قال علاء بسيوني رئيس القناة الفضائية المصرية بأنه لم يصدر أي تعليمات لفريق برنامج "ميثاق شرف" بتجاهل متظاهري ميدان التحرير المؤيدين للدكتور محمد مرسي أمس والتركيز على متظاهري مدينة نصر من مؤيدي الفريق أحمد شفيق، مؤكدا أن المشاهد المصري أصبحت المعلومة تصله من كل مكان ويعد سخفا أن يتصور مدير أي فضائية أن بإمكانه إخفاء الحقيقة عن الجمهور . جاء ذلك تعليقا على النقاش الحاد الذي دار على الهواء مباشرة بين مقدم البرنامج شريف عبدالوهاب والمخرج حاتم عليوة، والذي قال فيه المذيع "يا جماعة نريد أن نظهر هؤلاء وهؤلاء فكلهم مصريون" ثم أردف بعد فترة : " كيف تقولون تعليمات .. بعد إذنكم اعرضوا لي الصورتين .. 10 ثواني لمدينة نصر و10 ثواني للتحرير .. واتصلوا برئيس القناة لنسأله" وهو مقطع فيديو انتشرت على الشبكات الإجتماعية باعتبارها دليلا على انحياز الإعلام المصري ضد الثورة . وأضاف بسيوني في حديثه ل"محيط" : للأسف نحن نحاسب على أخطاء أنس الفقي و"حسبنا الله ونعم الوكيل" في المتسببين فيما وصلنا له ، اليوم نحن نبذل جهدا خارقا لاستعادة المصداقية وندرك أن الشاشة ملك الشعب ولم تكن هناك تعليمات أبدا بالإنحياز لأي طرف، لكن طلبنا من المعدين ومقدمي البرامج فقط عرض كل وجهات النظر بشكل موضوعي، وعدم إظهار مواقف الإعلاميين الشخصية على الهواء، والعمل بحيادية تامة . وأكد بسيوني رئيس الفضائية أيضا أنهم طالبوا بامتلاك كاميرات ومعدات فنية لكل فضائية بعيدا عن القطاع الهندسي لأنه في حالة الأحداث السياسية الساخنة تخرج معظم الكاميرات لقطاع الأخبار ولا تبقى كاميرات كافية للفضائيات والبرامج الأخرى الغير إخبارية . كما تتعرض كاميرات قطاع الأخبار بشكل مستمر للمنع من دخول ميدان التحرير وهو ما يقلل من إمكانية نقل الأحداث مباشرة من هناك .وذلك على الرغم من أن المتظاهرين يسمحون بدخول كاميرات كل الفضائيات حتى تلك التي تسعى للتهييج أو تنحاز بشكل واضح لفريق بعينه . وأكد عدد من معدي البرامج على ما أورده رئيس الفضائية، وبينهم ضياء حامد الذي أكد أنه لا يتعرض لأية ضغوط بالنيل الثقافية ، وكذلك المعدة سوزان الفضالي بقناة النيل الثقافية وأكدت اعتراضها على أسلوب المذيع الغير مهني . فيما أكد رئيس تحرير برنامج "مباشر مصر" عبدالناصر البنا أنه يستضيف كافة الضيوف من كل الإتجاهات ببرنامجه الذي يحظى بدرجة عالية من الجرأة والمكاشفة بشهادة المتابعين واستضاف كتابا ثوريين منهم سكينة فؤاد وعبدالخالق فاروق وغيرهم. ودلل على ارتفاع سقف الحرية ببرنامجه الذي تبثه الفضائية المصرية بأنه خصص فقرة لمنسقي حملة "كاذبون" التي تهاجم المجلس العسكري وتتهمه بالخيانة ، بل وعرضت مقاطع فيديو تابعة للحملة بالبرنامج تهتف بسقوط الحكم العسكري . وبسؤاله حول برنامج "ميثاق شرف" وما جرى فيه، أكد أن مقدم البرنامج يتعمد إثبات بطولة من لا شيء، وأن