أسعار الذهب اليوم الأحد 22 يونيو 2025    عبر عن شكره للرئيس الأميركي ..نتنياهو: استهداف "ترامب" المواقع النووية الإيرانية سيغير التاريخ    الاحتلال الإسرائيلي: 18 إصابة جراء الضربات الإيرانية    الثانوية العامة 2025.. بدء توافد الطلاب على اللجان لأداء امتحان اللغة العربية    ننشر أسماء أوائل الشهادة الإعدادية 2025 فى الشرقية    حريق يلتهم شقة سكنية بشارع الثلاثيني في العمرانية    813 ألف طالب بالثانوية العامة يبدأون امتحان اللغة العربية للعام 2025    فتح باب التقديم لوظائف معلم مساعد مادة لغة إنجليزية    بيلوسى: ترامب تجاهل الدستور وأشرك جيشنا فى حرب دون إذن الكونجرس    ترامب: السلام خيار إيران الوحيد لتجنب هجمات أشد    مدرب ريفر بليت: كنا نستحق الفوز.. وسعيد بما قدمه الفريق    قائد باتشوكا عن مواجهة ريال مدريد: لسنا مرهقين مثلما كنا في نهائي إنتركونتيننتال    مدرب الوداد: سنعذب خصومنا.. ولدينا القدرة على مجاراة أقوى الأندية    "يبقى انت لسه بتتعرف عليها".. رد ناري من سيد عبد الحفيظ على أحمد حسام ميدو    تعرف على القنوات المجانية الناقلة مباراة الأهلي وبورتو في كأس العالم للأندية 2025    «زحمة الهجوم» تُطيح بنجم الأهلي.. أحمد حسن يكشف مفاجأة    انخفاض أسعار الفراخ اليوم الأحد 22 يونيو 2025    توتر أمني في بغداد.. العراق يعلن استنفارا أمنيا لحماية السفارة الأمريكية    وزير التموين: لا نية لتحريك سعر رغيف الخبز المدعم    الجامع الأزهر يعقد ملتقى التفسير بعنوان"الهجرة بين الإعجاز البلاغي والعلمي"، اليوم    درجات الحرارة اليوم الأحد في مصر    راح ضحية لجريمة وهمية، كشف غموض العثور على جثة فلاح في بني سويف    محمد حماقي يرفع علم المغرب ويتفاجأ بهدية خلال حفله بمهرجان موازين (فيديو)    ابنة نسرين أمين عن دخولها مجال التمثيل: «ماما بتشجعني لكن مساعدتنيش»    كشف أثري جديد في منطقة تل الفرعون بالشرقية| الآثار تعلن التفاصيل    روجينا تنضم لنجوم دراما رمضان 2026    في بداية فصل الصيف، نصائح لضمان بقاء الجسم رطبا    منظمة الطاقة الذرية الإيرانية :لن نسمح بوقف التطوير النووي    مدرب يوفنتوس يحذر من قوة الوداد ويؤكد: المفاجآت واردة بمونديال الأندية    دون إصابات.. السيطرة على حريق داخل شقة في البساتين    محاكمة 111 متهمًا بقضية "خلية حسم الإرهابية".. اليوم    برلماني يطالب بإحالة مقيم الطعن ضد "جمعية الرسوم القضائية" للتأديب    حدث منتصف الليل|تفاصيل مكالمة الرئيس السيسي ونظيره الإيراني.. وسيناريوهات تعامل الحكومة مع الحرب    إيران: " فوردو" النووية لا تحتوي على مواد مشعة    خبير صيني: الذكاء الاصطناعي له نتائج مبهرة فى تشخيص الأمراض الوراثية والمستعصية    مخرج «لام شمسية» يكشف رد فعل رئيس الرقابة بعد مشاهدته أول خمس حلقات    هل يجوز الوضوء والاغتسال بماء البحر؟.. أمين الفتوى يجيب    ممثل المستأجرين: تعديلات قانون الإيجار القديم تفتقر إلى العدالة وتتجاهل ظروف البسطاء    صديقة طبيبة طنطا الراحلة: خدمت مرضى كورونا وتوفيت أثناء عملها    براتب 9200 جنيه.. 200 وظيفة للشباب في مجال الأمن و الحراسات    «نيويورك تايمز»: «خامنئي» يتحصن فى مخبأ تحت الأرض.. ويسمى 3 لخلافته    وسائل إعلام إيرانية: تم إسقاط عدة قنابل من طراز GBU-57 يبلغ وزنها 14 طنا على منشأة فوردو النووية    30 يونيو.. تأكيد وحدة مصر    الراتب الكبير يمنع الزمالك من التعاقد مع بينتو    محسن صالح يطالب بعدم إشراك زيزو في مباراة بورتو بكأس العالم للأندية    هل يجوز الوضوء والاغتسال بماء البحر؟    