حذّر خبراء من وقف صادرات مصر من المحاصيل والفواكه إلى الدول العربية، وتعريضها لخسائر، بعد صدور تقارير بالسعودية تشير إلى ارتفاع نسبة "متبقيات" المبيدات عن المسموح به في تلك المحاصيل، فيما قللت وزارة الزراعة من أهمية هذه التقارير. وذكرت تقارير أن السعودية فرضت ضوابط جديدة على الحاصلات الزراعية المستوردة من مصر، بعد أن أثبتت نتائج التحاليل المخبرية السعودية وجود متبقيات مبيدات لعينات مأخوذة من ثمار عشوائية، وهو ما جعلها تحظر استيراد بعض الحاصلات من مصر.
من جهته، نفى الدكتور محمد رفعت، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي بوزارة الزراعة، المسئول الأول عن تصدير الحاصلات بعد التأكد من سلامتها، صحة ما نشره الإعلام السعودي من تقارير، مؤكدا أنه "تلقى فقط خطابا من وزارة الزراعة السعودية يطالب بإرفاق شهادة من جهة رسمية مصرية مع كل إرسالية لمحصول الفراولة فقط، كما طالبت بأن تكون متبقيات المبيدات في المحاصيل في الحدود المسموح بها".
وأكد رفعت أن هذا الإجراء تقوم به جميع الدول، ومنها مصر، حيث تشترط ما يناسبها من إجراءات للحفاظ على سلامة الغذاء وصحة مواطنيها، وأن مصر تقوم بمثل هذا الإجراء تجاه الشحنات التي تدخل البلاد من أقماح ومحاصيل أخرى.
وأضاف رفعت أن وزارة الزراعة تجري دراسة الآن لتمرير جميع الحاصلات الزراعية المصدرة على معمل متبقيات المبيدات، من أجل الحفاظ على سمعة الحاصلات الزراعية.
وفي السياق ذاته، حذر الدكتور نادر نور الدين، خبير بورصات الحبوب العالمية، من أن تتحفظ بعض الدول العربية على الصادرات المصرية تأثرا بقرار السعودية.
وأكد نور الدين ارتفاع نسبة المبيدات في الفراولة المصرية المصدرة للسعودية، خاصة مع استخدام مبيد ميثيل البروميد، شديد السمية، في تعقيم التربة قبل بدء الزراعة، واستخدامه في تعقيم المحصول عقب الحصاد وقبل التصدير، للقضاء على البكتريا والفطريات.
وأوضح أن ميثيل البروميد من المركبات شديدة الخطورة على الصحة العامة، وقد يؤدي لتدمير الجهاز العصبي وتعريض الإنسان لأزمات تنفسية، مضيفا أن دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا حظرتا استخدامه لآثاره الضارة بالبيئة والصحة العامة منذ عام 2005، إلا أن بعض الدول لا تزال تستخدمه، ومن بينها مصر.
كانت لجنة مبيدات الآفات الزراعية التابعة لوزارة الزراعة انتهت فى اجتماع سابق لها، منذ نحو الشهر، إلى حظر استخدام مبيد "ميثيل البروميد"، ووقف استخدامه نهائيا عام 2014 ، بسبب خطورته على البيئة والصحة، وتأثيره أيضا على الأوزون.
يذكر أن اتفاقية مونتريال العالمية،قالت إنه "يتعين أن يكون استهلاك مصر من مبيد ميثيل البروميد صفرا في عام 2014".