هدنة «الحوار الوطني» تفصل بين معركة الاستفتاء والبرلمان

قبل ساعات من إقرار الدستور الجديد والذي سيقتح الباب لإجراء انتخابات نيابية بعد 60 يومًا من إعلان الموافقة عليه، سارعت القوى السياسية إلى تحديد خريطتها الانتخابية، وبدأت مشاورتها لتشكيل تحالفات وتكتلات لخوض المعركة البرلمانية.
واستبعد عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، أسامة سليمان، دخول الحزب في تحالفات انتخابية، مؤكدا أنه سينافس على 100% من مقاعد البرلمان، فردي وقائمة، مضيفا أن الحزب قرر رفع تمثيل مشاركة المرأة لتكون 50% من جملة القائمة، فيما يمثل الشباب 30% من القوائم الأولية.
وفيما وصف بأنه هدنة مؤقتة من الصراع السياسي الذي سبق إقرار الدستور للتوافق على مشروع قانون انتخابات جديد، قررت جبهة الإنقاذ الوطني المشاركة في الحوار الوطني، في جلسته الخامسة اليوم، بتقديم مشروع قانون للانتخابات التشريعية، تتجه الجبهة إلى خوض الانتخابات بقائمة موحدة، لمواجهة ما وصفه أحد قياداتها ب"محاولات تيارات الإسلام السياسي خطف مصر، ووقف زحف اليمين الديني على مفاصل الدولة".
وقال عبد الغفار شكر، ممثل جبهة الإنقاذ في الحوار الوطني، ل"الشروق"، إن الجبهة أعدت مشروع قانون للانتخابات يتضمن إجراؤها بنظام القائمة النسبية على كل المقاعد، ما يعني إلغاء ما نص عليه الدستور من أن تجري الانتخابات بواقع ثلثي المقاعد لنظام القائمة، والثلث للنظام الفردي.
وقالت مصادر وفدية إن الحزب يؤيد خوض الانتخابات بقائمة موحدة مع جبهة الإنقاذ، إذا خاض الإسلاميون الانتخابات بقائمة واحدة، وهو الاتجاه الذي يؤيده حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي، بينما يرفض شباب التيار الدخول في تحالف انتخابي مع الجبهة بسبب اعتراضهم على عضوية حزب المؤتمر الذي يترأسه عمرو موسى المرشح الرئاسي السابق.
وفي حين دعا حزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، القوى الإسلامية إلى تشكيل جبهة لمواجهة تكتل الأحزاب العلمانية والليبرالية، دبت خلافات في حزب النور السلفي تهدد بانقسامه وتفتت أصواته في الانتخابات، بعدما أُعلن عن نية رئيس الحزب، الدكتور عماد عبد الغفور، تقديم استقالته في حين استقال بالفعل عدد كبير من الأعضاء المؤسسين، تمهيدا لتشكيل حزب جديد تحت اسم "الوطن".
وقالت مصادر بحزب النور إن الحزب يتجه إلى خوض الانتخابات بقائمة منفردة، مجددة نفيها وجود تحالف مع حزب الحرية والعدالة.
من جهة أخرى، قال سيد مصطفى المنسق العام لحركة أمتنا التابعة لحركة "حازمون" إن الشيخ حازم أبو إسماعيل سيعلن عن حزب جديد الأسبوع المقبل، وسيكون "أقوى الأحزاب الموجودة على الساحة"، فيما أكدت مصادر أن أبو إسماعيل سيسعى إلى تشكيل تحالف انتخابي سلفي لا يضم حزب النور.