ما حدث خلل ليس متعمدا، حيث لم تكن لقطات ميدان التحرير جاهزة وقت بداية البرنامج ، وهو كثيرا ما يجري، وتعرض له ببرنامجه "مباشر مصر" وفي هذه الحالة كان يتصل بمراسلين أو مصادر صحفية من قلب الميدان . وقال أنه عقب البرنامج مباشرة عرض ببرنامجه لقطات مصورة من ميدان التحرير ، وهو ما يثبت عدم تعمد التليفزيون الإنحياز لجانب على حساب آخر . وأكد عبدالله يسري مقدم برامج "صباح الخير يا مصر" و"كلام اليوم" والذي عمل طويلا في قطاع الأخبار أيضا، أن أزمة ماسبيرو تكمن في تجرؤ كل البرامج حتى الترفيهية والرياضية على الحديث في السياسة بلا علم ولا دراية من أصحابها ، وأكد أن كل الأخطاء التي تحدث تكون اجتهادات شخصية من أصحابها وليس بإملاءات . كما أكد يسري أن كل فضائية تكون لها سياستها وذلك ليس عيبا فيها بشرط اتباع الأسس المهنية في العمل بوجه عام . على النقيض يقول عمر الحضري ب"ائتلاف شباب ثوار ماسبيرو" أن التليفزيون المصري موالٍ للنظام قبل الثورة وبعدها، مرددا ما قاله جوبلز وزير إعلام هتلر "أعطني إعلاما بلا ضمير .. أعطك شعبا بلا وعي" ووصف الحضري التليفزيون والإعلام الرسمي بأشكاله عموما بأنه أحد أعمدة الثورة المضادة إلى جانب القضاء والمجلس العسكري . وأكد أن أداء مقدمي البرامج في التليفزيون متراجع وآخر مثال لذلك جملة انتشرت السخرية منها بالمواقع الإجتماعية وقالتها مذيعة بالتليفزيون تقول : " الانتخابات المصرية لا ينتظرها العالم فقط ، بل العالم الخارجي أيضا" ! . وأضاف : منذ الثورة والتليفزيون المصري يستضيف رجال الأعمال الموصومين بالفساد وكل المساندين لنظام مبارك، أو من يحسبون على أحزاب المعارضة الكارتونية، وأحيانا يحرض التليفزيون على الفتنة الطائفية كما جرى بأحداث ماسبيرو، وأحيانا أخرى نجده يغالط الحقائق حينما يدعي مثلا أن المتظاهرين أمام السفارة الإسرائيلية اقتحموها بالقوة وأحرقوها، في سيناريو لتشويه الثوار، وجرى هذا السيناريو في أحداث محمد محمود الأولى والثانية حيث قلب الحقائق وتحويل الضحية لجاني، بالرغم من أن كاميرا التليفزيون كانت ممنوعة من دخول الميدان، فكيف تأتي بصور مفبركة . وانتقد الحضري "راديو مصر" الذي روج لأن وقفة مدينة نصر احتشدت بها أعداد تقترب من المليون من كافة التيارات لمناصرة المجلس العسكري والفريق أحمد شفيق في مغايرة للحقيقة . وقال أن هناك قائمة طويلة بالإعلاميين الذين لا هم لهم سوى اللعب ضمن فريق الثورة المضادة وبينهم منى الشاذلي ولميس الحديدي وزوجها عمرو أديب ومصطفى بكري وخيري رمضان وتامر بسيوني وتوفيق عكاشة وغيرهم . بينما أكدت انتصار الغريب بالائتلاف أن قطاع الأخبار لا يزال يعمل بمنهج أن الإعلام ملك السلطة الحاكمة وليس ملكا لدافعي الضريبة وهم الشعب المصري كله ومن حقهم أن يكون الإعلام معبرا عنهم ولا يخفي عنهم الحقائق ولا يكون أداة للتضليل ولا التعتيم .