بدأ الشاعر فاروق خلف تجربته الشعرية في منتصف الستينات من القرن الماضي، مخالفا للخطاب الشعري السائد وقتها في مصر، حيث بدأ بكتابة “قصيدة النثر” والتي قدم خلالها حتى الآن أكثر من عشرين ديوانا، منها "وردة –النار- استشعار عن بعد- احلام يقظة- إشارات ضبط المكان -إرهاق القنديل". هنا حوار معه حول تجربته الشعرية وحول قصيدة النثر باعتباره من أوائل من كتبها في مصر .
كنت من أوائل من كتب قصيدة النثر في مصر في ستينات القرن الماضي كيف تقيم تجربتك هذه؟ - من أجل أن أقيم التجربة لابد أن تكون هذه التجربة قد انتهت، أنا حتى هذه اللحظة مازلت في كتاب قصيدة النثر . أما عن مرحلة البدايات فقد بدأت بأني وجدت أن قصائد النثر لا تفقد كثيرا من جوهرها بالترجمة بل تظل فيها الدهشة الأساسية، والمفارقة الجوهرية قائمة، ومن هنا أعجبت بهذا الأسلوب في كتابة الشعر .
ولكن هل كنت وقتها مطلعاً على تجربة مجلة “شعر” اللبنانية خاصة تجارب الماغوط؟ - بالطبع كنت مطلعاً على هذه التجربة، وكنت أتابع كتاباتهم، فضلاً عن أن أول كتاب لي أصدرته نقدا للعروض العربي كان اسمه “مدخل لوصف الشعر العربي الحديث” في عام ،1973 ومن هنا بدأت محاولات الكتابة من دون التقيد بالإيقاع العروضي .
المتتبع لقصيدة النثر المصرية تحديداً يجد أنها لا تسير على خط واحد، فتجربتك في نهاية الستينات وبداية السبعينات تختلف عن التجارب الحالية كيف ترى أوجه الاتفاق والاختلاف؟ - ينطلق النقاد لقصيدة النثر من الخطأ باعتباره قاعدة، ذلك بأن “قصيدة النثر” مضمون يغير شكله مع كل شاعر بل ومع كل قصيدة لنفس الشاعر،
ومن هنا من الخطأ محاولة تحديد محددات ثابتة لقصيدة النثر لتطبيقها على كل القصائد بعامة ؟ يجب أن يكون هناك مشروع نقدي لكل قصيدة لا أساس ثابتاً للقصائد كلها، لأن هذا النمط هو الذي رفضناه بالنسبة للشعر التقليدي وحاولنا الخروج عليه