يجلس على كرسى بلاستيكى فى أحد أركان ميدان التحرير أمام فرشة الجرائد التى يتكسب منها منذ سنوات، فيدنو منه أحد المواطنين ويسأله بلهفة: «مفيش جرايد ولا إيه؟»، يرد عليه «عم سيد»: «مفيش غير الجرايد القومية وكام جورنال تبع الأحزاب.. أصل فيه احتجاب النهارده». لم يوافق «عم سيد» على احتجاب 15 جريدة عن الصدور احتجاجاً على تقييد الحريات فى مشروع الدستور الجديد، ويقول: «هما اللى خسرانين.. الناس ما بتشتريش غير الصحف المستقلة، كنت أبيع 150 ألف نسخة فى اليوم»، فطبيعة القارئ المصرى تجعله يداوم على شراء الجرائد يومياً، «زى ما فيه جرايد محتجبة.. فيه غيرها بيطلع». وفى الوقت نفسه يثنى على الصحف التى سوّدت صفحتها الأولى أمس الأول، ويرى أن «تصميم الصفحة الأولى قال كل حاجة، واللى عمله معلم، وسألت صحفيين حبايبى عن صاحب التصميم قالوا لى إنه أستاذ كبير فى الإخراج الصحفى اسمه أحمد محمود». «رجل على هيئة صفحات رأى، مكبل بالأغلال، داخل زنزانة، وعلى وجهه علامات الأسى والحزن»، هى تفاصيل التصميم الذى حاز إعجاب «عم سيد»، يراه صاحب الفكرة والتصميم د.أحمد محمود، المدير الفنى لجريدة «الوطن»، رسالة للطرفين؛ القارئ والسلطة، مؤكداً أن الهدف من التصميم هو إبراز فكرة الاعتراض على الإعلان الدستورى ومشروع الدستور الجديد، خاصة المواد التى تنظم حرية الرأى والتعبير وعمل وسائل الإعلام، وقال: حولت الصحافة فى تصميمى إلى إنسان؛ لأنها كما البشر تتألم وتعانى بفعل مواد دستورية وقوانين مكبلة للحريات، قد أرسلت التصميم لكل الصحف المتضامنة فى الاحتجاب حتى يكون الموقف موحداً والكلمة مؤثرة. المأخذ الذى يذكره «عم سيد» على احتجاب عدد من الصحف المستقلة والحزبية، أمس، هو أن «الجرايد دى خسرت توزيعها لما سابت الفرشة لجرايد الحكومة والحزب الوطنى اللى لسه ما اتحلش»، قاصداً حزب الحرية والعدالة، ويضيف: «ليه احتجب وأسكت لما ممكن اتكلم واطلع عين التخين، دى الصحافة سلطة رابعة يا ناس».