بدء الموسم الصيفي ينعش فنادق البحر الأحمر والإسكندرية    «مدبولي»: ملتزمون بتأمين إمدادات الغاز الطبيعي محليًا    «المصري اليوم» ترصد عودة ظاهرة نواقص بعض الأدوية خاصة «الأمراض المزمنة»    التعجل في المواجهة يؤدي إلى نتائج عكسية.. حظ برج الدلو اليوم 22 يونيو    ب 1450 جنيهًا من البيت.. خطوات استخراج جواز سفر مستعجل إلكترونيًا (رابط مباشر)    من غير مكملات.. أهم الأطعمة الغنية بفيتامين د    ابعد عنها بعد الساعة 10مساءً.. 6 أطعمة تسبب الأرق    د.حماد عبدالله يكتب: السينما المصرية!!    صبحي موسى ومأزق التنوير العربي    بداية جديدة وأمل جديد.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة    رئيس جامعة الأزهر: العقل الحقيقي هو ما قاد صاحبه إلى تقوى الله    حكم صيام رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاتهامات تطارد النسخ المصرية لبرامج (الفورمات) العالمية
نشر في الشروق الجديد يوم 20 - 03 - 2010

«الهرم» و«الفائز أبى» و«فاكر ولا لأ» هى نسخ مصرية لفورمات عالمية قام المسئولون بماسبيرو بشرائها من الشركات الأجنبية المالكة لها بملايين الدولارات للعرض على قنوات التليفزيون المختلفة أرضية وفضائية، ويعد هذا الأمر سابقة هى الأولى من نوعها أن يقدم تليفزيون الحكومة على إنفاق مبالغ طائلة فى شراء الأفكار الجاهزة، حيث يبلغ قيمة شراء فورمات البرنامج الواحد إلى مليون و200 ألف دولار.
وهذه النوعية من البرامج لها شروط واجبة النفاذ قبل تقديمها على الشاشة فلا يكفى أن يشترى المسئول بالتليفزيون المصرى برنامج فورمات عالمى لعمل نسخة مصرية، ولكن يكون اعتماد النسخة من الشركة صاحبة هذه الفورمات أمر لابد منه، لترى إذا كانت مطابقة للنسخة الأصلية أم لا كما حدث مع برنامج «من سيربح المليون» وهو أشهر نسخة عربية لبرنامج فورمات عالمى فنجد أن نفس الديكور ونفس الموسيقى التصويرية ونفس الإضاءة موجودة فى كل النسخ سواء العربية أو الأمريكية أو الهندية وغيرها من البلدان، وإذا حدث أى خلل مهما كان حجمه ترفض الشركة الأجنبية اعتماد النسخة مهما كانت المبالغ المالية التى صرفت لها أو أنفقت على البرنامج، وهذا ما حدث مع برنامج «50/50»، الذى يستعد التليفزيون المصرى لعرضه خلال الفترة المقبلة بعد رفض الشركة المالكة له اعتماد الحلقة التجريبية، التى عرضها عليها المسئولون بالتليفزيون، ورأت أنها غير مطابقة للمواصفات القياسية، التى وضعتها وهو ما تسبب فى خسائر للتليفزيون المصرى، خاصة أن الحلقة التجريبية تكلفت ما يزيد على 300 ألف جنيه بخلاف ثمن شراء الفورمات، التى تقدر بنحو 500 ألف يورو، الأمر الذى دفع المسئولون لإعادة التجربة فى محاولة أخيرة لتصحيح الأخطاء لتنال السماح بعرض البرنامج.
