لليوم الأربعين على التوالي، تواصل، اليوم الأحد، اعتصام مئات النشطاء المعارضين للرئيس محمد مرسي ولحكم جماعة الإخوان، في ميدان التحرير، ونفى عدد منهم صحة الشائعات التي تداولتها عدة مواقع إلكترونية بشأن فض الاعتصام وإزالة بعض الخيام، مؤكدين استمرار الاعتصام حتى الذكرى الثانية لثورة يناير، في الخامس والعشرين من الشهر المقبل، معربين عن تمسكهم بمطالبهم المتمثلة في "إسقاط الدستور والقصاص لشهداء الثورة". "صامدون ضد الدستور"
"كثير من حالات الفشل في الحياة كانت لأشخاص لم يدركوا كم كانوا قريبين من النجاح عندما أقدموا على الاستسلام" .. أمام خيمة مكتوب عليها العبارة السابقة، بحديقة مجمع التحرير، جلس عضو حزب الدستور، وأحد المعتصمين، إبراهيم عبد الرحمن، يستقبل النهار، في ساعاته الأولى، ولم يكن يعلم بما تداولته عدة مواقع الكترونية بشأن قرار المعتصمين بفض الاعتصام، قال إبراهيم :" نحن مستمرون في الاعتصام، ولا نيّة لدينا لإنهائه قبل تحقيق أهدافنا بإسقاط الدستور وإسقاط حكم الإخوان، أنا معتصم بصفة فرديّة، فقد علّق حزب الدستور اعتصامه بالميدان قبل نحو أسبوع، وجبهة الإنقاذ لا تمثلني، فقد تجاهلت مطلب المعتصمين بمقاطعة الاستفتاء، ثم شاركت فيه، ورغم التزوير الذي وقع إلا أنهم قبلوا بإقرار الدستور، والآن يمهدون لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، دون أن يحققوا شيئاً من مطالبهم السابقة، ماذا عن فاتورة أحداث الاتحاديّة الدامية؟، لقد دفع الشهداء دماءهم من أجل بلد حر يكفل الحقوق لكل أبنائه، وليس من أجل الانتخابات، الجبهة خذلتنا، إذا كانت الجبهة نسيت فاتورة الأحداث الماضية فنحن لن ننساها، وصامدون حتى النهاية، وقاعدين على قلب الإخوان، ولن نتخلّى عن ثورتنا".
وعن خطاب الرئيس مرسي أمام مجلس الشوري أمس السبت قال عضو حزب الدستور: "لم يُقدم مرسي جديداً، خطاب محبط، ومتخبط، وفاشل، أشعر أن مرسي يصلح ليكون خطيباً في مسجد لا رئيسا لدولة، فهذا الخطاب وجهه لأهله وعشيرته ولم يوجهه لنا".
"الحكومة لا تعي ماذا تفعل"
عضو الحزب الشيوعي المصري، محمد دراز، قال وهو يجلس أمام خيمة اعتصامه بالكعكة الحجريّة بمنتصف الميدان: "لا نيّة لدينا لفض اعتصامنا، نحن مستمرون حتى الذكرى الثانية من ثورة يناير المجيدة، بنفس مطالبنا الأساسية المتمثلة في إسقاط الدستور والقصاص لدماء الشهداء، وما يلي ذلك من مطالب للثورة، وأهمها تحقيق العدالة الاجتماعية وكفالة الكرامة الإنسانية لكل إنسان مصري".
وعن خطاب الرئيس قال دراز: "الرئيس أدهشنا بتناقض خطابه، خاصة في الجانب الاقتصادي، مع تصريحات رئيس وزرائه، هشام قنديل؛ فالأخير يقول إننا في انهيار اقتصادي، والأول يقول إن دخلنا من السياحة خلال العامين الماضيين بلغ عشرات المليارات، فأين هذه المبالغ إذن من تمويل احتياجات الدولة ومن تلبية مطالب العاملين في القطاعات المختلفة، وإطلاق مشروعات جديدة؟، أعتقد أن الحكومة لا تعي ماذا تفعل".