تباينت ردود الأفعال الشعبية، والرسمية، حول، قرار احتجاب الصحف المستقلة والحزبية، والأسبوعية، أمس، بين مؤيد، ومعارض، فيما وصف بعض بائعى الجرائد، الاحتجاب بأنه وضع الصحف القومية فى مأزق، بعدما تراكمت على «الفرشة»، مؤكدا أن خسائرهم بلغت أكثر من 80% بسبب الاحتجاب. ففى الإسماعيلية أيد العديد من المواطنين الاحتجاب، اعتراضا على قرارات الرئيس محمد مرسى، ودفاعا عن حرية الصحافة فى الدستور المزمع الاستفتاء عليه، معتبرين أن الاحتجاب خطوة نحو الاتجاه الصحيح، بينما اعتبر بعض القراء أن الامتناع عن الصدور، لن يحقق الهدف منه أمام «تعنت» الرئيس وعدم تلبيته مطالب القوى الثورية التى اعتصمت منذ أكثر من 10 أيام فى التحرير، وأن الصحف ستعاود الصدور ولن تستطيع الاستمرار فى الاحتجاب».
وقال أشرف عبده، أحد باعة الصحف: المواطنون لم يجدوا الصحف المعتادين على شرائها يوميا، وهو ما تسبب فى خسارتنا لنحو 80%، ولم تستطع الصحف الحكومية، التى لم تشارك فى الاحتجاب تعويض غياب الصحف المحتجبة، التى تراكمت فى أكشاك بيع الصحف.
وشهدت مكاتب توزيع الجرائد بمحافظة القليوبية، أمس إقبالا ضعيفا من المواطنين، وقال فتحى محمد، صاحب كشك جرائد بمدينة طوخ، رغم أن الاحتجاب حدث من قبل فى عهد الرئيس السابق، إلا أن خسائرنا هذه المرة، وصلت الى 90% من حجم البيع اليومى، فالإقبال على شراء الجرائد المستقلة أكبر بكثير من الجرائد الحكومية فى هذه الأوقات وخاصة بعد الثورة. وأشار أحمد مهدى صاحب كشك جرائد ببنها، أن الصحافة سوف تظل هى السلطة الرابعة ولا يمكن تكميم أفواه الصحفيين سواء فى الإعلان الدستورى أو الدستور الجديد، مطالبا الرئيس مرسى بمراجعة قراراته.
من جانبها استنكرت دعاء عباس إخصائية صحافة وإعلام، بطوخ احتجاب الصحف، وقالت الجرائد ملك للقارئ وليس للمؤسسات».
ويقول بائع صحف بالبحيرة، إن جريدة الحرية والعدالة، سعت إلى زيادة البيع فأرفقت بالعدد هدية تتضمن مواد الدستور الجديد.
وفى أسيوط، قال المواطن، حمدى عمار، الصحف الخاصة والمعارضة لها تأثير فى حياة المواطن خاصة فى محافظات الصعيد لأنها تعتبر وسيلة الربط والمتنفس للمواطن فى الشارع فى ظل غياب أعضاء مجلسى الشعب والشورى والمحليات.
وقالت أميمة عمران، رئيس قسم الاعلام بكلية الآداب بجامعة أسيوط، الاحتجاب يمثل نوعا من الضغط المشروع لحرية الصحافة والاعلام، وأشارت إلى أن بعض الاعلاميين والصحفيين خرجوا على ميثاق الشرف الصحفى مما تسبب فى تشويه الصورة وهذا ما اعطى السلطة والمشرع مساحة من التبرير لتقليص حرية الصحافة، وبالتالى فإن عدم وجود صحف يعد كارثة لأنه يطمس وعى المواطنين.
على جانب آخر، علق الدكتور يحيى كشك، محافظ أسيوط، قائلا: الصحف الخاصة والمعارضة لها تأثير إيجابى فى الربط بين المسئول التنفيذى والشارع، مؤكدا أننا نعتبر الصحف غير المرتبطة بنظام الدولة لها مصداقية فى طرح الموضوعات، لكنه انتقد عملية حجب الصحف، لأنها تمثل انتهاكا لحقوق القارئ الذى يرتبط بهذه الصحف، وتابع: هناك معايير وطرق للتعبير بعيدة عن الاحتجاب».
وفى الوادى الجديد، سادت حالة من الركود بين بائعى الصحف نتيجة الاحتجاب، ولجوء البعض الى الاقبال على الصحف القومية، وحدث ذات الشىء فى أسوان.