انتقادات حادة تطارد المسئولين فى ماسبيرو على مواقع التواصل الاجتماعى، وذلك بعد أن كشف عبدالناصر البنا رئيس تحرير برنامج «مباشر من مصر» والذى يبث على شاشة الفضائية المصرية عن قائمة أسماء الشخصيات الممنوعة من الظهور على شاشة التليفزيون المصرى، والتى تضمنت عددا من السياسيين والكتاب والصحفيين، وكان من بينهم الكاتبة سكينة فؤاد والباحث د. عمار على حسن والنائب السابق بمجلس الشعب جمال زهران والكتاب والصحفيون جمال فهمى وكيل نقابة الصحفيين وعبدالجليل الشرنوبى عضو فى جبهة الإبداع، وعبدالحليم قنديل رئيس تحرير صحيفة صوت الأمة وخالد البلشى رئيس تحرير البداية وسعيد شعيب. وردا على تصريحات وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود التى نفى فيها وجود قوائم للممنوعين، وتحديه بأن يأتى أحد بما يثبت وجود هذه القوائم قال البنا إن تلك القوائم غير معلنة، ولا يوزع بها منشورات كما كان يحدث فى عهد النظام السابق، لكن هذه القائمة ترسخت فى أذهان المعدين والمذيعين مع تكرار حالات الرفض والتململ من جانب رؤساء القنوات ومديرى العموم كلما طرحت تلك الأسماء كضيوف للبرامج.
وأضاف أنه عندما يسأل عن أسباب رفض أحد ضيوفه تأتى المبررات واهية ومنها ضرورة الحفاظ على التوازن بين ضيوف البرنامج أو أن الضيف قد سبق استضافته فى برنامج آخر، والحقيقة أن هناك أسماء غير مرغوب فى ظهورها على الشاشة بسبب آرائها التى لا ترضى عنها السلطة.
ورغم تأكيده أن هناك تعليمات شفهية بعدم ظهور البعض على الشاشة، لم يستبعد البنا أن تكون هناك بعض المزايدات من صغار الموظفين الذين يتملقون السلطة أملا فى الحصول على مناصب، بصرف النظر عن مدى نجاح شاشة التليفزيون المصرى فى جذب المشاهد ببرامج تقوم على المهنية وعرض ومناقشة قضايا الشارع من كل وجهات النظر.
وأشار إلى التعليمات التى ترد له على الهواء مباشرة بالقطع على أحد الضيوف كلما ارتفعت درجة حرارة الحوار، وكذلك التعليمات التى تؤكد استضافة عناصر من تيار سياسى بذاته بصرف النظر عن الموضوع المطروح.
وأضاف أن كثيرا من المعدين فى التليفزيون يحرصون على استضافة عناصر من جماعة الإخوان أو حزب الحرية والعدالة لا لتحقيق الحيادية وإنما لتمرير حلقات برامجهم بدون اعتراضات حتى لو أن موضع الحلقة لا يحتمل هذه الاستضافة، مشيرا إلى أن كثيرا من العاملين فى تليفزيون الدولة، يسيرون مع التيار السائد، ويرفعون شعار «مات الملك.. عاش الملك»، وهو ما يمثل انتكاسة جديدة لحرية الإعلام.
من جانبه لم يندهش د. جمال زهران عضو مجلس الشعب السابق من وجود اسمه بين الممنوعين من الظهور فى التليفزيون الدولة، وقال إننا نعود لتليفزيون مبارك الذى كان يقصى المعارضة، وبهذا الإقصاء للمعارضة وفرض جماعة الإخوان كقوة لها الغلبة ساهم التليفزيون المصرى فى حالة الانقسام فى الشارع السياسى المصرى، والتى انتقلت للإعلام بعد أن سعت القنوات الخاصة لتحقيق التوازن فى الشارع السياسى بانحيازها للمعارضة، واستضافت رموزها فى برامجها.
فيما أكد ضرورة أن ينحى المسئولون فى التليفزيون المصرى انتماءاتهم السياسية وأن يغلبوا المهنية والحيادية فى التناول، وأن يتعاملوا فى ماسبيرو مع هذا الجهاز الخطير باعتباره تليفزيون الشعب، وليس جهازا للتوجيه أو أداة لخدمة السلطة.
وقال زهران إنه على التليفزيون أن يستضيف كل التيارات السياسية ورموز الأحزاب دون إقصاء ودون تغليب تيار على آخر، مشيرا إلى فرض المسئولين لأعضاء حزب الحرية والعدالة على معظم البرامج، بينما يتم التضييق على تيارات أخرى.