ولكن تبقى مجموعة من التساؤلات ما مدى ضرورة اتخاذ هذه الخطوة؟، وهل أتت ثمارها فى تطوير الشاشة أو إعادة المشاهد المصرى لبيته بعد سنوات من العزوف واتجاهه لقنوات نجحت فى إبهاره ببرامج من هذه النوعية.
الإعلامية نادية حليم رئيس قطاع التليفزيون المصرى، دافعت عن هذه التجربة، وقالت: إذا تحدثنا بلغة الأرقام، فهذه البرامج حققت العائد المرجو منها من خلال كم الإعلانات الهائل، التى تغطى التكاليف مع الوضع فى الاعتبار أننا كإعلام دولة لا نهدف إلى الربح ولكن نهدف إلى تقديم خدمة مميزة للمشاهد المصرى.
وأضافت: هذه البرامج لا تأخذ حيزا من خريطة القنوات، وبذلك لن تعرض على حساب برامجنا المصرية، ولا تأخذ من ميزانيتها بدليل أننا نستعد لإنتاج سهرة كبيرة، وبرنامجين يتمتعان بميزانية ضخمة للعرض على شاشة الفضائية المصرية والقناة الأولى، وسوف يقدمها نجوم سوبر ستارز من مصر.
وعن المشكلات التى تواجه برامج الفورمات، قالت إن هناك شروط ومواصفات لابد أن تتوافر فى هذه النوعية من البرامج كما حدث مع برنامج «الفائز أبى» الذى فاز بالجائزة الذهبية كأحسن برنامج مسابقات فى مهرجان الإعلام الأخير أو برنامج «الهرم» أو« فاكر ولا لأ» الذى أشاد به جمهورنا فى أمريكا بعد عرضه على القناة الفضائية الموجهة لأمريكا وأحيانا يتعرض برنامج لمشكلة ما تتطلب إعادة تنفيذه مرة أخرى ليكون مطابقا للنسخة الأم وهذه ليست مأساة على الاطلاق خاصة أن التجربة لا تزال فى طور التطوير لكنها فى الوقت نفسه تستحق أن نكملها، وهو ما نقدم عليه فعليا حيث نستعد لعرض برنامج 50/50 بعد شهر تقريبا، كما قمنا بشراء فورمات البرنامج الجماهيرى العالمى «ريتش آند روليت».
ويرى الإعلامى جمال الشاعر رئيس قناة الفضائية المصرية أن العمل الإعلامى ليس تجربة كيميائية معادلتها واضحة المعالم، ويقول: «كان لازما أن ندخل تجربة الفورمات العالمية التى تأخرنا فيها كثيرا، فهى موجودة على معظم القنوات العربية والأجنبية، وهى خطوة لا بأس بها مع الوضع فى الاعتبار أن الوصفة فى الإعلام ليست مضمونة مائة فى المائة، والعنصر الأهم فى العمل الإعلامى هو الإبداع وعليه نجد أن هناك برامجا حققت نجاحا كبيرا وبرامج لم تحقق الأهداف المرجوة منها، لكن لا نستطيع أن نغلق الباب لأنها تجربة تتمتع بالإبهار وأفكارها جديدة تضفى على الشاشة حيوية، وهى مرتبطة بدورة برامجية تتوقف بعد 30 حلقة، وقد تستمر فى حال تحقيقها نجاحا ملحوظا.
«هى برامج تم تجريبها وأثبتت نجاحها فى القنوات العالمية» هكذا وصف المخرج على عبدالرحمن نائب رئيس القناة الثانية برامج الفورمات المستوردة، وقال إنها وسيلة سريعة لإنعاش الشاشة ببرامج تحمل كل مقومات النجاح، وتستطيع استعادة الجمهور الذى كان قد غادر الشاشة المصرية إلى قنوات أخرى أبهرته بهذه النوعية من البرامج، التى تعتمد على شكل مبتكر للديكورات وطريقة التصوير، وإن كان الكثير منها لا يعتمد على مضمون بنفس القدر من الجودة، وأشار عبدالرحمن إلى أن الكثير من برامج الفورمات الأجنبية، التى يتم شراؤها نظير مبالغ ضخمة تكون مصحوبة بمراقب جودة من الشركة صاحبة الحقوق، وهو ما لا يسمح بتطوير الفكرة بما يناسب طبيعة وثقافة المشاهد المصرى والعربى. ومن وجهة نظره يرى نائب القناة الثانية أن الاعتماد على الفورمات هى مرحة وأن المفروض هو البحث عن الأفكار الجديدة، التى يمكنها أن تجعلنا أصحاب حقوق فى فورمات مصرية تناسب مشاهدينا. وطالب على عبدالرحمن بضرورة إطلاق حرية الإبداع، وفتح الباب أمام مشاركة الشباب بأفكارهم عبر مسابقات لأفكار البرامج المبتكرة، ورفع سقف الإنتاج لتحويل هذه الأفكار إلى منتج إعلامى يثرى الشاشة المصرية.
