تهديدات لإعلاميين على الهواء مطالب بنقابة تعبر عن صوت ماسبيرو الانحياز للإخوان وقائمة الممنوعات طويلة
كتبت – شيماء عيسى أنباء عن استقالة عدد من قيادات اتحاد الإذاعة والتليفزيون "ماسبيرو" تناقلتها وسائل الإعلام مؤخرا، وبالتحديد علي عبد الرحمن رئيس قطاع القنوات المتخصصة، وعصام الأمير رئيس التليفزيون، وتناولت الأنباء أن الاستقالات متعلقة بضغوط على الإعلاميين داخل ماسبيرو لتجنب استضافة شخصيات مناهضة لجماعة الإخوان أو تتسم بالعنف في الهجوم على نظام الرئيس مرسي وخاصة بعد قراراته الأخيرة المثيرة للجدل .
ومنذ ذلك الحين أطلقت عدد من الحركات الإعلامية بيانات تحتج على توجهات وزير الإعلام المنتمى لجماعة الإخوان صلاح عبد المقصود، مؤكدين إصرار الإعلاميين على الحياد التام وأن يكون التليفزيون ملكا للشعب وليس النظام ، كما اعترضوا على إحالة زملائهم للتحقيق أو إيقافهم بتهم إهانة النظام . ورأى معظم الموقعين على تلك البيانات أن التليفزيون فشل في تقديم تغطية متوازنة لمظاهرات الشارع المصري المؤيدة والرافضة للإعلان الدستوري الأخير أمام قصر الاتحادية.
بنبرة غاضبة، اعتبر عبد الناصر البنا رئيس تحرير عدد من البرامج بالفضائية المصرية وبينها "مباشر مصر" و"ع الساحة" وهي برامج ذات طابع سياسي، أن التليفزيون منذ جاء وزير الإعلام الجديد أصبح بلا هوية، وأصبح يحمل بصمة الإخوان المسلمين عليه.
وأكد البنا في تصريحات ل"محيط" أنه وزملاءه يتعرضون لضغوط رهيبة من قبل القيادات بحجة التوازن في الطرح الإعلامي، وهناك إملاءات من قبل نواب القيادات، وهم يطلبون أن يحضروا ضيفا من "الحرية والعدالة" أو التيار الإسلامي في كل مناقشة، وحين يتصلون بالشخصيات الإسلامية المطلوبة يفاجأون باشتراطاتهم الكثيرة لحضور الحلقات، مثل عدم قبول شخصيات بعينها للحوار معها أو عدم رغبتهم في الحديث أمام أكثر من طرف معارض لفكرتهم ، ناهيك عن الاتصالات من قيادات القطاعات للإعلاميين على الهواء ورؤساء التحرير للاتصال بشخصيات بعينها لطرح وجهة نظر مغايرة للضيوف ، ما يربك الإعلاميين ويحرفهم عن هدفهم في مناقشة هادئة لقضايا مصيرية .
وأضاف البنا في أنه لم يتعرض لتلك الضغوط منذ أن كان صفوت الشريف وزيرا للإعلام، رغم وجود قوائم سوداء، وأكد أن تلك القوائم تحولت بدلا من المكتوبة لقوائم شفهية، فأصبحوا يطالبونه بعدم استضافة عمار علي حسن أو جمال زهران أو جمال فهمي، وكلها شخصيات عامة مؤثرة، وتكون الحجج الواهية دائما من عينة أنهم يظهرون كثيرا في القنوات . وحين استضاف أحد البرامج الصحفي عبد الجليل الشرنوبي المستقيل من قناة مصر 25 فقد عاملت قيادات ماسبيرو الإعلامي عبد الناصر معاملة من أحدث انقلابا لا يغتفر ! وحين استضافت إحدى الحلقات الكاتبة نور الهدى زكي ، وهي ناشطة معارضة، حدث انقلاب مماثل وغضب بالاتحاد، رغم أن كل تلك الحلقات كانت تستضيف شخصيات ممثلة لتأسيسية الدستور أو لحزب الحرية والعدالة.
وذكر البنا أنه شاهد بنفسه كيف أحضر التليفزيون كاميرات لا تعكس المشهد عن قرب في ميدان التحرير، واحتشد بأعلى إمكانياته لتغطية مليونية الشرعية والشريعة بميدان النهضة، لدرجة خروج طائرة للتصوير ووجود كاميرات بأحدث التقنيات.
تهديدات للفضائية الأمر وصلت لحالة خطر، هكذا وصفت الإعلامية أيتن الموجي مقدمة برنامج "على الساحة" الذي يرأسه عبد الناصر البنا أيضا، وصرحت أن رئيس التحرير تلقى مكالمة من فريد سيد وهو عضو بالمكتب الإعلامي لحزب الحرية والعدالة ، يهدده بأن يجلبوا المذيعة "من شعرها" ويتلفظ بألفاظ نابية ، مهددا إياها إذا لم تتوقف عن مهاجمة الحزب، وكان ذلك بسبب اتصالها على الهواء بالإعلامي يسري فودة لسماع رأيه ، على الرغم من وجود ضيف بالحلقة من تأسيسية الدستور وعضو بالإخوان وهو نادر عمران . وبناء عليه تستعد الإعلامية لوقفة احتجاجية غدا أمام ماسبيرو لاستنكار أساليب الحزب الحاكم في التعامل مع الإعلاميين.
