«قد يكون المحتوى رائعا لكن وضعه فى قالب سيئ ينفر الناس منه مهما كانت قيمة وأهمية هذا المحتوى»، هذه هى قناعة العاملين فى قناة النيل الثقافية الذين يتعاملون مع رموز المجتمع الثقافية ويناقشون قضايا مهمة إلا أن الشكل العام والظاهرى للقناة لا يدل على قيمة الرسالة، فالديكور سيئ والشاشة مظلمة غير جاذبة بالمرة قد تدفع بالمشاهد لتغيير المحطة فور مشاهدتها. أشرف الغزالى رئيس قناة الثقافية فجر مفاجأة من العيار الثقيل حينما قال: تعبنا وفقدنا الأمل أن يصل صوتنا للمسئولين فقررنا جمع مبالغ مالية بالجهود الذاتية من العاملين بالقناة لشراء شاشة led سكرين، ويصل ثمنها إلى 35 ألف جنيه كمحاولة من أبناء القناة لتطوير شاشة الثقافية التى تعانى من رداءة الصورة وعدم مواكبتها لجودة القنوات الأخرى.
وقال: هذه الشاشة يتم استخدامها فى البرامج الكبيرة فى القنوات الخاصة والتى تتيح للمخرج عمل خلفيات مختلفة ومتعددة على الكمبيوتر تكون نقية وتثرى الشاشة، وتوحى للمشاهد بأنه يشاهد ديكورات فخمة وثرية، وكان من الصعب أن نطلب من القطاع أن يشتريها فى ظل الروتين واللوائح العقيمة التى نتعامل بها، ولأننا نسعى جاهدين لتطوير أنفسنا وتقديم رسالة إعلامية بناءة تم التوصل إلى هذه الفكرة والبدء فى تنفيذها فور تجميع المبلغ المطلوب.
واستطرد قائلا: نعانى أيضا من استعمال معدات متهالكة سواء فى وحدات الإضاءة أو التصوير رغم وجود معدات حديثة داخل المبنى، لكن الموظف المسئول عن هذه «العهدة» يخشى أن تخرج هذه المعدات من كارتونتها حتى لا تتعرض للاتلاف فيدفع هو الثمن أو يتعرض للمساءلة القانونية؟!
وفى وقت من الأوقات لجأ المسئولون بماسبيرو إلى تأجير هذه المعدات بمبالغ وهمية تتعدى قيمة شراء الوحدة نفسها وحينما تعرض المبنى لأزمة مالية تم وقف هذه التعاقدات، ونحن دفعنا الثمن فى النهاية فيقع اللوم علينا أن الشاشة سيئة ومظلمة والديكور فقير ولا أحد يعلم ما الأدوات التى نستخدمها.
وقال: قليل من يعلم أن ميزانية برامجنا عالية جدا، وتضاهى ميزانية البرامج الخاصة، لكن للأسف تضيع معظمها على أجور العاملين.