ونفس الشىء يؤكد عليه الدكتور عدلى رضا رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، الذى شدد على ضرورة إتاحة الفرصة أما إبداعات الشباب، وتقديم هويتنا وثقافتنا كمصريين وعرب فى البرامج والأعمال التليفزيونية.
وقال: «عار علينا أن نكون مستوردين للأفكار، لأن هذا يعد إعلانا صريحا للإفلاس فى كل شىء وهذا مؤشر خطير يجب على تليفزيون الدولة الالتفات له والتعامل معه بحرص شديد».
وأضاف د.رضا أن القنوات الخاصة ربما تسعى لهذه الفورمات من أجل جذب شريحة معينة من الجمهور، الذى يرى فى تلك البرامج شىء من الإبهار والغرابة، ويعتبر أن هذه هى العصرية والتطور الطبيعى لشكل البرنامج التليفزيونى، ولكن يجب على التليفزيون المصرى ألا ينجرف وراء هذه الموضات، لأنه لديه التزامات تجاه الحفاظ على ثقافة وهوية الشعب المصرى.
وأكد د.رضا أنه ليس ضد برامج الفورمات بوجه عام ولكنه ضد كل الأعمال التى تعتمد على الشكل فقط ولا تحمل أى قيمة تضيفها لمشاهدها، وقال علينا إن نختار من البرامج المستوردة ما يناسبنا أو يضيف لنا ثقافة جديدة لا نملكها.
ويصف الدكتور أيمن منصور ندا أستاذ الإذاعة والتليفزيون هذه التجربة بأنها «لهث غير عادى وراء كل ما هو أجنبى ودليل واضح على أننا نعانى من خواء فكرى وعدم القدرة على التجويد»، وهو يقول «إذا كان أهل ماسبيرو يسعون لتحقيق ربح فهم وحدهم القادرون على رصد إذا كانت هذه التجربة ناجحة أم لا، وهم الذين يمتلكون معلومة الرقم المادى الذى تحققه هذه البرامج، أما إذا كانوا يهدفون لتقديم ابتكار وفن ومعلومة، فهذه البرامج ابعد من أن تقترب من كل هذه الأهداف فهى تخلو من الابتكار والقيمة الثقافية والمعلومة، وهناك فورمات أقل تكلفة ولكنها أكثر معرفة وقيمة والدليل أن برنامج الفائز أبى الذى يصنف على أنه برنامج مسابقات فشل تماما خلال متابعتى لكثير من حلقاته أن يقدم لنا معلومة مفيدة ولا يعنى أبدا أنه فاز فى مهرجان الإعلام بأنه برنامج ناجح، فالجوائز دوما لها حساباتها الخاصة.
واستطرد: فى إحدى السنوات قدم الإعلامى طارق علام برنامج «كلام من دهب» الذى أصبح فورمة مصرية وشاهدنا برامج أخرى تسير على دربه، وهذا يعنى أننا قادرون على عمل فورمات خاصة بنا وهذا يدفعنا للشك فى النوايا التى تحيط بهذه البرامج وأن هناك «سبوبة» ما يستفيد منها البعض فإذا كان الهدف، كما يدعى صاحب القرار فى ماسبيرو أن يحقق ربحا كبيرا، فكان من باب أولى أن يدفعوا هذه المبالغ فى شراء كأس الأمم الأفريقية الأخيرة، وكانت الأرباح مضمونة للغاية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.