أما الإعلامي علاء أبوزيد مدير تحرير برنامج "مباشر مصر" فأكد ل"محيط" أنه تم تحويله للتحقيق بعد أن غطى مظاهرات الاتحادية الأخيرة التي شهدت اشتباكات من الفريقين المؤيد والمعارض لقرارات الرئيس مرسي، وقال أنه انحاز في تغطيته للحقيقة، ورغم ذلك فقد اعترضت القيادات على أدائه لأنهم يريدون فقط ما يتماشى مع الهوى الإخواني .
النيل الثقافية بسؤال "حافظ هريدي" رئيس تحرير برنامج "أما بعد" بقناة النيل الثقافية ، أكد للشبكة أن الضغوط ليست بالضرورة مكتوبة، فهذا الأسلوب في وضع قوائم سوداء ممنوعة من دخول ماسبيرو كان يحدث في أيام مبارك ، ولكن الجديد أن يكون هناك أشخاص غير مرغوب فيهم، وبالتالي يتعرض البرنامج الذي يقدمهم للمساءلة أو تأخير وقت العرض لموعد لا يحظى بأية مشاهدة على أقل تقدير .
كما أضاف الإعلامي المصري أن هناك حيلة يمارسها التليفزيون بحق القنوات المتخصصة، وهي دمجهم في قناة النيل للأخبار في حالة الأزمات والأحداث الكبرى، وهو ما تكرر كثيرا، وذلك لتجنب أصوات الإعلام داخل الاتحاد، وأحيانا ما يضطر المسئولون تحت الضغط للسماح بتسجيل حلقات وإذاعتها لاحقا، وهو ما جرى مع قناة النيل الثقافية ولكنهم فوجئوا بأن برامجهم تذاع فجرا !
واعتبر هريدي أن أصوات العاملين بماسبيرو ستظل مختنقة وبلا مجيب حتى تكون لهم نقابة على غرار تلك التي تتحدث باسم الصحفيين، وأكد أن المطلب يتزايد إلحاحا في الآونة الأخيرة بسبب الضغوط داخل الاتحاد . واستطرد هريدي بأن الإعلاميين في ماسبيرو أصبحوا ملكا للشعب بعد أن حاولت الأنظمة السابقة جعلهم بوقا لها ، وهم يرفضون الاستمرار بنفس السياسات القديمة التي تحرم المواطن المصري من حقه الأصيل في الحصول على المعلومة متجردة من أية توجيه أو مداهنة للنظام .
وعن تجربته الشخصية، فقد تم منع برنامج على القناة الثقافية يناقش المؤيدين والمعارضين للدستور، وكان ذلك بذريعة أن الأولوية لمناقشة مواد الدستور ذاته ! واعتبر الكاتب أنه رغم احترامهم لمن استقالوا ، لكنهم يناشدون القيادات المهنية حاليا التمسك بمطالبها وعدم القفز خارج السفينة الغارقة كما سوف يفعل كثيرون لاحقا.
أخيرا ، وبسؤاله حول إمكانية إلغاء وزارة الإعلام وتحويلها لهيئة وطنية مستقلة عن السلطة، أكد هريدي أنه لا توجد أية ضمانات بمشروع الدستور لهذا الاستقلال، واعتبر أن الأمر يمكن أن يكون مجرد إعادة تسمية للوزارة لترضية الفريق المدافع عن حرية الإعلام .
يذكر أنه على الجانب الآخر ، اكتفى علاء بسيوني رئيس الفضائية المصرية بالصمت ، ولم يشأ أن يفسر هذا المشهد، قائلا أنه مبتعد لفترة عن التصريح بسبب غضبه من كثير مما تتناقله وسائل الإعلام .
ونفى خالد السبكي، مؤسس حركة "إعلاميون أحرار" أن تكون تعليمات قيادات ماسبيرو قد شملت أية ضغوط على الإعلاميين لتوجيه أدائهم، وقال أنه التقى عدد من القيادات بينهم إسماعيل الششتاوي أمين الاتحاد ، وعلي عبد الرحمن رئيس قطاع القنوات المتخصصة، وعصام الأمير رئيس التليفزيون، وأكدوا أن التعليمات كانت بالتركيز على مناقشة الدستور ولكنها لم تقصد عدم مناقشة الإعلان الدستوري أو طرح وجهات النظر حول مشروع الدستور، من المؤيدين والرافضين.
وأكد السبكي أن المذيعين الذين تم تحويلهم للتحقيق لأنهم استضافوا شخصيات قامت بسب الرئيس ونظامه، لم يتعرضوا لأية جزاءات، وإن كان هناك اتجاه داخل ماسبيرو للاقتصاد في مناقشة الشخصيات التي تتسم بالعنف في عرض وجهة نظرها المعارضة للنظام ، بطريقة غير لائقة إعلاميا . وعن الإعلاميتين بثينة كامل وهالة فهمي، اعتبر السبكي أنهما تجاوزا الحد المسموح به للإعلامي حين عبرتا عن وجهتي نظرهما في الأحداث على الهواء. مواد متعلقة: 1. «غزلان»: شهداء الاتحادية امتداد لشهداء يناير ومستعدون لتقديم شهداء آخرون 2. «النور»: هدف المعارضة إسقاط الرئيس.. وسُيرد عليها 3. القوى الإسلامية: نمتلك أدلة على أن المعارضة تنفذ مخطط غربي لتقسم مصر