أعلن رئيس السلطة الفلسطينية- محمود عباس، اليوم الثلاثاء، في أنقرة أن فلسطين يمكن أن تلجأ إلى المحكمة الجنائية الدولية بخصوص مشروع إسرائيل بناء ثلاثة آلاف منزل في الضفة الغربية.
وقال عباس -خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس التركي- عبد الله جول، في العاصمة التركية- حيث يقوم بزيارة رسمية "لا نميل جداً للجوء إلى هذه الطريقة، لكن إذا أصرت إسرائيل على مشروعها غير المقبول، فيمكن حينئذ أن نلجأ إلى وسائل أخرى".
وكان يرد على سؤال من صحفي ما إذا كان سيطلب بعد حصول فلسطين على وضع دولة مراقب غير عضو في الأممالمتحدة، اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية لإدانة إسرائيل.
وأوضح عباس أنه "إذا استمرت إسرائيل على هذا الطريق "بناء مساكن جديدة" سنرد عبر كل الوسائل، بالتأكيد السلمية، وبينها احتمال اللجوء إلى هذه المحكمة".
وقال عباس إن إسرائيل "إذا ما اختارت السلام فستجد منا كل الاستعداد والجاهزية، أما إذا اختارت الاستيطان خاصة البناء في مناطق E1، فسيكون لنا شأن آخر".
وأضاف أن "الإعلان الأخير للحكومة الإسرائيلية لإقامة أحياء استيطانية جديدة على أرض الدولة الفلسطينية في المناطق المحيطة بالقدس هو عمل عدائي وخط أحمر، ولن نسمح بتنفيذه، فهو خرق للمعاهدات الدولية خاصة معاهدة جنيف الرابعة".
لكن حتى في حال لجوء الفلسطينيين إلى المحكمة فإن ملاحقات على المدى القصير ضد مسؤولين إسرائيليين غير مرجحة كما يرى المراقبون.
واعتبر عباس أن الإعلان عن مشروع البناء الإسرائيلي الذي أثار عدة انتقادات دولية يهدف إلى "معاقبة" الفلسطينيين بعد التصويت في 29 نوفمبر في الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي منح الفلسطينيين وضع دولة مراقب غير عضو.
وهذا التصويت نددت به إسرائيل معتبرة أن المبادرة الفلسطينية أمام الأممالمتحدة وتصويت الجمعية العامة يشكلان عائقا أمام تسوية متفاوض عليها للنزاع.
وأكد الرئيس عباس "مواصلة العمل للحصول على دولة كاملة العضوية في الأممالمتحدة"، وقال مخاطبا نظيره التركي "نحن واثقون من دعم بلادكم وحكومتكم لنا في هذا التوجه، لقد حان الوقت لأن يرفع الظلم التاريخي عن شعبنا، وقد حان الوقت لأن ينتهي الاحتلال عن دولة فلسطين وعاصمتها القدسالشرقية".
من جهته ندد الرئيس التركي "بشدة" بمشروع البناء الإسرائيلي، وحث الدولة العبرية على "عدم اللعب بالنار".
وأقام رئيس الحكومة التركية- رجب طيب أردوغان، "عشاء" على شرف عباس والقى كلمة اعتبر فيها أن الضفة الغربيةوغزة هما ملك الفلسطينيين، "رغم كل المؤامرات الإسرائيلية لاحتلال أرضهم".
وأضاف "أردوغان" أننا "سنكون دائماً إلى جانبكم في كفاحكم لوقف الاستيطان الإسرائيلي الذي يقضم أراضي الشعب الفلسطيني مثل ورم خبيث".
وتدعم تركيا القضية الفلسطينية، وتقيم علاقات صعبة مع الدولة العبرية، منذ الهجوم الدامي عام 2010 على سفينة المساعدات الإنسانية، التي كانت متجهة إلى غزة والذي أدى إلى مقتل تسعة أتراك.