القبض على والدهم على أجهزة كمبيوتر وبعض المتعلقات الكتابية وأوراق وكتب تخص الجماعة والاتحاد، فيما تمت مصادرة مبالغ مالية لم يتم حصرها حتى الآن من منزل فتحى لاشين، وعرض المعتقلون على النيابة فى وقت متأخر من مساء الأحد. وبالرغم من صدور قرار من محكمة الجنايات يوم الأحد بإخلاء سبيل د.أسامة نصر عضو مكتب الإرشاد و13 من قيادات الجماعة الذين اعتقلتهم أجهزة الأمن على خلفية القضية التى عرفت إعلاميا ب«إحياء التنظيم الدولى للإخوان»، توقعت مصادر قانونية بالجماعة أن يتم إقحام أبوالفتوح والقيادات الأربعة فى نفس القضية، حيث ورد اسمه فى مذكرة تحريات مباحث أمن الدولة التى أحيلت القضية على أساسها إلى النيابة. وقال عبدالمنعم عبدالمقصود محامى الإخوان إن «قضية التنظيم الدولى» هى قضية سياسية فى الأساس ولا تتوافر فيها أركان الجريمة، لذا فإن إجراءات تجديد حبس المتهمين فيها غير قانونى، ودلل على ذلك بقرار المحكمة بإخلاء سبيل المجموعة، وتوقع أن يتكرر السيناريو مع أبوالفتوح وباقى المعتقلين الجدد، لكنه عبر عن خشيته من اعتقال بعض قيادات الجماعة الذين وردت أسماؤهم فى تلك القضية ومنهم د. محمد سعد الكتاتنى رئيس الكتلة النيابية للجماعة والنائب سعد الحسينى عضو مكتب الإرشاد، والنائب حمدى حسن. وأكدت المصادر تأثير غياب أبوالفتوح على ترتيب البيت الإخوانى من الداخل خاصة أن الجماعة ستشهد تغييرات كبرى فى صفوف قيادتها خلال المرحلة القادمة حيث ستجرى انتخابات لمجلس شورى الجماعة نهاية العام الجارى، يعقبها انتخابات مكتب الإرشاد واختيار مرشد ثامن للجماعة. وقال د. محمد حبيب نائب المرشد «إن حملة الاعتقالات التى شنتها الأجهزة الأمنية على قيادات الجماعة تعد دليلا واضحا على ارتباك النظام وفشله فى حل المشكلات التى يعانى منها الشعب المصرى». وأضاف: «إن الاعتقالات تأتى فى إطار الهجمة التى يشنها النظام ضد الجماعة، بهدف التضييق عليها وإقصائها من الحياة السياسية المصرية»، مشيرا إلى أن عدد المعتقلين من صفوف وقيادات الجماعة وصل خلال الأشهر الأخيرة إلى أكثر من 146 معتقلا. وانتقد د.عصام العريان مسئول الملف السياسى للجماعة وعضو مجلس إدارة نقابة الأطباء التصعيد الأمنى ضد منظمة مهنية عربية اتحاد الأطباء العرب ، وذلك باعتقال اثنين من أبرز أعضائها وهما أبوالفتوح أمينها العام ود.جمال عبدالسلام مسئول لجنة الإغاثة، معتبرا تلك الخطوة التصعيدية خصما من رصيد مصر القومى والعربى. وطالب العريان بضرورة الإفراج عن د.فتحى لاشين نظرا لظروفه الصحية حيث أجرى عمليتى زرع كلى وكبد مؤخرا. يذكر أن الأجهزة الأمنية اعتقلت الأسبوع الماضى د.محمود حسين عضو مكتب إرشاد الجماعة، وتسعة من قيادات الإخوان بالصعيد، كما اعتقل آخرون من دمياط أثناء رحلة إلى مرسى مطروح.